هل “حزب الله” كيان منفصل عن ايران؟
السؤال اثاره تطوران خلال الاسبوع الماضي: أحدهما هو اشارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الحزب في سياق مطالبته حلفاء النظام السوري اي روسيا وايران كما “حزب الله” من اجل العمل ايجاباً من اجل انهاء الحرب في سوريا. وفي الوقت الذي لم تعد تعتبره فئات من اللبنانيين كياناً منفصلاً عن ايران وكذلك بالنسبة الى الدول العربية وهؤلاء جميعاً باتوا يرون تدخله من اجل انقاذ نظام بشار الاسد في سوريا انما هو في استراتيجية ايرانية بعيدة المدى تهدف وفق ما صرح مسؤولون ايرانيون كبار الى ربط ايران بالبحر المتوسط وضمان نفوذ ايران عبر الحزب على الحدود مع اسرائيل تم تدخل الحزب في سوريا بطلب ايراني ايضاً فضلاً عن كون ايران مرجعية للحزب يعتبر كثر انه ستتم العودة اليها متى حان بت مصير الحزب، توقف مراقبون كثر عند الكيانية الذاتية التي اعطاها وزير الخارجية الاميركي للحزب على نحو منفصل عن ايران وتعداده من ضمن القوى او الدول المؤثرة في سوريا كما لو ان ايران والحزب أمران منفصلان ولا يشكل احدهما اداة او امتداداً للاخرى ويفتح ذلك الامور على احتمالات كثيرة لا مجال للدخول فيها. والتطور الآخر هو مسارعة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الى القفز على مناسبة كلام كيري وتوظيف الهدية التي قدمها اليه عبر الاقرار بكيانيته المستقلة والمؤثرة اقليمياً من اجل تحديد سقف للحل في سوريا وعبر طرح ما يعتبره ممراً ضرورياً لهذا الحل اي شخص بشار الاسد الذي قال الامين العام للحزب ان الحل يبدأ وينتهي به. يستتبع ذلك تساؤلات من نوع ما اذا كان هناك موقع للحزب في مرحلة ما ومتى حان التفاوض من اجل حل في سوريا على طاولة المفاوضات جنباً الى جنب مع ايران اي من ضمن القوى الداعمة للنظام او يمكن ان يتحدث الحزب بالنيابة عن النظام كما بدا الامين العام للحزب في خطابه الاخير مستكملاً شرح الرسالة التي قال بشار الاسد ان ما سماها انتخابات رئاسية اجراها هي رسائل للغرب وذلك من خلال تحديد السيد نصرالله ما هو مطلوب من هذا الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة اذا اراد حلاً للوضع في سوريا خصوصا ان غالبية المجتمع الدولي لم تعد تقيم وزنا لكلام الاسد فيما ان الحزب يمكنه ان يلعب الدور الذي لعبه النظام باعتباره مرجعية كما كان النظام بالنسبة اليه في الشأن اللبناني. وتقول مصادر سياسية واخرى ديبلوماسية انه من غير المحتمل ان ينظر الى دور الحزب من هذا المنظار خصوصاً متى كان ثمة رفض لايران ودورها في الازمة السورية اساساً وفق ما ينقل ديبلوماسيون عن اخر التطورات المهمة في هذا الشأن على غرار معطيات ترددت عن مضمون زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما للمملكة العربية السعودية في آذار الماضي والتي رفضت فيها المملكة تأليف مجموعة من الدول المؤثرة في سوريا من اجل المساعدة في ايجاد حل ويعني ذلك شمول ايران من ضمنها وهو امر لم يلق تشجيعاً او قبولاً وكذلك الامر بالنسبة الى حوار مباشر بين المملكة وايران لم تنضج ظروفه بعد على رغم الدعوة السعودية المبدئية لوزير الخارجية الايراني لزيارة المملكة وعدم التجاوب ايجاباً معها. ومع ان ايران تعتبر صاحبة المكاسب الاساسية الكبرى في اعادة تأمين استمرارية الاسد في منصبه وهي حجزت لنفسها موقعاً متقدماً بحيث لا يمكن تجاوزها في اي مفاوضات حول مصير النظام والحل في سوريا، فان اعتبارات كثيرة لا تزال تنتظر المفاوضات حول ملفها النووي وسط تشاؤم كان حتى منتصف الاسبوع الماضي وقبل الاعلان عن اجتماع بين مسؤولين اميركيين ومسؤولين ايرانيين في 9 و10 الجاري في جنيف خارج اطار مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد وان كانت تمهيداً لها عن عدم إمكان التوصل الى اتفاق نهائي في هذا الاطار في الموعد المتفق عليه في تموز المقبل وسط تساؤلات او بالاحرى تناقض في الآراء حول ما اذا كان ذلك يعني تجميد الاموال التي كان تقرر الافراج عنها لايران ام لا في حال عرقلت التوصل الى اتفاق خشية ان يكون الامر لا يخرج عن اطار كسب الوقت ليس الا.
لكن في ما خص البعد الاقليمي الذي اخذ الحزب من وزير الخارجية الاميركي درع التثبيت فيه، فان تخصيص الأمين العام للحزب الجزء الاكبر من خطابه لما اعتبره انتصارا للنظام عبر الانتخابات يفترض انه يزيد من قدرته على توظيفه في وجه خصومه وخصوم النظام السوري في الوضع اللبناني، وذلك انطلاقاً من الحيثية الجديدة التي تم الاعتراف له بها ولو على نحو غير مباشر. وهذا التوظيف يعتقد سياسيون انه سيصب في خانة ايصال رئيس للجمهورية وفق ما يرغب الحزب ويتناسب وحساباته مع توقف لافت عند استمرار امتناع مسؤولي الحزب عن تسمية العماد ميشال عون مرشحا للحزب ما بات يثبت اكثر فاكثر بالنسبة الى هؤلاء عدم كون عون المرشح الابرز لديه في انتظار استنفاد هذه الورقة وفرض المرشح الذي يطمح اليه علماً ان المواصفات التي كان حددها مسؤولو الحزب عن مرشحه لا تنطبق على عون فحسب بل تنطبق وفق معايير الحزب على سواه ايضاً.