IMLebanon

الحوار الدولي مع إيران قد يُؤدي الى التفاهم الخارجي على رئيس للبنان في ايلول سيُصار الى تجاوز الأزمة لكن مع تحوّلات في المناخ الاقليمي

الكل نادى برفض الفراغ لانه يريد إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، كما تمنى الوصول الى رئيس توافقي يوّحد اللبنانيين ولا يساهم في انقسامهم اكثر، كلمات لطالما رددها المسؤولون على مدى اشهر لكن لم تطبق على الارض، بل انقسامات وتشنجات متواصلة تتداخل في سجالات الانتخابات الرئاسية من قبل كل الافرقاء السياسيين.

من هذا المنطلق دعت كل الاطراف السياسية خلال تصريحاتها الى الابتعاد عن إعطاء الدواء المسّكن الدائم للأزمة اللبنانية، لان هشاشة الوضع تتطلب حلاً نهائياً وجذرياً يرفض التسويات الظرفية التي إعتاد عليها لبنان، وبالتالي فإن أي حل إن لم يُخرج لبنان من اتون الفتنة فسوف يكون تسوية باهتة تسقط بعد حين، للوصول الى ذلك الحل لا بدّ من تنازلات من الطرفين اي 8 و14 آذار بحسب مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي في سبيل رؤية تفاؤلية ترّد على التساؤلات الكثيرة التي تخيف اللبنانيين، وهي بمجملها اسئلة غامضة شكلت قلقاً لدى المراقبين من تحضير سيناريو جديد للبنان بأهداف متشعبة بعد حصول الفراغ الرئاسي، ووسط كل هذا يستمر التساؤل عن وجود خطة ما ضد ما يحاك أمام تثبيت الاستقرار، خصوصاً ان التوقعات السياسية تستبعد ان يتم تجاوز هذه الازمة قبل شهر ايلول من غير تحولات كبيرة في المناخ الإقليمي الذي يسعى جاهداً الى إرباك لبنان وتقاذف سياسيّيه كحجارة الشطرنج.

الى ذلك يشير وزير سابق تابع سياسياً للخط الوسطي الى ان تسوية اقليمية تلوح في الافق بحسب معلوماته لمنع تفاقم الازمة الرئاسية، وبالتالي لمنع إستمرار الفراغ كما إعتاد اللبنانيون بعد نهاية عهد كل رئيس، وينقل الوزير بأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وُضع في هذه الاجواء، وبأن اتفاقاً خارجياً يجري البحث به حالياً لان الطبخة تأتي دائماً من دول القرار، معتبراً بأن هنالك فرصة كبيرة لإيجاد مخرج من الأزمة، ورأى الوزيرالسابق بأن الوضع السياسي اللبناني مرهون بانطلاق المفاوضات بين دول الخليج العربي وايران وتحقيق بعض الأشواط السياسية الناجحة،لان المفاوضات الخليجية ـ الإيرانية عموماً والسعودية- الإيرانية بدأت تسير على نار هادئة، ووضع لبنان سيكون قريباً في اطار الملفات التي ستتناولها، وسط معلومات مؤكدة بأن ايران تلقت دعوة من السعودية لزيارة قريبة لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف في اطار منظمة التعاون الإسلامي، مما يعني اننا كلبنانيين ننتظر ما سترسو عليه التسوية الإيرانية ـ السعودية.

ويتابع الوزير السابق انه: «في حال فشلت هذه المحادثات فسوف نكون امام مرحلة اخطر من تلك التي نعيشها اليوم، وسوف ننتظر الحل البعيد، لكننا نأمل تبديد المخاوف في شأن الملف الرئاسي اللبناني، لان الحوار الدولي مع إيران قد يؤدي الى التفاهم الخارجي على رئيس للجمهورية في لبنان، مما يعني العبور من الشغور في موقع الرئاسة الاولى الى الانتخاب، بعدما اعلن اكثر من طرف مسيحي اعتراضه على سير الدولة ومؤسساتها في غياب الرأس، بما يشكل قوة ضغط تدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان الوضع السائد حالياً شكل نكسة في عمل المؤسسات الدستورية لا يمكن السكوت عنها أوالقبول مطوّلاً بإستمرارها، اذ على الجميع الترّفع عن الحزازيات والعمل من اجل مصلحة لبنان فقط ، من خلال التمسّك والاصرار على انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، لان الاولوية هي لإنتخاب الرئيس عملاً بمقتضيات الميثاق، والمطلوب اليوم متابعة الإتصالات للتوافق، نافياً معرفته بإمكانية انسحاب بعض وزراء 8 آذار من الحكومة بهدف حدوث فراغ كلّي، لكنه توّقع اعتماد أداء حكومي يعبّر عن الأزمة خلال فترة الشغور، كأن يحضروا جلسات مجلس الوزراء عندما تكون هناك قرارات ومراسيم تعنيهم فقط، ناقلاً هذا الكلام عن النائب الان عون، في حين اكد رفض تيار المردة وحزب الله الانسحاب من الحكومة، وختم: «نأمل عدم حصول فراغ كلّي تنفيذاً لأجندات خارجية».