يتوقع أن تشهد الساحة الداخلية استرخاء سياسياً على حدّ قول مصادر سياسية متابعة ربطاً بعطلة عيد الفطر وغياب معظم أهل السياسة حيث يقضون اجازاتهم في الخارج او لأسباب أمنية تدفعهم الى اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية بعدنا اعلموا بضرورة أخذ الحيطة والحذر في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة، اضافة الى اقتناع الجميع بأنه لا انتخاب رئيس للجمهورية في مرحلة قريبة ولا أحد لديه الجواب الشافي متى ينتخب الرئىس باعتبار معظم المرجعيات والقيادات السياسية تدرك ان هذا الأمر يحتاج الى قرار كبير لا زال قابعاً في ثلاجة الانتظار الإقليمي والدولي، ناهيك تضيف المصادر عن اوضاع المنطقة السائرة نحو المزيد من العنف والتصعيد الميداني وقد تولد جبهات جديدة ولا أحد بوسعه وفق المصادر ان يتنبأ ماذا يمكن ان يحصل اليوم وغداً على أساس انهم مقتنعون أن اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات وليس في الأفق اي حلول قريبة على ضوء غياب المساعي الدولية الجدية وتحديداً من عواصم القرار.
واشارت المصادر الى ان حرب غزة مستمرة والمعارك في العراق تتوسع وقد تصل الى العاصمة بغداد في أي توقيت والنزوح المخيف من المناطق المسيحية يثقل كاهل اهل السياسة ورجال الدين وكل المعنيين لما لذلك من مخاطر على تواجدهم التاريخي في هذا الشرق وتلك تعتبر نكبة كبيرة على ضوء ما يجري و«الانكى» ان المعالجات الجارية لهذه المسألة لا تفي بالغرض المطلوب وليست على قدر خطورة هذا النزوح المريب.
وفي سياق متصل، لفتت المصادر الى ان الحراك الفرنسي الذي سجل اندفاعة كبيرة في مرحلة معينة وبتفويض ودعم اميركي واوروبي، فان هذه الاندفاعة قد تبقى في اجازة حالياً لان التطورات في غزة خطفت الانظار وحجبت هذا الحراك الباريسي الذي كان ومن خلال معلومات غربية يسير باتجاه التوصل الى صيغة للحل حول الاستحقاق الرئاسي ومن الطبيعي كانت ستصل الى خواتيمها السعيدة بمعنى انها أكبر من تسوية ولكن الاحداث المتتالية من غزة الى العراق فرملت الدور الفرنسي.
واشارت المصادر الى انه قد يُصار بعد عطلة الفطر الى تواصل فرنسي مع المعنيين في لبنان وكذلك بين الاليزيه وواشنطن وبعض الاطراف الاقليمية الاساسية انما هذا المعطى رهن ما تؤول اليه احداث المنطقة حيث الاولويات الدولية والاقليمية منصبة تجاه ما يحصل في العراق وغزة وحتى في سوريا.
من هنا، تختم المصادر مؤكدة ان التحرك الفرنسي والأمر عينه لدور واشنطن والاطراف الاقليمية، فذلك سيبقى وينصب في إطار السعي بداية للتهدئة والعمل على استقرار الساحة اللبنانية، في حين حسم ملف الاستحقاق الرئاسي سيستمر عالقاً حتى تأتي لحظة التوافق الإقليمي والدولي، الأمر غير المتاح في هذه المرحلة على وقع العمليات العسكرية من غزة الى العراق وسوريا، وبالتالي المخاوف تبقى قائمة في لبنان من هذا الفراغ او الوقت الضائع إقليمياً ودولياً، وهذا ما يُسبب غالباً اضطرابات أمنية واغتيالات سياسية.