IMLebanon

الساحة اللبنانيّة مُهدّدة بمزيد من الاغتيالات والتفجيرات؟ التطوّرات الأمنيّة تحرّك ملفّ الاستحقاق الرئاسي

بعيدا عن امتدادات وتداعيات الأحداث الأمنية التي عصفت بالساحة اللبنانية الأسبوع الماضي والتي لا تزال ترخي بأجوائها التشاؤمية على الإجواء السياسية برمتها خصوصا في ظل المعلومات الأمنية المتداولة في أروقة الكواليس السياسية و التي تتخوف من المزيد من المخططات الإرهابية الإجرامية التي قد تستهدف لبنان بموجة جديدة من الإغتيالات والتفجيرات الإنتحارية التي على ما يبدو وبحسب المعلومات الأمنية لن تتوقف بفعل الحراك الإرهابي التكفيري الناشط على الأراضي اللبنانية والذي لا يزال يلقى البيئة الحاضنة له في بعص المناطق اللبنانية وداخل بعض المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي يوفر لهذا الإرهاب التكفيري المناخ الملائم للرصد والحركة وتنفيذ العمليات الإرهابية الإجرامية في وطن الأرز والتعدد والتنوع.

إلى ذلك رأت أوساط متابعة ان الأحداث الجارية وتسارع التطورات الأمنية في لبنان ومحيطه وجواره أطلقت موجة جديدة من المشاورات السياسية المحلية والخارجية بعيدا عن الأضواء بخصوص إيجاد الترياق الناجع لمعالجة مرض الشغور الرئاسي الذي بدأت عوارضه تنعكس شللا تدريجيا على عمل بقية المؤسسات العامة للدولة، ومزيدا من الإنكشاف الأمني للساحة اللبنانية المستهدفة بحسب التقارير الأمنية بعمليات ارهابية من قبل عدة تنظيمات ارهابية ناشطة على الساحة السورية والعراقية والتي لديها أجندات واضحة لناحية جر براثن الفتنة السنية ـ الشيعية في المنطقة إلى ربوع الساحة اللبنانية، مضيفة بأن هذه المشاورات الجارية تأخذ في عين الإعتبار أهمية الإستعجال في ملء الفراغ الرئاسي لتخفيف وطأة انكفاء المسيحيين عن الشراكة الحقيقية في السلطة سيما أن الدور الفاعل والوازن للمسيحيين في هذه المرحلة من شأنه أن يضفي زخما مسيحيا إيجابيا على صعيد تخفيف التشنجات وإبقاء جسور العلاقات الداخلية ـ الداخلية موصولة بين جميع الأفراقاء لا سيما العلاقات السنية ـ الشيعية للحليولة دون انتقال حمم المعارك الضارية المذهبية في سوريا والعراق إلى الساحة اللبنانية.

وتتابع الأوساط عينها بأن المشاورات الجارية لا تنطلق من العدم بل هي تنطلق من حالة العقم التي وصلت إليه عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بفعل عملية التعطيل الممنهجة التي تمارس على صعيد تطيير نصاب جلسات الإنتخاب الرئاسية التي يدعو إليها رئيس المجلس النيابي سيما أن هذا التعطيل سببه الترشيحان القويان على رئاسة الجمهورية لكل من الدكتور سمير جعجع وهو ترشيح معلن لفريق 14 آذار، والعماد عون المرشح غير المعلن من فريق 8 آذار. وبالتالي فإن المشاورات تنطلق من نقطة كيفية تجاوز هذين المرشحين من خلال تحييدهما بعد أن بات وصول أحدهما مستحيلا الأمر الذي يستدعي البحث عن مرشح آخر جدي توافقي يحظى بدعم وتأييد جميع الفرقاء من ضمنهم دعم وتأييد كل من الدكتور جعجع والعماد عون.وبالفعل فأن القوى المعنية الفاعلة والمؤثرة في لبنان والمتابعة لملف الإستحقاق الرئاسي والتي لديها مخاوف من استمرار حالة الشغور الرئاسي قد بدأت فعلا استطلاع الأسماء التوافقية من خارج الاصطفاف السياسي الذي يمثله كل من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

وفي السياق نفسه تقول مصادر في 14 آذار ان القوى الدولية والإقليمية الحريصة على أمن واستقرار لبنان والتي سبق لها أن اسقطت الفيتو عن تأييدها لوصول العماد عون إلى قصر بعبدا هي بدورها لم تعد متحمسة لتأييد العماد عون بسبب فقدانه للوفاقية السياسية المطلوبة في شخصية المرشح لتعزيز الوضع اللبناني الهش و الذي لا يحتمل وصول رئيس استفزازي لرئاسة الجمهورية أو رئيس لديه القابلية للإنزلاق نحو مغامرات محلية وإقليمية ودولية من شأنها أن تجر لبنان مجددا نحو مستنقع الفوضى والفتنة، وفي كل الحالتين فأن الشخصية الإستفزازية والشخصية المغامرة موجودتين لدى العماد عون وسلوكيات الرجل وتاريخه يشهدان على هذا الأمر. لذلك تؤكد المصادر نفسها فإنه ضمن الحسابات والمقاربات الدولية والإقليمية للقوى الفاعلة والمؤثرة بالإستحقاق الرئاسي اللبناني فأن حظوظ العماد عون في الوصول إلى قصر بعبدا تراجعت كثيرا و تكاد تصل لتصبح معدومة حتى اشعار آخر. وهذا الأمر بدأت تستشعره الماكينة السياسية للعماد عون التي تزداد ارباكاتها بفعل تبدل وتغير المناخات السياسية المحلية والإقليمية لغير مصلحة العماد عون في موضوع الإستحقاق الرئاسي.

وتشير المصادر في 14 آذار الى ان الفريق العوني يدرك بأن الأحداث الجارية في المنطقة لا سيما بعد أحداث العراق وتداعياتها على لبنان والمنطقة سوف تضعف أكثر منطق العماد عون الأحادي «أنا أو لا أحد» إلى الرئاسة، كون حزب الله وحلفائه في المنطقة لن يسمحوا بإبقاء الساحة اللبنانية مكشوفة أمام أي توترات أو خضات أمنية غير متوقعة. وبالتالي فإن انشغال الحزب في حروبه الإقليمية سوف تدفع به إلى تسهيل الأمور على الساحة اللبنانية التي هي اليوم ليست أولوية بالنسبة للمحور الإقليمي الذي ينتمي إليه إلا لناحية الحفاظ على الأمن والإستقرار الحالي للبنان كي يبقى ظهير حزب الله مؤمن وغير مربك ومنشغل بأحداث داخلية محلية من شأنها أن تضعف قوة تدخل الحزب في المنطقة عموما وسوريا والعراق خصوصا. لذلك من غير المستبعد تقول المصادر أن تحمل الأيام المقبلة حلحلة عقدة الشغور في الرئاسة الأولى وهذه الحلحلة حتما ستكون على حساب العماد عون الذي يثبت كل يوم أكثر من يوم على أنه مرشح لا يمت بصلة إلى التوافقية والوفاقية بشيء بل يؤكد على أنه مرشح التحدي الذي لا يصلح للمرحلة التي يمر بها لبنان ومحيطه وجواره والتي تحتاج إلى رئيس توافقي يكمل ما كان قد وصل إليه الرئيس العماد ميشال سليمان على صعيد حماية لبنان والنأي بساحته عن حمم براكين المنطقة المشتعلة.