فيما كانت بعض الاطراف تعول على امكانية انسحاب حزب الله من سوريا وتم وضعه ضمن الشروط لاعادة التواصل معه على الساحة الداخلية اللبنانية اصبحت الآمال منصبة الان على عدم ذهاب الحزب الى العراق للقتال هناك الى جانب القوات الحكومية، وفيما الطلب يتكاثر ويزداد على همة عناصر الحزب وحرفيتهم بقتال الاصوليين والتكفيريين تجزم اوساط سياسية مطلعة بأن شيئا جذريا قد تغير وان مناشدة مسؤولي حزب الله بعدم التدخل في سوريا باتت من افعال الماضي خصوصا وان ساحات القتال متشابهة في العراق وسوريا من حيث الاهداف والجهات التي تسعى الى منازلة الحزب بالمباشر او بالواسطة.
وتقول هذه الاوساط ان القضايا الداخلية اللبنانية بالرغم من اهميتها يبدو انها تراجعت الى الوراء بفعل تقدم الملفات الاقليمية وامكانية حصول الفتنة الشيعية – السنية على نطاق واسع، ويبدو الاستحقاق الرئاسي في درج سلم الاولويات ولكن من آخر درجة من حيث الاهتمام وهذا ما كان يتخوف منه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من ان تأتي التطورات الدولية والاقليمية لتطيح بامكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهذا ما يبدو اصبح في متناول اليد. وتساءلت الاوساط هل النائب وليد جنبلاط باجتماعه المرتقب مع الرئيس سعد الدين الحريري يمكن ان ينتج حلولا ولو سطحية ولا امكانية لقاء العماد ميشال عون مع الحريري باستطاعته دفش الامور نحو عقد جلسات انتخابية ليشكل الشغور الرئاسي فسحة طويلة من الزمن يمكن ان تمتد لشهور عدة وفي غياب نضوج الخطة التي يضعها البطريرك الراعي بشأن جمع العماد عون والدكتور سمير جعجع، الا ان القوات اللبنانية استبقت كما النائب سليمان فرنجية هذ اللقاء ونتائجه بالقول ان الخلاف سياسي بحت بين مسارين سياسيين.
وتقول الاوساط انه من اجل هذا الامر يدرس الراعي خطواته بدقة متناهية خصوصا ان التجارب غير مشجعة واذا تم عقد لقاء عون – جعجع ولم يحالفه حظ النجاح فان امكانية المحاولة من جديد سوف تكون اصعب بكثير على صعيد التقارب بين الاقطاب الموارنة، ولكن سيد بكركي لن يقف عند هذا الحد وهو الذي اعلن في السينودس انه سيفعل المستحيل حتى ولو كان اللجوء الى خطوات غير مسبوقة لا في الزمان البطريركي ولا في العمل السياسي، ولكن هذه الاوساط وعلى وقع ما حصل في العراق وتداعياته المنتظرة على الساحة اللبنانية توضح ان الخطورة اصبحت ايضا في مكان آخر وتتمثل بالواقع الامني الذي يمكن ان يستغل في ضوء معلومات عن امكانية تحرك خلايا نائمة للقاعدة وداعش في بعض زوايا لبنان والتي يراقبها الجيش اللبناني عن كثب ولن يكون سهلاً في التعامل معها، اذ ان قيام داعش باحتلال جزء من الشمال السوري واخر من العراق قد ارسل اشارات سلبية في ان تكون هناك تحضيرات خفية للقيام بنفس الفعل في لبنان بالرغم من كون هذا البلد مختلفاً الى حد بعيد عن الاوضاع في سوريا والعراق وتبدو الانشغالات الحكومية تصب في خانة نقل المونديال الدولي لكرة القدم حتى ولو كان الامر هاماً لعموم الناس الا ان هذه الاوساط تلفت الى ان لفت النظر الى مباريات كأس العالم يمكن ان يشكل من جهة اخرى دافعاً لاستغلال بعض الجهات الاصولية للقيام باعمال تخريبية وهناك الكثير من المشاهد التي حصلت خلال مباريات سابقة تتسم بالعالمية.
هل الخطر الامني حقيقي ووارد؟
الجواب يأتي من مصادر امنية بأن الاجهزة الرسمية الامنية من جيش وقوى امن داخلي وامن عام وامن دولة لا يمكن ان تتهاون حتى في ظل الارتخاء القائم في البلاد وهي تأخذ في الحسبان كافة التطورات الحاصلة في البلدان المجاورة وصولاً الى العراق وان امكانية قيام احداث امنية وارد في اذهان الارهابيين في كل لحظة على خلفيات متعددة الا ان هذه الاجهزة وعلى رأسها الجيش اللبناني سوف تقمع بقوة غير مسبوقة اية محاولة للاخلال بالامن حتى ولو كانت في مناطق لا تصل اليها ايدي الدولة.
وتختصر هذه الاوساط المشهد اللبناني في هذه الاونة بالتالي: لا انتخابات رئاسية قريبة، لا انسحاب لحزب الله في سوريا بل العكس يمكن ان يحصل، ولا كبيرة من قبل المؤسسة العسكرية للعبث بأمن الناس.