حذر رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري من أن «موضوع سلسلة الرتب والرواتب خطر وقد ينفجر في وجهنا في أي لحظة»، داعياً الى حلول مقبولة له.
وجدد تشديده على «إجراء الانتخابات الرئاسية اولا، وإلا فلا انتخابات نيابية، لكنه اوضح في المقابل اننا «اذا وصلنا إلى مرحلة اضطررنا للتمديد لمجلس النواب فأنا مع التمديد، حتى وإن كان ذلك آخر خيار اريده»، مشيراً الى ان «هذا الأمر طرحه مع الرئيس نبيه بري الذي لا يريد التمديد للمجلس ولا نحن كـ»تيار مستقبل» كذلك، لكننا ايضا لا نريد ان نكون كمن يطلق النار على رجليه او ينحر نفسه».
كلام الرئيس الحريري جاء اثر لقائه مساء أول امس في بيت الوسط وفداً كبيراً من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار.
وحضرت الوزيرة السابقة ريا الحسن والمستشار الاقتصادي للرئيس الحريري مازن حنا.
والقى الحريري كلمة جاء فيها: «اعلم انه في المرحلة السابقة كانت هناك تحديات كبيرة، ومزايدات على الهيئات الاقتصادية، لا سيما بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب والطريقة التي طرحت بها. لقد كان في الامكان وضع مشروع سلسلة رتب ورواتب افضل للجميع، اكان بالنسبة للهيئات الاقتصادية او الموظفين والمعلمين وللبلد ككل. ان موضوع السلسلة مطروح بقوة اليوم في البلد واعلم حجمه، واعلم ايضا كم عملنا عليه وكم يعمل الرئيس فؤاد السنيورة مشكوراً عليه ايضا، واعلم مواقفكم حياله. المهم اليوم ان نجد الحلول لهذه المسألة التي اصبحت بمثابة قنبلة موقوتة، تشكّل وسيلة للضغط على الاقتصاد ككل، لذلك علينا ان نعلم كيف نسحب فتيلها».
وتابع الرئيس الحريري «علينا ان نكون واقعيين، لا يمكننا ان نقول اليوم انه ليس هناك سلسلة، وبالتالي لا بد من البحث عن حلول، والرئيس السنيورة ما زال يتفاوض على هذا الموضوع، وانا تحدثت في هذا الشأن مع الرئيس نبيه بري، الذي يعتبر بدوره ان هذه السلسلة كرة نار رميت على المجلس في مكان ما. وانا ارى انه إذا كان الجميع سعيداً بعودة سعد الحريري بالفعل وإذا كان الكل يهلل لهذه العودة، فلتكن مناسبة نطرح فيها بعض الحلول المقبولة في هذا الإطار. الموضوع خطر وقد ينفجر في وجهنا في اي لحظة، إذا ارادوا ان يفتعلوا منه مشكلة، كما انه من جهة ثانية لن يُلغى. لذلك علينا ان نرى كيف يمكننا ان نستوعب هذه المشكلة ونتوصل الى ما يحمي الاقتصاد اللبناني»، وحيّا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي «يقوم بعمل مذهل، وهو اثبت حكمته وحرصه على توافق القوى السياسية بما يؤدي إلى إحلال الاستقرار».
ثم عرض الرئيس الحريري للشأن السياسي فقال «موقفي من موضوع التطرف صريح. التطرف عدو لبنان ونحن سنحاربه، خصوصا عندما يشكل خطراً على حياتنا الوطنية، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، اعطى لبنان الوسيلة لمحاربة هذه الآفة عبر دعم الجيش والقوى الامنية ومساعدة الدولة على ترسيخ فرص الاستقرار الامني والمعيشي. فقد وضع الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وامن الدولة اللوائح المطلوبة لاحتياجاتهم لمكافحة الارهاب، وسيكون لدى الجيش اسلحة نوعية ومعدات ليتمكن من حماية الحدود واغلاق بعض الثغرات الخطرة في بعض المناطق المتفلتة، كما اننا سنبذل ما في وسعنا على اعادة تأهيل السجون نظراً لاهمية هذا الموضوع، والميزة في الأمر ان الأموال متوفرة، والدول التي ستزودنا بكل هذه المعدات جاهزة لذلك»، املاً ان «تظهر النتائج خلال الأسابيع او الأشهر المقبلة»، ومعتبراً ان «الاستثمار في الأمن موضوع اساسي على كل الصعد، لانه يسهم في تطوير الاقتصاد الذي يستفيد من استتباب الامن والاستقرار في البلد».
وختم الرئيس الحريري «اما بالنسبة إلى موقفي من موضوع الانتخابات النيابية والرئاسية، فإن الجميع بات يعلم انني مع إجراء الانتخابات الرئاسية اولا، وإلا فلا انتخابات نيابية، لاننا لا نريد ان نصل إلى سيناريو العراق، حيث في وقت من الاوقات لم يكن هناك لا رئيس جمهورية ولا رئيس مجلس نواب ولا حكومة، وبالتالي حصل الانهيار الشامل للبلد. وإذا وصلنا إلى مرحلة اضطررنا للتمديد لمجلس النواب فأنا مع التمديد، حتى وإن كان ذلك آخر خيار اريده. هذا الأمر طرحته مع الرئيس بري، ووجدت انه حتى هو لا يريد التمديد للمجلس، ولا نحن كـ»تيار مستقبل» كذلك، لكننا ايضا لا نريد ان نكون كمن يطلق النار على رجليه او ينحر نفسه. هذا الموضوع جريمة في حق البلد».
كذلك، القى الوزير القصار باسم الوفد، كلمة اشار فيها إلى «اننا أكدنا كوفد للهيئات الاقتصاديّة للرئيس الحريري، ان عودته إلى لبنان وتجاهله المخاطر الأمنية التي تحيط به، قرار جريء ومهم، خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمرّ فيها البلاد، وابلغناه ان مجيئه إلى لبنان، والارتياح الذي تركه لدى الأوساط السياسية وعند جميع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، سيكون له مفاعيل إيجابية على اكثر من صعيد، سواء على الصعيد السياسي او على الصعيدين الأمني والاقتصادي، كما من شأنه ان يزيد ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين العرب والأجانب بلبنان، ويساهم ايضا في تنفيس حال الاحتقان التي هيمنت على البلاد في الأشهر الماضية ولا تزال لغاية اليوم».
اضاف «كذلك ابلغنا الرئيس الحريري ترحيب الهيئات الاقتصادية بهبة المليار دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الأجهزة الامنية اللبنانية لمساعدتها على مكافحة الإرهاب، واكدنا له ان هذه الهبة المشكورة تبيّن بما لا يحتمل الشك الدور الإيجابي الذي لطالما لعبته ولا تزال المملكة العربية السعودية حيال دعم الدولة اللبنانية واجهزتها ومؤسساتها الشرعية».
وطالب القصار «بوجوب انتهاج الحوار كقاعدة لمعالجة الخلافات، او بالحد الأدنى عدم تسعير الاحتقان في الشارع»، معتبرا ان «الظروف تحتّم جلوس جميع الأقطاب السياسيين تحت سقف واحد، والتوافق على القضايا التي من شأنها ان تحمي لبنان وتحصّن ساحته الداخليّة، وتبعد عنه شبح الفتنة التي يحاول اعداء لبنان جرّ اللبنانيين إليها بشتّى الوسائل».
ثم تحدث رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير فقال «جميعنا يعلم اليوم كم ان وجودك في لبنان حاجة للوضع السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد، ولكني اقول ان الوضع الاقتصادي احوج لوجودك من السياسة لأنهم ابدعوا في غيابك بالتراجع. فقد تركت لبنان بنسبة نمو 9,5% واليوم نحن وصلنا إلى نسبة الصفر بالمائة. نحن في حال تراجع اقتصادي منذ ثلاث سنوات وفي شكل سريع للغاية».
وامل حصول «حوار بين الهيئات الاقتصادية وهيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام على موضوع السلسلة، لأنه إذا اتفقنا مع الهيئة فإن الاتحاد العمّالي قال بصراحة انه لن يقبل بأي تسوية وسينزل إلى الشارع، لذلك لا نريد ان نصل إلى ما هو اسوأ واصعب من موضوع السلسلة».
وختم شقير «وإذا كان إقرار السلسلة يغطي نحو 230 الف موظف في القطاع العام، إلا ان الموضوع سيفتح بعد ذلك من قبل الاتحاد العمالي العام، ما يعني نحو مليون عامل في لبنان. من هنا اتمنى ان تجتمع الأطراف الثلاثة لإيجاد العلاج الناجع وإنهاء الملف بالشكل الصحيح».
ثم كانت مداخلات لعدد من اعضاء الوفد.