IMLebanon

السعودية ترمي الكرة بملعب طهران.. ولن تبيعها لبنان وسوريا والعراق

لم يبادر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال افتتاحه مؤتمرا في الرياض، الى دعوة نظيره الايراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة العربية السعودية.. كل ما حصل هو أن الفيصل رد ايجابا، على سؤال أحد الصحافيين عن امكانية استقبال المملكة لوزير خارجية ايران.

هذا الرد الديبلوماسي، هلل له الايرانيون كما الوسائل الاعلامية التي تدور في فلك طهران، وبدا المشهد وكأن ايران تنتظر كلمة عطف من السعودية بفارغ الصبر.

وقد ذهب بعض المحللين في لبنان الى حد اعتبار ان موقف الفيصل الذي – وللتذكير- جاء ردا على سؤال، قد أتى من موقع الضعف، وهو أمر تنفيه بتاتا مصادر متابعة، مشيرة الى ان الترحيب الايراني بالدعوة السعودية يقع في خانة حاجة المسؤولين الايرانيين في هذه المرحلة الدقيقة، لأهم دولة عربية على الصعيد السياسي، لا سيما بعد أن اكتشفت ايران أن حوارها مع الولايات المتحدة الاميركية من دون العبور بالرياض، هو كمن يحاور طواحين الهواء.

وتلفت المصادر الى ان أي حوار مع طهران يجب أن ينطلق من اظهار ايران حسن للنوايا تجاه المنطقة العربية بأسرها، مؤكدة أن الحوار سوف يكون سلة واحدة تشمل الأوضاع في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والخليج بشكل عام.

وتشدد المصادر على أن السعودية تطلب دائما من ايران أن تبادر للضغط على حلفائها في المنطقة لا سيما في سوريا ولبنان والعراق، وذلك لسحب فتيل التوترات القائمة، مقابل قبولها كدولة جارة يمكن أن تُرمّم معها العلاقات السياسية والاقتصادية.

وترى المصادر أن ايران تبحث عن مخرج، خصوصا وأن حليفها الأساس في العراق أي نوري المالكي لم يحصّل في الانتخابات الأخيرة ما كان متوقعا لا سيما في المناطق الشيعية.

كما ان الواقع في سوريا قد يتغير في أي لحظة لصالح المعارضة بعد الحديث مجددا عن التسليح، وبعد زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الى الولايات المتحدة، مقرونة بسيل من الانتقادات الفرنسية والدولية لسياسة التردد التي انتهجها الرئيس الاميركي باراك أوباما في سوريا، ما تسبب بتقدم للنظام في بعض الأماكن وباطالة أمد الحرب وبالتالي سقوط عشرات آلاف الشهداء.

وترى أوساط متابعة، أن مرونة الرياض بشأن فتح حوار مع طهران، تأتي كردة فعل على الحوار الذي فتحته واشنطن معها من دون العودة الى الخليج العربي.

انفراد أميركا في تلك الفترة، أصاب السعودية بخيبة أمل كبرى، فما كان منها الا أن ردت الصفعة الى الولايات المتحدة من خلال انتهاج سياسة انفتاح على روسيا والصين لكن ليس على حساب حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم المعارضة السورية.

وتشير الأوساط الى أن سياسة الانفتاح اليوم على ايران وان لن تأتي على حساب أي حليف للرياض، أمر أزعج واشنطن ودفعها الى دعوة دول الخليج للتوحد في مواجهة طهران.

أما على صعيد المكاسب اللبنانية من أي حوار سعودي – ايراني، تؤكد مصادر سياسية في قوى الرابع عشر من آذار، أن لبنان يستفيد، عبر اما اجبار حلفاء طهران بحل مسألة تعطيل النصاب وبالتالي انتخاب رئيس جديد، أو على الأقل تمرير فترة الفراغ الرئاسي من دون أي توترات، خصوصا مع ما يحكى عن سيناريوهات أمنية رسمها «حزب الله» وسيطبقها بعد الفراغ الرئاسي.

وتعتبر المصادر أنه من السخافة بمكان ما تحاول قوى الثامن من آذار ترديده عن ضعف السعودية وتراجعها لمصلحة ايران في المنطقة بحجة تقدم النظام في بعض أحياء حمص، مذكرة بأن المعارضة خرجت من حمص بتسوية وبرضاها ومن دون اراقة نقطة دم واحدة، وأنه يمكن العودة حين تتوفر الظروف الأمنية والسياسية والتموينية.

وتطمئن المصادر الى أن السعودية لن تبيع لبنان لايران ولحزب الله، وهو أمر تؤكده يوميا المملكة عبر مسؤوليها، وستؤكده مجددا خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء تمام السلام المرتقبة الى الرياض والتي من شأنها أن تشجع السياح الخليجيين عموما والسعوديين خصوصا على العودة الى لبنان.