هل بدأت تضيق مساحة الغربة عن ممارسة المجلس النيابي دوره في انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل بدأت تضيق لائحة المرشحين الفعليين للاستحقاق الرئاسي؟ ام ان الكلام عن «طرف ايلول المبلول» هو مجرد استنتاج سياسي لحصيلة مشاورات سياسية مكثفة جرت خلال «زيارة « الرئيس سعد الحريري القصيرة الى بيروت، تخللها بحث مع مرجعيات وشخصيات سياسية وزانة في الاستحقاق الرئاسي؟
تفيد معطيات مرجع سياسي وسطي، ان موضوع الانتخابات الرئاسية كان من ابرز المواضيع التي اثارها الرئيس الحريري مع زواره خلال فترة وجوده في بيروت، حيث سأل الكثيرين عما يمكن فعله لإتمام الاستحقاق الرئاسي والوسيلة الأفضل لمقاربة الموضوع، وسمع نصيحة من احد المراجع التي يثق بها، ونصائح من اكثر من شخصية اخرى، بأنه أولا يجب ان «ينسى» ترشيح حلفائه في فريق «14 آذار»، وعددوا له اكثر من اسم مطروح، باعتبار ان لا حظوظ لديهم للفوز، تماماً كما هو الأمر بالنسبة لترشيح بعض اقطاب فريق «8 آذار»، وأن البحث الجدي يجب ان يبدأ من شخصية وسطية مقبولة من الجميع يتم انتخابها متى تسمح الظروف الداخلية والإقليمية بذلك.
وطرح المرجع اسمين من الشخصيات التي يمكن حصول توافق حولها، لكنهما بحاجة الى انضاج تسوية سياسية شاملة في لبنان.
اقتنع الرئيس الحريري بهذه النصائح، لكنه غادر من دون التوصل الى أي نتيجة حاسمة في الموضوع، وظل الامر معلقاً ربما الى حين زيارته المقبلة، حيث يمكن ان تكون قد حصلت تطورات ما من الآن وحتى النصف الثاني من ايلول تسهل اتمام التسوية السياسية التي يجهد لإنجازها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
ويرى المرجع السياسي، ان ما يجري في المنطقة من تطورات فرضها تمدد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، اسهم في تقريب المسافات بين كل من ايران والسعودية والعراق والادارة الاميركية وبعض العواصم الاوروبية تحت عنوان مكافحة الارهاب، مشيرا بصورة خاصة الى اهمية زيارة مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين عبد اللهيان الى الرياض بعد قطيعة طويلة، لكنه لم يجزم بسهولة انتقال عدوى التفاهمات حول العراق الى إيجاد الحلول في سوريا ولبنان، مبدياً مخاوفه من عدم توصل ايران والسعودية الى تفاهمات حول تشكيل الحكومة العراقية. واعتبر ان حصول اللقاء الايراني ـ السعودي ليس هو المهم، بل المهم حصول التفاهمات بينهما حول ازمات المنطقة، وإلا فقد تسير الامور نحو الاسوأ اذا لم يحصل تفاهم شامل بين البلدين.
ويخلص المرجع السياسي الى اعتبار ان جدية الاهتمام الداخلي، والتقاربات الاقليمية والدولية، هي التي شجعت على ترقب حصول تطورات معينة في النصف الثاني من ايلول، فهل تبلل هذه التطورات طرف ايلول برئيس جديد للجمهورية؟