الخطة الأمنيّة في عين الحلوة ستبقى حبراً على ورق التكفيريّون داخل المخيّم يرفضونها وسيُواجهون القوة الأمنيّة
لا شك بأن التهديد الذي اطلقه «لواء احرار السنة- بعلبك» التكفيري ضد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان دل على شيء فعلى ان الاخير اصاب مقتلاً من القوى التكفيرية من خلال عمليات الامن الاستباقي بضرب الخلايا التكفيرية الوافدة من الخارج كما حصل في عملية فندق «دي روي»، اضافة الى كشف خلية القلمون التي كانت تحضر لاغتيال المقدم في الامن العام خطار ناصر الدين في الشمال وخلية فنيدق المتخصصة بتجهيز الاحزمة الناسفة والعبوات، فان التنسيق بين الاجهزة اللبنانية، تقول اوساط في 14 آذار، وخصوصاً بين الامن العام وشعبة المعلومات هو نتيجة نجاح وزير الداخلية في وضع النقاط على الحروف من خلال مواقفه المناهضة للتكفيريين حيث تسجل نقطة للمشنوق لجهة ايجاد ارضية امنية متماسكة لم يوفرها اي وزير داخلية سابق اضافة الى الجرأة التي يتحلى بها في تسمية الامور باسمائها وقد برزت واضحة الى حدود التحدي في موقفه الذي اطلقه امام وفد من العائلات البيروتية في وجه المجموعات التكفيرية.
واذا كان وزير الداخلية قد وضع اصبعه في الجرح من خلال اشارته الى خطورة ما يحصل داخل سجن رومية والتحذير مما يحاك في بعض ازقة مخيم «عين الحلوة»، فان المجريات تدل على ان المرحلة الراهنة بالغة الحساسية والدقة في ظل ارتفاع الاحتقان المذهبي واعلان دولة الخلافة في العراق التي انعشت الخلايا التكفيرية النائمة والتي يبدو انها على عتبة صحوة يحاول وزير الداخلية قطع الطريق عليها في حروب الامن الاستباقي وفق الاوساط نفسها.
واذا كانت السلطة الفلسطينية تحاول تجنيب المخيمات النيران التي احرقتها في المحيط السوري كمخيم «اليرموك» و«السبينة» ومخيم «الرمل الجنوبي» من خلال نشر قوة امنية مشتركة في مخيم «عين الحلوة» الذي يعتبر اكبر خزان لللاجئين الفلسطينيين، فان الخطة الامنية المذكورة وبحسب مصادر فلسطينية ستبقى حبراً على ورق لا سيما ان التكفيريين الذين يسيطرون على احياء ومناطق في المخيم يرفضون هذه الخطة جملة وتفصيلاً ويستعدون لمواجهة القوة الامنية المشتركة اذا ما دخلت الى احيائهم، ما يطرح السؤال حول الدور الحقيقي الذي يلعبه اللواء منير المقدح على خلفية ان الاخير يملك القوة العسكرية القادرة على الحسم على ارض المخيم.
وتقول الاوساط ان مرحلة ما بعد اعلان دولة الخلافة هي غير ما قبلها كونها اعطت زخماً للخلايا المتطرفة داخل «عين الحلوة» من «جند الشام» الى «فتح الاسلام» اضافة الى «كتائب عبد الله عزام» التي تبنت اكثر من عملية انتحارية على الساحة المحلية وان المخيم يسير على طريق «نهر البارد» كون القوى المتطرفة مرهوبة الجانب وتنفذ اجندات خارجية بحيث بات «عين الحلوة» قبلة انظار الهاربين من وجه العدالة ومحطة للمهاجرين الاسلاميين من الخارج بهدف القتال في سوريا او لتنفيذ عمليات على الساحة المحلية.
وتشير الاوساط الى ان اتصالات مكثفة تتم بين سجن رومية والمتطرفين في «عين الحلوة» خصوصاً وان جناح الموقوفين الاسلاميين في السجن تتوفر فيه كل التقنيات التي تسمح بالتواصل بين الداخل والخارج الى حد ان معركة الحصن في سوريا كانت تدار عبر اتصالات من داخل السجن والمعروف ان وليد البستاني الذي انشأ هذه الامارة قبل ان يقتل في خلاف مع «الجيش السوري الحر» كان من ابرز نزلاء سجن رومية ونجح في الفرار بعملية لا تزال تفاصيلها غامضة.
وبالعودة الى تغريدات «لواء احرار السنة- بعلبك» وتهديده بمهاجمة بلدات شيعية ومسيحية بجوار عرسال فان الكلام عن ان الامر مجرد «فبركة» مخابراتية غير دقيق تقول مصادر امنية وان هذه التغريدات مصدرها احدى العواصم الغربية في وقت لا يسقط المعنيون احتمال ان يكون المصدر قطاع غزة وسوريا واياً كان هذا الموقع فان التهديدات هي صحيحة وآخرها التغريدة التي تناولت بالتهديد وزير الداخلية.