IMLebanon

الحريري يوصي بدعم عرسال لمواجهة الفتنة: الجيش وحده القادر على حماية السلم الأهلي

الرئيس الحريري: لدعم صمود عرسال

 يعكس الاهتمام الذي أبداه رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ببلدة عرسال فور عودته إلى لبنان والذي ترجمه بتبرعه بـ15 مليون دولار لمساعدتها على تحمل أعباء الخسائر التي منيت بها بعد المعارك الأخيرة التي شهدتها، حرصاً من جانبه ومن تياره السياسي والحلفاء على التأكيد على دعم هذه البلدة الصامدة بكافة الوسائل الممكنة في مواجهة حملات التطرف والإرهاب التي تريد تشويه سمعتها وتصويرها على أنها مأوى للعصابات الإجرامية والتكفيريين الذين يعملون على الإساءة للدين الإسلامي من خلال الممارسات الدموية التي قاموا بها ضد الجيش وأبناء عرسال وما خلفوه من قتل ودمار بحق «العراسلة» خلال الاعتداءات الأخيرة التي شنها المسلحون السوريون على مراكز الجيش في البلدة وجرودها.

وتعرب أوساط نيابية في تيار «المستقبل» لـ«اللواء» عن اعتقادها أن التحديات التي تواجه لبنان تتطلب استنفاراً من جانب القوى السياسية على مختلف انتماءاتها لتحصين الجبهة الداخلية وحماية السلم الأهلي ونبذ التطرف والإرهاب، وهذا ما يعمل عليه الرئيس الحريري منذ عودته إلى بيروت لسد كل الثغرات التي قد ينفذ منها أعداء لبنان الذين يريدون نقل النار السورية والعراقية إلى لبنان وزرع بذور الفتنة المذهبية والطائفية البغيضة بين أبنائه، مشيرة إلى أن الرئيس الحريري يدرك تماماً أن ما حصل في عرسال كان إنذاراً شديد اللهجة لكل اللبنانيين بأن هناك مخططاً كبيراً كان يجري الإعداد له لإدخال لبنان في حرب طائفية لا يمكن التكهن بتداعياتها، وهذا ما حصل فعلاً من خلال العمل على جر عرسال وأهلها إلى هذه الفتنة ومحاولة الإيقاع بين أهلها والجيش من جهة، ومع القرى المجاورة من جهة أخرى، لكن هذه المحاولة فشلت وأثبت أهل البلدة أنهم من أكثر الداعمين للجيش اللبناني بوقوفهم في وجه المسلحين الإرهابيين والتفافهم حول المؤسسة العسكرية والدفاع عن أبنائها وفي الوقت نفسه حرصهم على تعزيز أواصر العلاقات التي تربطهم بجيرانهم على مختلف المستويات.

وتشدد الأوساط على أن تعليمات الرئيس الحريري واضحة بمساعدة أهالي عرسال على الخروج من محنتهم ودعمهم بالإمكانات اللازمة لكي يتمكنوا من الوقوف بصلابة في مواجهة كل محاولات الإرهابيين تشويه سمعة الطائفة السنية والإساءة إليها عبر أفعالهم الإجرامية بحق الجيش، أو من خلال عمليات الإبادة التي يقوم بها «داعش» و»النصرة» وغيرهما في سورية والعراق بحق المسلمين والمسيحيين على السواء، بما لا يقره لا دين ولا شريعة، ومؤكدة في الوقت نفسه أن رئيس «المستقبل» لا يرى سبيلاً لحماية لبنان واستقراره إلا بتعزيز خيار الاعتدال والحوار وتجنب المسالك المدمرة التي تجلب الويلات على لبنان، وهذا لا يكون إلا بانفتاح اللبنانيين على بعضهم تحت كنف الدولة ومؤسساتها وتطبيق سياسة النأي بالنفس قولاً وعملاً، بالتوازي مع قيام «حزب الله» بسحب مقاتليه من سورية والعراق وتعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للجهورية يعيد الاعتبار للمؤسسات السياسية والأمنية ويوفر الغطاء المطلوب للقوى العسكرية والأمنية لكي تواجه الحملات الإرهابية التي تستهدف في لبنان وتسعى لتعميق الشرخ بين أبنائه على نحو يسهل لها مشروعاتها التفتيتية والتقسيمية وهذا ما يعيه الرئيس الحريري وتياره ويعملان مع الحلفاء على مواجهته وتجنبه مهما كانت الخسائر مكلفة.

وتشير الأوساط إلى أن إشراف الرئيس الحريري على توزيع الهبة السعودية على الجيش اللبناني والقوى الأمنية يؤكد إيمان المملكة العربية السعودية وقيادتها وتيار «المستقبل» على أن الجيش اللبناني يبقى وحده القادر على حفظ السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها والتصدي للمؤامرات التي تستهدف البلد إذا ما حصل على الاحتياجات العسكرية التي يريدها في ظل الدعم السياسي والشعبي الذي يتمتع به.