IMLebanon

الحريري لتعطيل «القنابل الإجتماعية»: يجب إيجاد حل للسلسلة

الحريري لتعطيل «القنابل الإجتماعية»: يجب إيجاد حل للسلسلة

الفيصل يدعو اللبنانيين للإستفادة من دعم خادم الحرمين .. ومجلس النواب يطلق صفارة التمديد

قضي الأمر، المسألة فقط تنظير وتبرير، وإلقاء مسؤولية على الظروف والمعطيات، التي مهّدت الى اظهار التفاهم بين الكتل المختلفة على التمديد الى مجلس النواب الى 20 حزيران 2017، ليفرغ المعنيون الى اجراء تفاهم على الرئاسة الاولى والمضي في حلحلة العقد، ونزع فتائل الالغام الاجتماعية، من سلسلة الرتب والرواتب الى المطالب الاخرى.

وبقيت مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية تطير من جلسة اولى الى جلسة عاشرة، والحبل على الجرار اقله الى 2 ايلول، او الى تشرين الاول، وبتقدير مصادر دبلوماسية غربية إلى أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضع فعلاً على نار هادئة، وقد لا يتأخر على الاسبوعين الاولين من تشرين الثاني المقبل، اي قبل عيد الاستقلال، بانتظار انجاز التمديد النيابي بعد اطلاق صفارته في الساعات الماضية.

وتتحدث المصادر عن ان الافق العام في المنطقة يوحي بالتقاء مصالح دولية واقليمية وعربية لمواجهة استفحال خطر «الارهاب والتطرف» من جهة، ومعالجة القضية الفلسطينية بردع الاحتلال الاسرائيلي من جهة ثانية.

وبصرف النظر عمّا اذا كان هناك ارتباط بين حلحلة الازمة السياسية في العراق والترحيب العربي والايراني بتسمية رئيس جديد للوزراء خلفاً لنوري المالكي، والتوافق اللبناني على التمديد للمجلس النيابي، كخطوة اولى على طريق تفاهم اوسع يشمل رئاسة الجمهورية،حيث يحتل ترشيح النائب ميشال عون المشكلة او الحل في ضوء طبيعة التفاهمات الجارية، والتي لم تكتمل بعد.. ولعل اللهجة الهادئة من الاتجاه الواسع لتمديد المجلس تصب في اتجاه ان يكون التيار العوني جزءاً من تفاهمات واسعة، تشمل رئيس الجمهورية.

الجلسة شراكة بالبندورة!

إلا ان هذه الاجواء تفرض نفسها على الوضع، على الرغم من انه لم يطرح جديد على مشهد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث كانت صورة طبق الاصل عن الجلسات السابقة باستثناء خرق بسيط تمثل باقتراح تقدم به النائب نقولا فتوش يرمي الى التمديد للمجلس سنتين وسبعة اشهر وهو ما سيفتح النقاش النيابي في الايام المقبلة حول مصير هذه الانتخابات والصيغة التي ستعتمد في ما خص التمديد الذي بات تحصيل حاصل نتيجة الاوضاع السياسية والامنية التي تدفع به الى الامام.

وفي هذا المجال لفت الرئيس فؤاد السنيورة الى «اننا نريد الانتخابات وهذا القرار مبدئي ويجب ان نلتزم به، واذا كان متعذراً فلنكن واقعيين ونتحمل جميعاً الموضوع لا ان يزايد احد على الآخر».

وأوضح في تصريح له من المجلس ان اسباب التمديد ما زالت قائمة ونعتقد ان الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية واجراء الانتخابات النيابية وعندما يكون ذلك متعذراً سنضطر ان نلجأ الى هذا الاسلوب.

تبقى الاشارة الى ان بعض النواب تلقوا في مكاتبهم هدايا عبارة عن صندوقة بداخلها بندورة كتعبير عن رفض التمديد من قبل هيئات المجتمع المدني. (راجع ص 3)

آلية الهبة غداً

 على صعيد الهبة المالية التي قدّمها خادم الحرمين الشريفين للجيش اللبناني والقوى الامنية اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع منظمة التعاون الاسلامي «ثقة بلاده في ان يستفيد لبنان من دعم خادم الحرمين للجيش اللبناني، مشدداً على ان الدعم جاء لتقوية الجيش بمساعدة المؤسسات السياسية والامنية اللبنانية لاستتباب الامن واستقرار الشعب اللبناني ومواجهة اي اعتداءات على لبنان.

ورأت كتلة المستقبل النيابية التي اجتمعت في بيت الوسط برئاسة الرئيس الحريري ان الهبة السعودية الجديدة خير دليل على موقف المملكة الداعم للبنان واللبنانيين.

عملياً، تسلم الرئيس سعد الحريري من قادة الأجهزة الأمنية لوائح أولية باحتياجاتها العاجلة من المكرمة الجديدة التي قدمتها المملكة العربية السعودية الى لبنان بقيمة مليار دولار لمواجهة الإرهاب والتطرف.

  وكشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» «ان جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها غداً (الخميس) ستشهد نقاشاً في آليّة قبول الهبة السعودية، التي بدورها ستوزع على الاجهزة الفاعلة على الأرض على رأسهم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ولفتت المصادر الى انه بموجب هذه الهبة، سيحصل الجيش اللبناني على نحو 600 مليون دولار لشراء السلاح والأعتدة والذخائر، على أن يتوزع المبلغ المتبقي على باقي الأجهزة الأمنية على رأسهم قوى الأمن الداخلي».

فتفت

 وفي هذا الإطار يؤكد النائب أحمد فتفت في حديث خاص لـ«اللواء» ان «هذه المكرمة «المليار دولار» لا تهدد الهبة الأولى التي قدمتها المملكة العربية السعودية الى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار كما أشاع البعض، ولكن أعتقد ان هنالك من تزعجه هذه الهبات وخصوصاً انها تأتي بطريقة رسمية وعبر الدولة اللبنانية، فالمكرمة التي أتى بها الرئيس سعد الحريري تختلف عن المكرمة الأولى لأنها سريعة وتلبي الحاجات الضرورية للجيش اللبناني وللأجهزة الأمنية من ذخيرة واسلحة وغيرها من المستلزمات الضرورية، اما الأولى فهي بحاجة الى وقت اطول كونها تتضمن اسلحة متطورة بالإضافة الى تدريبات على بعض انواع السلاح وغيرها من الأمور التي تتطلّب مزيداً من الوقت». (راجع ص4)

وأكدت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن اجماع الوزراء على شكر العاهل السعودي لما قدمه ومساعدته الدائمة للبنان يدل على أن ما من مشكلة في اقرارها داخل المجلس، وفق الأصول القانونية التي تراعي ذلك.

وسيطرح الرئيس سلام هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال، واستبعد وزير الإعلام رمزي جريج أي اشكال امام اقرارها، مؤكداً في تصريح لـ «اللواء» أن الرئيس الحريري مؤتمن على تنفيذها.

ولم يستبعد مصدر وزاري أن يطرح ملف عرسال مجدداً امام مجلس الوزراء غداً انطلاقاً من مواكبة المفاوضات الجارية لاطلاق العسكريين المخطوفين والمعلومات المتصلة بمكان وجودهم، مؤكدة أن هذا الموضوع قد يطرح من خارج جدول الأعمال.

وتوقع المصدر تناول ملف النازحين السوريين مجدداً، مع العلم أن ما من مانع لمناقشتها مجدداً في ضوء التأكيد على أهمية وضع حدّ للنزوح العشوائي والتشديد في موضوع الضوابط في أعقاب معركة عرسال.

اما في ما خص دهم أماكن تواجد السوريين، فقد أكدت المصادر ان القوى الأمنية تقوم بمهامها على كامل الأراضي اللبنانية انفاذاً للخطة الامنية.

وفي الإطار عينه، أكّد الرئيس تمام سلام في كلمة له خلال مأدبة الغداء التكريمية للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري ولمناسبة مغادرته مركز عمله نهائياً، أن مكرمة الملك عبدالله هي رسالة تُشير إلى تعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية وقواها المسلحة وتدعيم زمنها واستقرارها، في مواجهة كل أنواع الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن لا حل الا بالحوار القادر على إنتاج التسويات، والتمسك بالنظام البرلماني الديمقراطي.

ودعا السفير عسيري بعد تسلمه درعاً تذكارية من رئيس الحكومة اللبنانيين إلى التعالي على الخلافات والمصالحة والحوار لتحصين لبنان والوحدة الوطنية.

الحريري على خط السلسلة

 على أن التطور البارز أمس، تمثل بدخول الرئيس الحريري على خط معالجة أزمة سلسلة الرتب والرواتب، ووصفها بأنها «قنبلة موقوتة» يجب نزع فتيلها.

وجاء دخول الحريري بعد يوم عاصف بالتحديات في الأونيسكو بين وزير التربية والتعليم العالي وهيئة التنسيق النقابية حول مصير الامتحانات والتصحيح وإعطاء الشهادات أو الإفادات، وفي ضوء اتصالات رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري مع النقابيين والوزير.

وحضرت سلسلة الرتب والرواتب بقوة خلال لقاء الحريري وفداً من الهيئات الاقتصادية مساء أمس في بيت الوسط، حيث رحّبت الهيئات بعودة زعيم المستقبل، والارتياح الذي خلفته في كل الأوساط، وبالترحيب بهبة المليار دولار للجيش والأجهزة الأمنية المقدمة من خادم الحرمين الشريفين.

وانتقد الحريري في مداخلته خلال اللقاء الطريقة التي طرحت فيها السلسلة. وقال: إن موضوع السلسلة مطروح بقوة اليوم في البلد وأعرف حجمه، واعرف أيضاً ما عملنا عليه وكم يعمل الرئيس فؤاد السنيورة مشكوراً عليه أيضاً، وأعلم مواقفكم حياله، المهم اليوم هو أن نجد الحلول لهذه المسألة التي اصبحت بمثابة قنبلة موقوتة، تشكّل وسيلة للضغط على الاقتصاد ككل، لذلك علينا أن نعرف كيف نسحب فتيلها، داعياً للبحث عن حلول للسلسلة، حيث تقضي الواقعية ان نعترف ان هناك سلسلة، داعياً لاستيعاب «هذه المشكلة ونتوصل الى ما يحمي الاقتصاد اللبناني».

وعلمت «اللواء» أن اتصالات جرت لترتيب موعد لوفد من هيئة التنسيق النقابية مع الرئيس الحريري، على أن يعقد خلال الساعات المقبلة، للتباحث في هذا الموضوع، بعدما استمع رئيس تيّار المستقبل إلى وجهة نظر الهيئات الاقتصادية.

وتعوّل مصادر مطلعة على أن يمهد هذا اللقاء إلى معالجة جدية لملف السلسلة، بالتنسيق مع الرئيس نبيه برّي، حيث أن التفاهم على الأرقام من شأنه أن يؤدي إلى جلسة نيابية الأسبوع المقبل، تقر خلالها السلسلة، ويعود الأساتذة إلى تصحيح المسابقات، وإصدار النتائج، وإعطاء الشهادات للفائزين والفائزات.

ومن المتوقع أن يساعد اللقاء وزير التربية الياس بو صعب على مقاربة أفضل لموضوع شهادات الطلاب بعدما امتنع عن إعطاء إفادات في مسعى جديد مع هيئة التنسيق النقابية وصولاً الى حل لملف سلسلة الرتب والرواتب.

وأكد مصدر وزاري أن أي ملامح تسوية لم تنضج بعد بانتظار ما ستفضي إليه الاتصالات في اليومين المقبلين.

وكان كسر وزير التربية قراره للمرّة الثانية، وتراجع عن موضوع إعطاء الإفادات لطلاب الشهادات الرسمية، وإنْ كان قد ذيّل تراجعه هذا بمهلة زمنية أخرى تُضاف إلى المُهل السابقة مستمراً في شهر سيف هذه الإفادات، فلا عيب بالتراجع على حد قوله إنْ كانت فيه مصلحة وطنية ومصلحة للطلاب، هذا التراجع الذي فرضه الموقف النقابي الموحّد، والذي تجلّى بأبهى صوره في اليومين الماضيين، لاسيما يوم أمس، أمام محاولات تعويم المتعاقدين على حساب حقوقهم وحقوق أصحاب السلسلة، وبعض المندسين الذين حضروا خصيصاً لإثارة المشاكل ما عرّض نقيب المعلمين نعمة محفوض للاعتداء من قِبل بعض العناصر الامنية، على أن تستمر وسائل الضغط الأخرى كالنداء الى زحف ضخم اليوم الى ساحة رياض الصلح لمطالبة النواب بالتشريع قبل أن يمددوا لأنفسهم.

المياومون:

إضراب مفتوح

 واصل مياومو كهرباء لبنان إضرابهم المفتوح يوم أمس، ونفذوا اعتصاماً أمام المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان في منطقة كورنيش النهر، قاطعين الطريق بالإطارات المشتعلة أمام مقرّها من محلة شارل الحلو، في اتجاه الكرنتينا على المسلكين، وذلك احتجاجاً على قرار مجلس الوزراء ملء الشواغر بـ897 موظفاً بدلاً من 2000.

وقررت لجنة المياومين الإضراب المفتوح والإعتصام ونَصب الخيَم اليوم، بعد رفض وزير الطاقة والمياه أرتور نظريان استقبالها، ودعت إلى الإعتصام الإثنين المقبل أمام مبنى مجلس الخدمة المدنية، منعاً لتطبيق المذكرة.

امام التصعيد الذي بدأ المياومون بتنفيذه أمس أبلغ مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان «الرأي العام أن استمرار إقفال المؤسسة سيؤدي الى ضرر مالي وفني وإداري ويُحدث خللاً في تأمين التيار الكهربائي للمواطنين، كما يؤثر سلباً على كل القطاعات الانتاجية والاقتصادية في لبنان».

وطلبت من المديرية العامة – مديرية الشؤون الادارية، مصلحة القضايا والشؤون القانونية، «الإدّعاء الشخصي وبالإسم على كل من شهّر في الإعلام بإدارة المؤسسة ومدرائها وكل من ساهم في إقفال أبواب المؤسسة وإحداث ضرر بالمحتويات الموجودة في دوائرها»، كما أبلغ شركات مقدّمي الخدمات «أن العمال الذين يقومون بأعمال الشغب وإقفال المؤسسة حالياً» تابعون لها»، طالباً منها «اتخاذ الإجراءات المناسبة في حقهم إذا لزم الامر».