IMLebanon

الرياح العراقيّة العاتية تعصف بلبنان الملف اللبناني خارج أولويّات المجتمع الدولي

بات واضحاً ان «الطحشة» العسكرية باتجاه قضم المدن العراقية، أرخى بظلاله على الأوضاع في لبنان وفي صلبها الاستحقاق الرئاسي العالق بين فكي الكماشة الاقليمية وفي خضم ما تشهده المنطقة من تطورات بالغة الخطورة، وما بينهما من انشداد العالم بأسره على الشاشات الصغيرة والعملاقة لمتابعة المونديال البرازيلي الذي يخطف الأنظار ويُسحر الألباب في سياق متعة كروية على ايقاع رقصات السامبا.

من هنا، الملفات اللبنانية في ثلاجة الانتظار والترقب الثقيلين لما يحيط بلبنان ومن حوله من احداث قد تغير خارطة المنطقة برمتها كما يقول احد الوزراء في مجالسه اذ سيكون للبنان حصة من هذه الاحداث التي تعتبر الاخطر على صعيد الوضعين العربي والاقليمي وتحديداً لناحية الطابع المذهبي والطائفي والمخاوف من أن ينجذب لبنان وينخرط في هذه الاحداث او أن تنسحب تداعياتها وانعكاساتها عليه، خصوصا انه طري العود وفي كل «عرس له قرص» وهذا ما تتخوف منه اوساط سياسية مواكبة لمسار الأوضاع والتي ترى وعلى وقع ما يدور في العراق من تطورات دراماتيكية، ان ذلك سيؤثر الى حد كبير في اطالة عمر الفراغ الرئاسيّ على اعتبار اولويات المجتمع الدولي ستكون منصبة نحو العراق الى سوريا والمفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية اضافة الى ما يحصل في اوكرانيا، مما يعني ان لبنان ليس أولوية وخصوصاً على أجندة الولايات المتحدة الاميركية وهذا الموضوع يمكن قراءته بتمعن عبر عدم التعاطي الجديّ والحاسم على مستوى الاستعجال في حصول انتخابات رئاسية من خلال تسوية ترتبها الادارة الاميركية وباريس مع الأطراف الاقليمية المعنية بالشأن اللبناني.

وفي هذا الإطار، تقول الاوساط ذاتها ان من يلتقون بالموفدين الدوليين او سفراء العواصم الكبرى، لا يلمسون حصول شيء ما قريب على خط التوافق بين المكونات السياسية اللبنانية على رئيس عتيد للجمهورية او هنالك اجواء حول تسوية قريبة بل ما يحصل ينصبّ في سياق حضّ الاطراف السياسية ومن كل الافرقاء على اجراء الانتخابات وتحصين الساحة اللبنانية لمواجهة ما يدور حوله، باعتبار ثمة تقارير دبلوماسية وعسكرية تبعث على القلق والمخاوف ربطا بما يجري في العراق وامكانية انخراط لبنان في ما يحدث هناك من اجواء مذهبية مخيفة وانتشارها في المنطقة امر وارد وبمعنى آخر ان التطورات الجدّ خطرة من العراق الى سوريا، آخذة في التفاعل والتنامي على ايقاع مذهبي يؤشّر الى متغيرات في خارطة المنطقة جغرافياً ومذهبياً وسياسياً وحتى اقتصادياً ولبنان لن يكون بمنأى عن هذه المناخات.

واشارت الاوساط الى ان ما يبعث على القلق هو ما يحصل في المنطقة، وهو الامر الذي يتمثل بالفراغ الرئاسي والانقسام الداخلي العمودي، ناهيك المجتمع الدولي الذي كان ينبري فوراً الى التدخل ورأب الصدع في لبنان وخلق التسويات وارساء التوافق بين مكوناته السياسية، فان هذا المجتمع او الدول الكبرى منهمكون في أحداث تعتبر من الاولويات بالنسبة اليهم، لذا وأخيراً فالأوساط المذكورة تعتقد ان لبنان يعيش وقتاً ضائعاً والهدف في هذه الحالة يعتبر حاسما في عالم كرة القدم أي ينهي «الماتش» والخوف في هذا الاطار من ان يشهد لبنان «ماتش» من نوع آخر وتحديداً على صعيد الاغتيالات السياسية والتفجيرات الامنية وتلقفه الرياح العراقية التي تعصف بالمنطقة برمتها.