استرعى الحوار المستجد بين «تيار المستقبل» وحركة «امل». باهتمام المعنيين لا سيما انه يأتي في مرحلة جد مفصلية وعلى ايقاع التحولات والمتغيرات الاقليمية والدولية وفي سياق تلقي لبنان تداعيات حربي سوريا والعراق الى ما يحصل اليوم في غزة من غطرسة اسرآئيلية متمادية ما يعني وبحسب مصادر الطرفين ان هذا الحوار يأتي في توقيته الصحيح وحيث علم انه نتاج لقاء رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بالرئيس سعد الحريري مؤخرا في باريس حيث طرح جنبلاط على الحريري ضرورة التحاور مع الرئيس نبيه بري في هذه الظروف الصعبة. فتجاوب الحريري واكد انه ليس ضد الحوار مع اي طرف لبناني ومع كل ما يرسي الاستقرار ويحصن الساحة الداخلية.
واشارت المصادر نفسها الى ان بري بدا في الاونة الاخيرة ممتنا لمواقف الحريري منذ تكليف الرئيس تمام سلام وفي المحطات الصعبة، حيث مواقفه المعتدلة والوطنية تركت آثارها الايجابية على غير مستوى وصعيد، وعليه بدت خطوط التواصل الحريرية الحوارية مفتوحة على غير صعيد، فالحوار مع التيار الوطني الحر وفق المتابعين لمجريات الاوضاع لم يزل مستمرا وقائما على الرغم من المواقف الاخيرة للعماد ميشال عون التي جاءت خارج سياق هذا الحوار، انما اوساط تيار المستقبل تؤكد على ان التواصل مع العماد عون لم يتوقف عبر اقنية متعددة، ان على صعيد الوزير الياس ابو صعب او الوزير جبران باسيل، وذلك مع مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، تاليا لقاء باريس الاخير بين الزعيم الجنبلاطي، وزعيم المستقبل كسر الجليد الذي كان قائما على مستوى علاقة الحليفين، وبالتالي هنالك لقاءات، وتنسيق مشترك بين الطرفين وتقارب بينهما حيال الكثير من الملفات.
اما على صعيد جديد الحوار بين «حركة امل» و«تيار المستقبل» فان الاوساط المذكورة تلفت الى ان ما يقال ويحكى ويحلل عن حوار انطلق بين هذين الطرفين ليس بالجديد، اذ لا توجد قطيعة بالاساس وان كان التباين حيال بعض الملفات كبيرا ولا يخفى على احد، انما الاجواء القائمة في البلد والمنطقة فتحت كوة كبيرة في هذه العلاقة الحريرية – البرية، وتكشف ان الحوار الحالي بينهما ينحصر حول بعض العناوين ولا سيما في شقي ضرورة التعاون والتواصل بينهما على المستوى الحكومي ودعم الحكومة السلامية ازاء كل ما يسهل امور البلد والناس، اضافة الى المنحى الاخر «للميني» حوار بين المستقبل والحركة يكمن في اطار السعي المشترك لتحصين الساحة المحلية في مواجهة ما يحصل داخليا واقليميا وارتدادات الحروب الدائرة حولنا على الداخل اللبناني. وهنا ثمة توافق مشترك بين الطرفين على هذه العناوين. ولكن على مستوى الاستحقاق الرئاسي تقول الاوساط قد يكون هناك توافق في مشاركة نواب الحركة في النزول الى المجلس النيابي وحضور الجلسات التي يحددها بري لانتخاب رئيس للجمهورية بخلاف حلفاء «حركة امل» الذين يقاطعون هذه الجلسات وقد تكون لرئيس المجلس خصوصيته كرئيس لللسلطة التشريعية تدفع بنواب الحركة الى المشاركة في الاستحقاق الرئاسي من الزاوية الدستورية وحضور الجلسات وان كانت «تطير» قبل التئامها. انما يبقى في هذا السياق موقف واضح للحريري وهو ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس عتيد للجمهورية وان يكون هنالك توافق عليه من سائر القوى المسيحية والوطنية، وبالتالي انه اكثر من سهّل وعمل على هذا المعطى والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومعظم القيادات المسيحية السياسة والروحية تدرك بامتياز الدور الذي قام به زعيم المستقبل والذي ما زال قائما الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.