IMLebanon

الرئيس الذي لا أريده

لا مانع لدي من أن يسامح “تيار المستقبل” العماد عون على كل تعدياته وتطاوله وإساءاته للتيار ومؤسسه ورئيسه وجمهوره الواسع، ولن أطلب من العماد اعتذاراً أو ندماً أو تغييراً في سلوكه ونهجه، وأشكره سلفاً على اصطحابه رئيس تياري للعودة الى لبنان، والى بيته وسط العاصمة، وأعتبر أن موافقة العماد على عودة رئيس تياري الى السرايا الحكومية هي كرم ما بعده كرم، وإن دعوته الى هرم مثلث الأضلع يضم الى جانبه رئيس “تيار المستقبل” والامين العام لـ”حزب الله” هي دعوة حكيمة وواقعية وإنقاذية. ومن أجل تسهيل انتخاب العماد عون “المرشح التوافقي” سأرجو غبطة البطريرك باختصار “لائحة مرشحي بكركي” بشكل لتقتصر على اسم العماد، كما إني سأدعو نواب الرابع عشر من آذار الى عدم المشاركة في أي جلسة انتخاب، الا اذا كان ذلك من أجل العماد عون.

ولكن ألم “ينظّر” علينا الشيخ نعيم قاسم بالكف عن “البهلوانيات” الدستورية والديموقراطية والانتخابية؟ ألم يقل لنا أن لا رئيس ما لم يُوافق عليه حزبه؟ ألم يُفهمنا السيد حسن أن لا مجال لرئيس يطعن المقاومة أو ينقلب عليها…؟ ألم يردد على مسامعنا أن أي رئيس لا تنتخبه شيعة “حزب الله” و”أمل” هو غير ميثاقي وفاقد للشرعية الميثاقية! وعليه تكون لائحة أسماء “حزب الله” أقوى وأفعل من لائحة غبطة البطريرك، إنها من علامات الساعة!

لذلك أسأل اليوم المسيحيين ولا سيما الموارنة، وخصوصاً العونيين وعمادهم: ألا تخافون على مصيركم ومصير لبنان ممن يُفهمنا عند كل محطة وفاصلة من حياتنا الوطنية أنه يملك حقاً معطلاً، بل حقاً مقرراً ينفرد به؟ وألا تخافون ممن قتل الطيار سامر حنا وبرّأ قاتليه؟ وممن رعى الاعتداءات على أهل عين الرمانة والجديدة والفنار ولاسا الخ؟ ومن وضع الخطوط الحمر لبطريرك الموارنة عند سفره الى القدس لاستقبال البابا فرنسيس ومن وعده بتأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ونكس؟ هل تطمئنون الى من لا دستور له إلا إرشادات الملالي في إيران؟ والى من وسّع نشاطاته الارهابية الى القارات الخمس؟ والى من برع في إخفاء مطلوبين ومهرّبين ومزوّرين؟

بربكم على فكرتم لحظة في ما يمكن أن يحلّ بكم وبالرئيس العماد الموعود إن هو خالف أو أختلف أو تمايز من موقعه الرئاسي مع ما رسمه وقرره الحرس الثوري للإقليم الفارسي الجديد لبنان؟

والسؤال: كيف يضمن العماد أن يكون وصوله الى بعبدا خيراً وتحرراً للبنان وتفلتاً من ممارسات وسياسات الحزب؟ وإن كنا مع العماد، دون أدنى شرط, فهل يضمن أن لا تعلو وتتقدم مصلحة إيران وسوريا على مصلحة لبنان؟ لقد دعمت 14 آذار ترشيح الدكتور سمير جعجع ولم تضع أمامه العوائق، فهل إن “حزب الله” يريد فعلاً عماداً قوياً في بعبدا؟ إن في بال “حزب الله” رئيساً واحداً، رئيساً مضموناً له، أو مخطوفاً سلفاً من قبله! وهذا الرئيس ليس رئيساً للجمهورية اللبنانية، بل للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان. هذا الرئيس لا أريده.