IMLebanon

الداعشيون… يتراجعون

الداعشيون الكبار بدأوا يتراجعون.

أما الصغار فإنهم ينكفئون.

وداعش كانت مزحة.

لكنها أصبحت شبه دولة.

وهذا اختراع أميركي قديم.

برز بادئ الأمر في السبعينات.

وشجعه البروفسور هنري كيسنجر.

واشتهر في تسويقه دين براون.

الأميركيون العرب يستدركون دعمهم لما يسمّى ب الداعشية السياسية.

وفي غفلة عن الرئيس باراك أوباما، وهو يقوم يتسويق نفسه عربياً، عمدت وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، بالترويج للمنظمات المتطرفة، وفي مقدمتها داعش.

إلاّ أن داعش ارتكبت الخطأ الكبير، ووجدت نفسها أمام الطريق المسدود.

وأصبح الداعشيون الكبار صغاراً.

أراد الداعشيون اقتلاع الأقليات من العراق.

ومن بعض المناطق السورية.

ودقّوا بأولياء نعمتهم الأميركان، عندما هجموا على أربيل، وحاولوا أيضاً، اقتلاع الأميركان من كردستان.

وعمدوا الى قطع رأس الأميركي المعتقل عند داعش.

كانت رحلة كاردينال لبنان بشاره الراعي، مع بطاركة الشرق الى جمهورية البارزاني بداية الطريق الى مواجهة الداعشية في كل مكان.

والحكاية الأميركية بدأت عندما جاء دين براون، وعرض على الزعماء المسيحيين، الانتقال الى كندا وأميركا ومغادرة لبنان.

يومئذ استقبله الرئيس سليمان فرنجيه في الكفور، بحضور الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل والأباتي شربل قسيس، وبادره بأن أمامه قادة يقاتل أولادهم والرهبان، الغرباء عن لبنان، من اجل البقاء في ارضهم.

والخطأ الجديد اقترفه الداعشيون عندما حاولوا انشاء امارات طائفية على تخوم عرسال في البقاع.

عندما حاول الداعشيون الآخرون إبان حرب نهر البارد، الهجوم على طرابلس، اقامة امارة اصولية في القلمون، اخفقوا في مسعاهم.

أولاً، لأن لبنان أرض الحوار والسماح والاديان، وليست مكاناً لتوالد الدويلات الطائفية والعرقية.

ثانياً: لأن طرابلس هي فيحاء الشمال، وهي كما كان يقول العلامة الشيخ انور البكري عنوان للعيش الواحد، ومربض للحضارة الاسلامية والمسيحية، وملاذ آمن لكل من يهتدي او اهتدى الى الحريات، والى الايمان بالله.

ثالثاً: ان المؤمن اقوى من المتعصب والتعصب، ولأن الحرية امنع من الرجوع عن الحق، وأبعد مدى من التحجر.

كان الاعتقاد بأن دعم داعش يمهد حتماً الى مساندة طائفة ظالمة على طائفة مظلومة الا ان الايام أثبتت ان حروب الطوائف تؤدي الى سحق المعرفة، لا الى تبيان المعارف.

في العام ١٩٧٥، عمدت تركيا الى احتلال القسم الشمالي من قبرص.

ورؤوف دنكتاش لم يحصد شيئاً من تقسيم قبرص.

لكن المطران مكاريوس زعيم القبارصة اليونانيين، صارح وفداً لبنانياً كان يزوره بأن لبنان هو الهدف الثاني للتقسيم، لكنه قطعاً لن ينجح احد في قبرصة لبنان.

وربما، هذا، ما سيدركه لاحقاً الرئيس الأميركي اوباما والرئيس الفرنسي هولاند.

والآتي أعظم!