6 أيلول 2014
السؤال الأساسي كان مطروحاً قبل اجتماع حلف الاطلسي في ويلز:
تستطيع اميركا والأطلسي اطلاق عاصفة نارية جوية تدك مواقع “داعش” من الموصل في العراق الى الرقة في سوريا، لكن كيف يمكن تشكيل تحالف يخوض المعركة في الميدان او على الأرض حيث تبرز صعوبات عميقة للمواءمة بين دول الاقليم، لأن الدول الغربية ليست متحمسة للقتال على الارض؟
في العراق تبدو الأمور أقل تعقيداً مما هي عليه في سوريا، فالتعاون بين قوات البشمركة الكردية، التي حصلت حتى على أسلحة ايرانية، والقوات الحكومية المطعّمة بميليشيا مذهبية اوقف تقدم “داعش”، لكن ان يذهب نوري المالكي الى الجبهة ليحاول إعلان مواقف بطولية، بعدما كانت سياساته المذهبية والإقصائية قد ساعدت في خلق بيئة حاضنة للإرهابيين، فذلك لن يفيد في استئصال “داعش”.
على مكتب باراك أوباما تقارير واضحة تذكّر بأن الإنتصار على الارهاب مسألة تحتاج الى الحنكة قبل القوة. ففي عام ٢٠٠٦ تمكنت “الصحوات” التي شكّلها الاميركيون من رجال القبائل السنّية ان تهزم “القاعدة” في الأنبار، لكن المالكي سارع الى حل “الصحوات” بعد انسحاب اميركا.
والحنكة تعني انه عندما تعلن هذه القبائل الآن انها مستعدة لتأمين ٢٠ الفاً من مقاتليها لشن هجوم على “داعش”، فعلى الاميركيين ان يعرفوا ان هذا يشكّل عنصراً ملائماً لتركيب تحالف ميداني يساعد على تجاوز المشاعر المذهبية التي يثيرها دفع قوات مطعّمة بمقاتلين ايرانيين الى المناطق السنيّة التي سبق لها ان عانت من سياسات المالكي الاستبدادية.
والحديث عن صعوبات قانونية تواجه تركيب جناح ميداني يقاتل “داعش” في سوريا يبدو نوعاً من المخادعة، لا لأن العالم يجمع على ان نظام الاسد فقد شرعيته، بل لأن الامم المتحدة تتهمه صراحة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وهو ما يسمح قانونياً بتركيب تحالف يهاجم “داعش” في موطنها الاصلي سوريا، ويسقط اي تفكير في التعاون مع النظام الذي خلق “داعش”، كما يقول الفرنسيون والأميركيون.
ايضاً على مكتب أوباما تقارير تقول إنه بالتوازي مع تسديد الضربات الجوية والميدانية الى مواقع “داعش” في العراق، يمكن المباشرة في دعم “الجيش السوري الحر” وتقويته جدياً بعدما ترك وحده من دون تسليح يقاتل النظام والارهابيين في وقت واحد، بينما كان أوباما يتعامى عن المذابح واستعمال الكيميائي الذي ولد منه سرطان الارهاب كما يسميه.
ايضاً وايضاً على مكتب أوباما وفي كواليس حلف الاطلسي تقارير تحذّر من ان إشراك ايران مباشرة في تحالف يشن حرباً على “داعش” سيعمّق الجنوح الى المسالك الارهابية، من منطلق ان رعايتها لسياسة المالكي في العراق ودعمها لحرب الاسد التدميرية في سوريا ساعدا في ولادة “داعش”، وقد يستنسخها بصورة أبشع!