IMLebanon

«الدكتور» المرشح!

 

لا يخرج ما سُمّي ترشّح «الدكتور» الاسد لما سُمّي الانتخابات الرئاسية عن سياق الأمور وطبائعها في سوريا. ولا يُفترض أن يفاجئ ذلك أحداً. فمن استخدم كل سلاح ثقيل ومدمّر كي لا «يتنازل» عن أملاكه الموروثة، لن يتردد في استخدام كل مزاح ثقيل ومريض في سبيل ذلك.

الغريب، هو أن يبدأ البعض في الغرب في اللطم والندب والتحذير من تداعيات ذلك «الترشح»! وكأن المهزلة بدأت للتو، وفي ذلك الخبر تحديداً! وليست في ذلك المسار الانتهازي الانحداري الذي أعتُمِدَ في مواجهة ارتكابات ذلك الطاغية الذي عزّ نظيره، وعلى مدى ثلاث سنوات كالحات.

والغريب أكثر من ذلك، هو ان يتجشم (كلمة مرموقة!) «الدكتور» الاسد كل تلك المعاناة ليؤكد شرعيته كمستبد تنويري! أو ليشرعن إجرامه وارتكاباته، وكأن ذلك سيقلّص أو يُمدّد المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها.. أو سيمكنه من إعادة التموضع في نادي رؤساء الدول المعترف بهم! أو سيدفع السوريين الذين يقاتلونه الى رمي سلاحهم وطلب العفو منه عن شططهم الذي ذهب بعيداً!

ما يفعله رأس السلطة في دمشق، يماثل في السياسة استخدامه الكيماوي في الميدان. القياس المعتمد ذاته: جموح هستيري وتدميري لا حدود أو سقوف أو موانع له. لا ذاتية بطبيعة الحال ولا خارجية. واللعبة عنده أثبتت جدواها، ارتكب مجازر إبادية جماعية وحظي (بعد صدام حسين) بشرف أن يكون ثاني حاكم عربي يستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد «مواطنيه»، ولم يتحرك أحد فعلياً لمعاقبته بما يستحق! ويرتكب الآن مجزرة سياسية «انتخابية» وسيحظى بنتيجتها (وبعد صدام حسين أيضاً) بشرف الحصول على نسبة مئوية لن تنزل دون التسعينات.. ولن يتحرك أحد فعلياً للجمه!

لكن ذلك الواقع على منغّصاته وعلاّته ومفارقاته لن يغيّر في الكرنتينا الذهنية والواقعية التي يعيش فيها شيئاً: سيبقى منبوذاً في كل مكان (طبعاً خارج طهران وموسكو والضاحية الشموس!) وسيبقى عاجزاً عن استرجاع وظائف نظامه بما فيها الأهم والأغلى، أي حماية حدود اسرائيل في الجولان! ولن يقدر بعد اليوم وفي أي حال من الأحوال، على إعادة إحكام السيطرة الأمنية على ما تبقى من الجغرافيا السورية. ولن يستطيع تقديم أي شيء لمن بقي من السوريين غير وعود القتل وهتك الكرامات والتهجير وما الى ذلك من عدّة شغل الطواغيت.

الشيء الوحيد الممكن في سياق «الرد» عليه هو أن تسعى واشنطن مع حلفائها الى معاقبته ميدانياً بطريقة ما (؟) لكن ليس لأنه ترشّح بل لأنه كرّر إحراجها وحشرها في زاوية لا تريدها، مثلما فعل عندما استخدم الكيماوي!