استقبل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قبل ظهر امس في مكتبه في البيت الابيض، الرئيس سعد الحريري، وتناول اللقاء الاوضاع في لبنان وآخر المستجدات في المنطقة خصوصا ما يجري في سوريا والعراق واليمن، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للحريري.
وكان الرئيس الحريري استهل اليوم الثالث من زيارته للولايات المتحدة الاميركية باجتماع عقده والوفد المرافق مع رئيسة لجنة الاعتمادات الخارجية في مجلس النواب الاميركي كاي غرانغر في مبنى الكابيتول، حيث عرض معها سبل مساعدة لبنان لتأمين حاجات اللاجئين الضرورية لا سيما ما يتعلق منها بالتعليم والتربية، اضافة الى دعم الجيش والقوى الامنية. واعربت غرانغر عن اهتمامها بالمواضيع التي اثيرت ووعدت برفع هذه المطالب الى المسؤولين لتقديم ما يمكن من مساعدة.
ثم التقى الحريري زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي فعضو الكونغرس آدام كينزينغر، وجرت خلال اللقاءين مناقشة تطورات الاوضاع في المنطقة لا سيما في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
تيار اعتدال وانفتاح
ومن جهة ثانية، اكد الحريري ان «تيار المستقبل» تيار الاعتدال والانفتاح والعدالة، وهو مستمر في خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي مواجهة قوى التطرف ايا كانت داخل لبنان او خارجه»، واشار الى اننا «نحارب قوى التطرف على اختلافها سواء كان اسمها «حزب الله» او «القاعدة،» ومشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب».
كلام الحريري جاء خلال استقباله منسقي «التيار» في واشنطن وبوسطن ونيويورك وميشيغن وتورونتو ومونتريال ولندن وويندسور في مقر اقامته في واشنطن، حيث توجه اليهم شاكراً جهودهم في الدفاع عن قضايا لبنان وعن رسالة «تيار المستقبل» في بلاد الاغتراب»، وقال «من الضروري ان يتعرف المغتربون من خلالكم على حقيقة هذه الرسالة وما نقوم به في لبنان لاكمال مسيرة الرئيس الشهيد التي حاولوا اغتيالها بعدما اكتشفوا ان مشروع رفيق الحريري اعادة الاعتبار للدولة والمؤسسات ووضع لبنان على خريطة التقدم والاستقرار».
محاربة التطرف
اضاف «نحن نحارب قوى التطرف على اختلافها سواء كان اسمها «حزب الله» او «القاعدة،» ومشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب، سواء من خلال اعاقة الحياة السياسية في لبنان او من خلال مشاريع التوسع التي يقوم بها في المنطقة، خصوصا في سوريا والعراق واليمن. نحن نريد ان نحافظ على بلدنا وهذه مهمة ليست سهلة في ظل الاوضاع الراهنة والاحتقان السائد في المنطقة». ولفت الى اننا «مستهدفون لاننا نسير على الطريق الصحيح ونعمل لمصلحة كل اللبنانيين الى اي طائفة او مذهب انتموا، كما نعمل كي يكون ولاء كل اللبنانيين الى لبنان الوطن الحاضن لجميع ابنائه»، وشدد على ان «التطرف ضدّ الاسلام، وكما كان يقول الرئيس الشهيد، فان المسيحي المعتدل اقرب اليّ من المسلم المتطرف. رفيق الحريري كسب قلوب الناس لانه كان يحترم المسلم والمسيحي، فلا مهادنة مع التطرف من اي نوع كان».
حوار مع حزب الله
وتابع الحريري «كما تعلمون نحن نجري حواراً في لبنان مع «حزب الله»، البعض ينتقده ويتساءل ماذا ينتج عنه وماذا نستفيد منه؟ ما نستفيد منه انه يعالج حالة الاحتقان في البلاد، ويُشكّل في مكان ما صمّام امان لكل اللبنانيين الذين يخشون تجدد الحرب الاهلية. نحن من المستحيل ان نوافق «حزب الله» على السياسات التي يتبعها اكان داخل لبنان او خارجه، ونحن ضد ما يقوم به في سوريا والعراق واليمن، ولكن هذا لا يمنع ان نعمل ما في وسعنا لحماية لبنان. لقد شهد لبنان حربا اهلية دامت 18 سنة، واسفرت عن سقوط 200 الف شهيد. نحن واعون لهذا الامر ويفترض انهم كذلك ايضا، والخلاف السياسي يجب ان يحل من خلال الحوار، الاولوية بالنسبة لنا ان نحافظ على الاستقرار في البلد والا نفرط بسلامة لبنان ابداً، رغم انه ليس الاستقرار الذي نطمح اليه، لان الاستقرار الحقيقي يكون من خلال انتظام الحياة الديموقراطية وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تحضر لانتخابات نيابية جديدة».
وكرر الرئيس الحريري «دعمه للجيش وقوى الامن الداخلي في المهام التي يقومون بها للمحافظة على الامن ومحاربة الارهاب في كل لبنان»، وقال «صحيح اننا نمرّ بمرحلة صعبة في المنطقة تتطلب صبراً وصموداً، لان مشروعنا الدولة ونعمل كل ما في وسعنا لتقوية مؤسساتها التي تشكل العمود الفقري لانقاذ لبنان في النهاية».
وتطرق لحادثة سجن رومية الاخيرة، مؤكداً الدعم الكامل للقرار الذي اتّخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق والعمل الشجاع الذي قامت به القوى الامنية وشعبة المعلومات حيث تمّ انهاء الحالة الشاذة واعادة الامور الى طبيعتها»، واضاف «ليس المطلوب كما يحاول البعض التهاون مع اي حالة تمرد واعطاء جوائز ترضية لمن يقوم بها».
العلاقة بالوطني الحر
ورداً على سؤال عن علاقة «تيار المستقبل» بـ»التيار الوطني الحر»، اوضح الحريري ان «مشكلتنا ليست مع «التيار الوطني»، فمن خلال الحوار مع العماد ميشال عون استطعنا الوصول الى بعض الحلول والى حلّ مشكلات عدة متعلقة بالتعيينات التي كانت مجمدة منذ ثماني سنوات، كما استطعنا تشكيل الحكومة الحالية، وعلينا الاستمرار في تدوير الزوايا لحلّ المشاكل القائمة».
وعن موضوع التعيينات الامنية، شدد الحريري على ان «مركز قيادة الجيش بأهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الامر ليس هناك مجال للتسوية، ومصلحة الجيش والوطن هي الاساس».
وتطرق في الختام الى التطورات على الساحة اليمنية، فقال «ما تسمعونه من خطابات عالية اللهجة وصراخ ليس الا غباراً ناتجا عن عملية «عاصفة الحزم» في مواجهة انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية في اليمن بدعم من ايران، لانهم لم يتوقعوا ان تبادر المملكة العربية السعودية لانقاذ اليمن لمصلحة العروبة. فما تقوم به المملكة وقوى التحالف سيستمر اذا تابع الحوثيون تحركهم بدعم من ايران ضد الشرعية اليمنية