IMLebanon

الحريري «راجع» إلى التمديد… وجعجع مع الانـتخابات

في خطوة مفاجئة، غادر الرئيس سعد الحريري لبنان إلى جدّة، من أجل مشاورات تتعلق بالهبة السعودية. فيما ترجح مصادره أن تكون مهمته التالية بعد عودته «السير في قانون التمديد للمجلس النيابي»، رغم أن حليفه سمير جعجع أكّد أمس أنه يريد إجراء الانتخابات في موعدها

غادر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لبنان فجأة كما دخله منذ أيام. فيما أعلن مكتبه الإعلامي أنه «ذهب لإجراء مشاورات مع القيادة السعودية، تتصل بالعمل الجاري على وضع الهبة التي قرّرها الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش اللبناني والقوى الأمنية موضع التنفيذ». مصادر «المستقبل» أكدت لـ«الأخبار» أن «عودته مؤكّدة، لكنها غير محدّدة بوقت معين»، مشيرة إلى أن «الحريري لن يستطيع أن يستقر في البلد كما في السابق، فهو سيكون مضطراً إلى السفر باستمرار بهدف متابعة الملفات السياسية والأمنية».

وأشارت المصادر إلى أن «الحريري حقق ما أراده من عودته، وهو جمع الطائفة السنية وانتخاب مفتٍ جديد، بالإضافة إلى دعم المؤسسة العسكرية»، والأهم «الانفتاح على كل من الرئيس نبيه برّي ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، اللذين كانت الاجتماعات بهما أكثر من جيدة». ورجّحت المصادر أن «تكون المهمة التالية للحريري بعد عودته السير في التمديد للمجلس النيابي». فالأجواء السياسية الراهنة تصبّ في خانة التمديد، رغم نفي بعض القوى السياسية لذلك، أو اعتراض بعض آخر، وتلطي جزء من القوى السياسية خلف موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرافض لهذا الخيار.

جعجع: داعش كذبة كبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها

فعلياً، يُمكن القول إن الحديث في الملف الرئاسي والشغور وُضع على جنب، بعد فشل مجلس النواب في جلسته العاشرة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وانتقل النقاش إلى التمديد الذي سيصبح أمراً واقعاً بعدما قدّم النائب نقولا فتوش اقتراح قانون للتمديد لسنتين وسبعة أشهر للبرلمان، وسط اقتناع غالبية الأطراف السياسية بهذا «الخيار السيئ، تفادياً لخطر تمدّد الفراغ إلى البرلمان». وفيما تبقى مواقف «القوى المسيحية» محط أنظار باقي الجهات السياسية، أشارت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«لأخبار» إلى أن «القوات توافق تيار المستقبل في رأيه، وتفضّل إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، ولكن الظروف السياسية في ظل تشبث النائب ميشال عون بموقفه وترشيحه غير المعلن، تؤدي إلى سد آفاق الحلول كلها، لذلك فإن الأمور تتجه إلى تعطيل كل شيء في البلد». وأكدت المصادر أن «القوات وانطلاقاً من حرصها على الدولة ومؤسساتها، لا بد لها وأن تتنازل من أجل ضمان استمرار عمل المؤسسات والحفاظ على الكيان اللبناني». وترى المصادر أن «التمديد صار أمراً واقعاً، لذلك علينا التعامل معه بواقعية، لقطع الطريق على كل محاولات هدم المؤسسات، ما يخدم وجهة نظر حزب الله في جرنا إلى مؤتمر تأسيسي». في المقابل، يظهر أن تيار المستقبل هو الطرف الوحيد في فريق الرابع عشر من آذار الذي حسم موقفه إلى جانب التمديد.

وتشير مصادره إلى أن «البلاد تنحو باتجاه التمديد للمجلس لسنتين ونصف، وهو سيسلك طريقه دون أي عوائق دستورية أو سياسية، بانتظار الإخراج وتحديد الوقت الملائم للسير به». وتقول المصادر إن «موقف الرئيس الحريري كان واضحاً في هذه المسألة، مع أننا نعطي الأولوية للاستحقاق الرئاسي، لكن ما يجري في المنطقة من تحوّلات ومتغيّرات لا أفق له ولا يبدو أنه سيكون له انعكاس واضح على الساحة الداخلية». ولفتت المصادر إلى أن «المأزق الوحيد هو في إظهار هذا الخيار وكأن هناك تبايناً إسلامياً – مسيحياً حوله». وأكدت أن «المستقبل لا يستطيع الضغط على حلفائه المسيحيين للسير في خيار التمديد، في الوقت الذي يصرّ فيه الجنرال ميشال عون على معارضته. لذا لا بد من الأخذ في الاعتبار الشارع المسيحي المؤيد لحلفائنا، لأن هذا الملف سيدخل أيضاً في إطار لعبة المزايدات الشعبوية»، إضافة إلى «إشكالية موافقة الحكومة على قانون التمديد، إذ في حال رفض أحد الوزراء المسيحيين القانون، حينها سنكون أمام معضلة كبيرة». وأكدت المصادر أن «المستقبل لن يقاطع أي جلسة يدعو إليها الرئيس برّي»، مع العلم أنها «لن تكون محصورة ببند التمديد، بل سيتضمن جدول أعمالها سلسلة الرتب والرواتب، إضافة إلى سندات اليوروبوند وخطة دعم الجيش لمدّة خمس سنوات». وفي هذا الإطار لفتت المصادر إلى أن «المشاورات بشأن حضور جلسة تشريعية تتجه نحو الحلحلة».

جعجع: داعش مجموعة من الزعران

لكن رئيس حزب القوات سمير جعجع أكد أن نوابه سيصوتون إلى جانب إجراء انتخابات نيابية في موعدها، ولن يصوّتوا مع التمديد.

وقال في مقابلة على تلفزيون «أم تي في» إنه لا يرى أن «ثمة ظروفاً أمنية قاهرة تمنع إجراء انتخابات». وقال إنّ «على الحكومة التحضير للانتخابات النيابية».

وقلل جعجع من خطورة «داعش»، مؤكداً أن «كل لبنان بيئة حاضنة للمسيحيين، وثمة دولة موجودة وحتى في أسوأ الأحوال منذ متى كنا «نعتل هم» فمنذ 1500 سنة واجهنا «داعش» وراء «داعش»»!

أضاف: «داعش كذبة كبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها وتعيش حالاً من الضعضعة. وهي كناية عن مجموعة من «الزعران» تقوم بأعمال لا يقوم بها إلا المنحرفون».