الراعي مع التمديد وقرار مسيحي بمقاطعة جلسات المجلس والحكومة إذا حصل الفراغ
8 آذار لن تحضر جلسة مناقشة رسالة سليمان غداً والسفير الأميركي التقى عون
كلام جعجع عن طرح الحريري لعون مرشحاً توافقياًَ شغل اللبنانيين واستدعى توضيحات
«حركة بلا بركة» وكل الاجتماعات الداخلية المصحوبة بنشاط السفير الاميركي ديفيد هيل واتصالات السفير الفرنسي في بيروت مع «الحركة الباريسية» واجتماعات الرياض لم تؤد الى اي نتيجة ولم تفتح باب الاستحقاق الرئاسي ولو «نصف فتحة» مع استمرار التباعد في المواقف ووضع «الفيتوات المتبادلة» حيث الولادة ما زالت متعثرة في ظل استبعاد العملية الجراحية من الخارج حتى الان.
ولولا تصريح الدكتور سمير جعجع في مؤتمره الصحافي من ان الرئيس سعد الحريري طرح ان يكون العماد عون مرشحا توافقيا ورفض جعجع الطرح، لكان نشاط الاستحقاق الرئاسي «اقل من عادي»، حيث حرك تصريح جعجع الجمود. لكن الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية سرعان ما نفت هذا الكلام واعتبرته مغلوطا ومجتزأ وغير دقيق على الاطلاق، ما استدعى توضيحات بالصوت والصورة على وسائل الاعلام، لكن كلام جعجع شغل اللبنانيين لساعات وحرك الاتصالات بين كل القوى والشخصيات على كل المستويات.
وقال جعجع في مؤتمره الصحافي: ان الرئيس سعد الحريري طرح ان يكون العماد ميشال عون مرشحا توافقيا، فيما اكد جعجع على انه لا يمكن لعون ان يكون توافقيا بعد كل ممارساته السياسية القائمة على ورقة تفاهم مع حزب الله. مؤكدا انه ليس لدى القوات اللبنانية فيتو على احد، معتبرا ان عون لم يغير خطه ليصح توافقيا.
واكد جعجع انه اذا وصل العماد عون الى الرئاسة فانه اول من سيقدم له التهاني، مؤكدا على التواصل مع الرئيس سعد الحريري، لكنه استبعد ان يترك عون خطه السياسي وينتقل الى خط آخر.
هذه المواقف لا تقدم او تؤخر في الاستحقاق الرئاسي، حسب مصادر متابعة للاستحقاق لان كل الاتصالات لا توحي بأن الملف الرئاسي سينجز قبل المهلة الدستورية او بعدها بأشهر نتيجة تعقيدات المناخ الاقليمي مع المناورات العسكرية الاسرائيلية – الاميركية المشتركة بعد اسبوع على الحدود مع سوريا والاردن، بالاضافة الى مناورات «الاسد المتأهب» على الحدود الاردنية – السعودية وبمشاركة 13 دولة بينهم واشنطن، حيث سبقها النظام السوري بفتح معركة درعا – القنيطرة والتقدم باتجاه مدينة نوى في درعا. هذه المناطق قريبة من الحدود الاردنية، وربما النظام فتح المعركة في هذه المنطقة مع تجدد الحديث عن هجوم للمسلحين على دمشق من هذه المنطقة بالتزامن مع المناورات وبالتالي تعطيل الاستحقاق الرئاسي السوري.
كما ان الحوار السعودي – الايراني ما زال في بداياته ويلزمه الكثير من الوقت خصوصا ان نتائج الانتخابات العراقية اظهرت فوز كتلة المالكي بـ93 مقعدا وهذا الامر سيجعله الخيار الاول لتولي رئاسة الحكومة العراقية بدعم ايراني وهذا لن ترضى به السعودية بأي شكل.
كما ان تعثر المفاوضات الايرانية ودول 5+1 في جنيف بحضور اميركا يؤكد ان الحوار الدولي – الايراني بحاجة الى المزيد من الوقت هذا اذا وصل الى نتيجة وهذا كله ينعكس على الاستحقاق الرئاسي واحتمال الفراغ بانتظار ظروف سياسية ودولية افضل.
اتصالات الرياض
اما الاتصالات الخارجية في باريس، فبقيت ايضا في العموميات، ولم تدخل الى صلب الملف، عبر مناقشة الاسماء، وطرح هذا الاسم او استبعاد ذلك، فوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي التقى الحريري والسنيورة وجنبلاط وجعجع كل على حدة، فقد حرص على ان تكون اللقاءات خارج المملكة كي لا تفسر هذه اللقاءات في غير محلها او ان تعتبر تدخلا بالشؤون الداخلية اللبنانية، وتشير المعلومات الى ان الفيصل وجه النصائح وابدى حرص السعودية على تقديم كل الدعم لانجاز الاستحقاق في موعده وتأكيده على عدم تبني بلاده اي مرشح ولا تضع «فيتو» على اي مرشح. وشدد على انتخاب الرئيس في المهلة الدستورية.
اما النائب جنبلاط الذي لم يلتق بالرئيس الحريري اشار الى ان زيارته لا علاقة لها باجتماعات قوى 14 اذار الباريسية وانه التقى الوزير سعود الفيصل، كما سيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبحث الملف الرئاسي، علما ان الوزير فيصل والرئيس الحريري عادا الى الرياض لاستقبال الرئيس تمام سلام حيث اقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء على شرف سلام على ان يلتقي الاخير العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز اليوم قبل ان يغادر الى المغرب، فيما عاد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الى بيروت ووضع قوى 14 اذار في اجواء اللقاءات الباريسية.
عشاء جمع هيل – عون
اما في الداخل، فقد سجل حركة للسفير الاميركي ديفيد هيل الذي تناول العشاء مع العماد ميشال عون في منزل النائب آلان عون في حضور عدد من الشخصيات السياسية وجدد هيل التأكيد على موقف بلاده التقليدي بضرورة انجاز الاستحقاق من دون تدخل خارجي وتحصين الاستقرار، وهذا ما عاد واكد عليه امام الرئيس نبيه بري حيث كان الكلام في العموميات، وهذا ما يوحي بأن الملف الرئاسي لم ينضج بعد، وان ما يحصل في باريس ايضا يؤكد ان الامور لم تحسم وان لبنان سيتجاوز الـ25 ايار دون رئيس للجمهورية.
لقاء سلام – الراعي
اما على صعيد لقاء الرئيس سلام والراعي، فتشير المعلومات المؤكدة لـ«الديار» ان البطريرك الراعي قال لرئيس الحكومة تمام سلام انه لن يقبل بالفراغ ولو لساعة واحدة في قصر بعبدا وبالتالي لا يمانع بالتمديد للرئيس ميشال سليمان كي لا يحصل «الفراغ» في مقام الرئاسة الاولى، فيما شدد سلام انه ذاهب الى السعودية ليس لبحث الانتخابات الرئاسية مطلقا.
واشارت المعلومات الى ان البطريرك الراعي يقوم باتصالات لتجنب الفراغ وعن توجه مسيحي لمقاطعة جلسات التشريع بعد 25 ايار واحداث شلل في عمل المجلس النيابي، فيما العماد عون يدرس احتمال تعليق المشاركة في الحكومة اذا حصل الفراغ وهذا الموقف يلاقيه فيه وزراء الكتائب والمسيحيون عموما وبالتالي تعميم «الفراغ» ايضا على عمل الحكومة وبالتالي تعميم الشلل في كل مؤسسات الدولة.
جلسة الخميس
وبالنسبة الى جلسة الخميس، فان التيار الوطني الحر يتجه الى المشاركة في الجلسة، لكن القرار النهائي سيتخذ اليوم خلال اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، ولكن قوى 8 اذار لم يصدر عنها اي شيء بعد وتتجه الى المقاطعة. وقال النائب العوني ناجي غاريوس ان نواب التيار سيحضرون جلسة الخميس والتصويت للعماد ميشال عون الا اذا طرأت مستجدات في اللحظة الاخيرة قد تحول دون ذلك وحسب المعلومات فانه حتى لو اكتمل النصاب فان نواب التيار الوطني الحر ما زالوا يشيعون الاجواء الايجابية عن جلسة الخميس واحتمال وصول العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. في المقابل، فان نواب 14 اذار يشيرون الى المفاعيل الايجابية للقاءات بين المستقبل والتيار الوطني الحر لكنها لا تعني انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية من قبل تيار المستقبل، وبالتالي فان الايام المقبلة ستحدد الامور وما اذا كان سيكون للبلاد رئيسا للجمهورية او الفراغ ومدته وهل سيطول لاشهر او لاسابيع او يتم التوافق على اسم مقبول من الجميع، لكن الاحتمال الارجح والاكيد هو الفراغ
8 آذار لن تحضر جلسة مناقشة رسالة الرئيس
على صعيد آخر، ذكرت مصادر نيابية في 8 اذار انها لن تحضر الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري غدا لمناقشة مضمون الرسالة التي وجهها الرئيس سليمان الى المجلس النيابي وحضه فيها على ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي واخذ دوره.
واضافت المصادر ان هذه الرسالة «لزوم ما لا يلزم لان المجلس يقوم بدوره». لكن الجلسة ربما تعقد بغياب 8 اذار لان النصاب المطلوب هو 65 نائبا وبالتالي يمكن تأمين العدد وعقد الجلسة.