IMLebanon

السعودية تبلغ سلام أن الرئاسة شأن داخلي وقصر بعبدا يعيش «الفراغ» الأحد المقبل

 

تكرّست التوقعات بذهاب لبنان الى الشغور الرئاسي بدءاً من الأحد المقبل، بعدما أظهرت اللقاءات المتنوعة التي عقدت في باريس في اليومين الماضيين والاتصالات الجارية في بيروت عجز الفرقاء اللبنانيين عن التوصل الى تفاهم على رئيس توافقي قبل اليوم الأخير من ولاية الرئيس ميشال سليمان السبت المقبل، على رغم ان مرشح قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فتح الباب للبحث عن مرشح توافقي غيره وغير زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ورئيس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، الذي ما زال يراهن على ما يبدو على تطور اقليمي يفضي الى تكريسه رئيساً للجمهورية، وهو أمر لا يظهر أنه قابل للتحقيق حتى الآن. (للمزيد)

وبينما ينتظر أن يتكرر مشهد تطيير نصاب جلسة انتخاب الرئيس الخامسة غداً، بتغيّب نواب تكتل عون (27 نائباً) وكتلة «حزب الله» (13 نائباً) عن الجلسة في ظل استمرار ترشح جعجع وهنري حلو عن «اللقاء النيابي الديموقراطي» برئاسة وليد جنبلاط، فإن رئيس الحكومة تمام سلام أكد مجدداً من جدة أنه سمع من المسؤولين في المملكة العربية السعودية «كلاماً واضحاً وصريحاً بأن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني عليكم أن تسعوا فيه مع التمنيات بأن يتم وينتخب رئيس ويكون استمرار للتوافق الذي تحقق في الحكومة وانجازاتها…».

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التقى سلام والوفد المرافق له في مطار جدة قبيل مغادرته الى المغرب في اجازة خاصة، بعدما كان سلام زار نائب خادم الحرمين ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مقره في جدة حيث جرى البحث في آفاق التعاون بين البلدين والتطورات في المنطقة. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين السعوديين اضافة الى الوفد اللبناني الوزاري والرسمي المرافق لسلام.

وأكد سلام في مؤتمر صحافي عقده عصراً أهمية زيارة المملكة، مذكراً بالدعم السعودي للبنان ومشيراً الى مؤتمر الطائف الذي انقذ لبنان من حرب طويلة. وأوضح ان المحادثات شملت موضوع النازحين السوريين الى لبنان المرشح عددهم للتزايد الى مليونين آخر العام، وان «القيادة السعودية ستكون في مقدمة من يبادر الى مساعدتنا للتصدي لهذا الوضع من موقع أخوي». وإذ أشار سلام الى «الاجتماع الكبير» مع خادم الحرمين الشريفين ومع ولي العهد الأمير سلمان، جدد شكر المملكة على الهبة غير المسبوقة بقيمة 3 بلايين دولار أميركي للجيش اللبناني ونوه بسعي الرئيس سليمان لتأمينها. وإذ شدد على استتباب الأمن في لبنان بفعل الخطة الأمنية، قال رداً على الأسئلة ان قدوم السعوديين الى لبنان بدأ فور عودة السفير السعودي علي عواض عسيري الى لبنان، وعن اجتماعه بزعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال إنه لمس من الأخير أنه جاد في السعي الى ايجاد نتيجة في موضوع الرئاسة، وليتم الاستحقاق.

وعن دور «حزب الله» في سورية ذكّر بأن موقف الحكومة هو النأي بالنفس عن الأزمة السورية، «وبين الموقف والتطبيق هناك فجوة تتطلب علاجاً ونحن نجهد في ذلك مع حزب الله وغيره ليكتمل النأي بالنفس».

ورأى أنه ستكون للشغور في الرئاسة «تداعيات غير مريحة لكن هو ليس آخر الدنيا وحتى لو تأخر هذا الاستحقاق لا بد من أن نصل الى نتائج طيبة».

وفي بيروت أدت تسريبات الى زوبعة من الاتصالات أمس بعدما تردد في أوساط العماد عون أنه ضَمِن أكثرية 65 نائباً في جلسة غد الخميس من دون الحصول على تأييد كتلة «المستقبل» النيابية، وأنه حصل على تأييد عدد من الوسطيين، منهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي وغيرهم. إلا أن هؤلاء نفوا ذلك واتصل ميقاتي بالنائب جنبلاط أمس مؤكداً أنه على تأييده لمرشح «اللقاء الديموقراطي» هنري حلو.

وعاد تكتل عون بعد اجتماعه بعد ظهر أمس فأعلن أنه أعطى الحرية لنوابه كي يحضروا جلسة اليوم التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري للاستماع الى الرسالة التي وجهها الرئيس سليمان الى المجلس لحضّه على انتخاب الرئيس الجديد، فيما قرر التكتل عدم حضور جلسة الغد المخصصة لانتخاب الرئيس «باستعمالنا الحق السياسي المحفوظ لنا بعدم الحضور في حال استمرار الظروف نفسها التي أدت الى عدم حضور الجلسات السابقة»، ما يعني تطيير نصاب الجلسة لغياب أي توافق على دعم ترشيح عون.

وفي المقابل أكدت كتلة «المستقبل» النيابية استمرار دعمها جعجع «الذي يحظى بإجماع قوى 14 آذار»، وطالبت قوى 8 آذار بتسمية مرشحها وبإنجاز انتخاب الرئيس الجديد قبل انتهاء ولاية سليمان.

ودعا المرشح هنري حلو بعد اجتماع «اللقاء الديموقراطي» في منزله بحضور جنبلاط، الى انقاذ قصر بعبدا من الفراغ واحترام الدستور من دون انتظار حصول اللقاءات في الخارج وليكن الاستحقاق لبنانياً.

ولم تستبعد مصادر نيابية ان تشهد جلسة اليوم لمناقشة رسالة الرئيس سليمان مداخلات تتناول الاستحقاق الرئاسي ومواقف الفرقاء منه، فيما أشارت الى أن جلسة غد التي يتوقع ألا يكتمل نصابها ربما تدفع الرئيس بري الى تعيين موعد جديد لانتخاب الرئيس الجمعة، أي قبل اليوم الأخير من انتهاء ولاية سليمان. واستبعدت تحديد موعد جديد يوم السبت، الذي سيشهد احتفالاً وداعياً لسليمان في القصر الرئاسي حيث سيدلي بكلمة وداعية الى اللبنانيين.

من جهة ثانية شدد جعجع خلال مقابلة اذاعية في باريس، على «وجوب انتخاب رئيس قوي للبنان يملك برنامجاً محدداً، باعتبار أننا سئمنا من الرؤساء الذين ينتخبون لإدارة الأزمة، فنحن بحاجة لرئيس يبدأ أقله بإيجاد حلول لأزمتنا إذ لا يمكننا الاستمرار بالوضع على ما هو عليه، منذ أربعين عاماً ونحن ندير الأزمة وبالتالي فإن أي رئيس توافقي سيكون فقط لإدارة هذه الأزمة وهذا ما لا نريده في الوقت الحالي».

وأعرب جعجع عن خشيته من حصول فراغ في موقع الرئاسة الأولى «ولو ان لدينا حكومة قائمة، فعلى سبيل المثال مجلس النواب لا يستطيع التشريع في غياب رئيس للبلاد، لذا علينا ان نسعى جاهدين لتجنب هذا الفراغ».

وأوضح أنه «تم تحوير ما قاله خلال مؤتمر ه الصحافي عمداً من قبل البعض ولا سيما من مناصري العماد ميشال عون».