IMLebanon

السفير:هل يمدّد «الفراغ» الرئاسي ولاية النواب؟

الجيش يواصل تفكيك «كتائب عزام»

هل يمدّد «الفراغ» الرئاسي ولاية النواب؟

إلى جلسة 23 نيسان الانتخابية در.

استراحت «السلسلة» في أحضان لجنة نيابية تمثل ائتلاف الكتل التي أجهضتها، وواصل الأمن رحلته الصعبة مع تفكيك بنى إرهابية منتشرة في طول البلد وعرضه، فكانت له محطة جديدة مع أحد رموز «كتائب عبدالله عزام» المدعو بلال كايد الذي كان يشكل مع الموقوف نعيم عباس ثنائياً في الكثير من الأدوار، تخطيطاً وتنفيذاً، ولذلك شكل توقيفه، أمس، على يد مخابرات الجيش اللبناني، فاتحة توقيفات جديدة، نظراً للمهام الملقاة على عاتقه والمجموعات التي كان يتواصل معها على الأراضي اللبنانية وخارجها.

استراحت «السلسلة» واستراح الأمن، لكن المرشحين للرئاسة لم يستريحوا. تكاد أعينهم لا تغمض ثانية واحدة. إنها الكرسي صديقة أحلامهم النهارية والليلية. هم يرصدون أحلام الآخرين و«صحواتهم». يريد ميشال عون أن يشرب منذ الآن نخب سعد الحريري اذا صدق الوعد.. ويريد سمير جعجع أن يشرب نخب كل اللبنانيين اذا آمنوا في ليلة بلا ضوء قمر أنه رئيسهم القوي الموعود، وبالتالي لا يجوز أن يفوّتوا فرصة كهذه عليهم وعلى الأجيال المقبلة!

عمليا، أصبح لبنان منذ توجيه الدعوة الى جلسة 23 نيسان، أسير هستيريا رئاسية، يبدو فيها كل لاعب محلي أسير حسابات مركبة، ولعل القاسم المشترك بين «8 آذار» و«14 آذار» أن المضمر يختلف عن المعلن. بهذا المعنى، تبدو جلسة الثالث والعشرين عبارة عن جلسة «واجبات».. قبل أن ينصرف هذا وذاك بحثا عن تسوية رئاسية لا بد منها.. تكون عادة ممهورة بتوقيع خارج لا يستنفر عضلاته الا بعد أن يغادر «الرئيس الدولي» ميشال سليمان قصر بعبدا في الخامس والعشرين من أيار.. ويسلم المفاتيح الى «المؤتمن» على «فخامة الفراغ»، أي مدير المراسم الرئاسية لحود لحود.

واللافت للانتباه، على ذمة مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، أن احتمال الفراغ الرئاسي، جعل بعض القوى اللبنانية الوازنة تتبادل رسائل سياسية في الآونة الأخيرة، محورها الأبرز تمديد ولاية مجلس النواب الحالي، سنة جديدة، أي حتى خريف العام 2015. وقالت المصادر لـ«السفير» انه حصل توافق مبدئي على هذا النوع من التمديد، لكن تم التفاهم على ابقائه طي الكتمان الى ما بعد الخامس والعشرين من أيار.

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«السفير» أن الظروف السياسية لنجاح جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لم تنضج بعد، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني أنها لن تنضج قبل الأربعاء المقبل.

وحول ما يتردد عن احتمال حضور رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري للجلسة، أمل بري أن يتحقق ذلك، وأن يبقى الحريري في لبنان بصورة مستمرة.

وكانت مصادر إعلامية لبنانية قد تحدثت عن وجود رابط بين زيارة وزير العدل الحالي أشرف ريفي للسعودية وبين قرار الحريري العودة الى بيروت للمشاركة في جلسة الثالث والعشرين من الحالي.

وأعاد بري الحديث عن آلية الانتخاب الرئاسي، مشيراً إلى أنه إذا لم يحز أي من المرشحين في الدورة الأولى على ثلثي عدد النواب (النصاب هو 86 نائبا)، فهو سيدعو إلى عقد دورة ثانية، حيث يكون الانتخاب بالنصف +1، مشيراً إلى أن نصاب الثلثين (الحضور) لا بد أن يكون متوافراً في كل الأوقات.

وفيما لم تعلن «8 آذار» اسم مرشح واحد متفاهم عليه للدورة الأولى (يجري الحديث عن طرح أي اسم ماروني لمنافسة سمير جعجع في الدورة الأولى)، فان «قوى 14 آذار» ما زالت مربكة حتى الآن، لا بل بدت مكوناتها المسيحية أحزابا وشخصيات تغني على ليلاها الرئاسية، خصوصا في ظل سياسة «الغموض البناء» التي يعتمدها «تيار المستقبل» الذي أسرّ بلسان أحد أبرز قيادييه بأن مرشحه الرئاسي هو الوزير بطرس حرب، بينما كان يبعث، في الوقت نفسه، برسائل ايجابية في اتجاه معراب والصيفي والرابية!

وتتصرف «القوات» على قاعدة أنّ «تيار المستقبل» حسم خياره بالتصويت لمصلحة رئيسها سمير جعجع، وقالت مصادرها لـ«السفير» أنّ جعجع ماض في ترشيحه، وسيكون بدءا من يوم 23 الجاري مرشحاً جديا لرئاسة الجمهورية.

وتتصرف «الكتائب» على قاعدة أن ترشيح رئيسها أمين الجميل «صار أمراً واقعاً ولا حاجة للإعلان عنه بشكل رسمي، وبالتالي يفترض بالقوى السياسية أن تتعاطى معه على هذا الأساس» على حد تعبير مصادر قيادية معنية.

وأكدت المصادر نفسها لـ«السفير» أنّ «الكتائب» على تواصل مع حلفائها «لمعرفة كيفية خوض معركة رئاسية ناجحة، من خلال اختيار الشخص المناسب القادر على اجتياز الاصطفافات السياسية». واعتبرت أنّ جلسة 23 هي جلسة تجريبية، بينما الرئيس أمين الجميل «سيكون مرشحا جديّا في أية جلسة حاسمة».

بدوره، ما يزال وزير الاتصالات بطرس حرب متمسكا بموقفه القائل بأنه ليس بحاجة إلى تقديم ترشيحه من جديد «طالما أنّا مطروح في وجدان الناس والطبقة السياسية كمرشح»، على حد تعبير أوساطه. ولذلك، هناك من يعتقد أن حرب قد يقترع في الدورة الأولى لمصلحة جعجع في محاولة لاستثمار هذا الصوت في الدورات المقبلة.

توقيف مطلوب خطير

 أمنيا، تمكنت مخابرات الجيش من توقيف احد قادة «كتائب عبد الله عزام» المدعو بلال كايد كايد، أحد أخطر رموز «القاعدة» في لبنان والمنطقة، وهو شريك الموقوف نعيم عباس في الكثير من الأدوار والعمليات الإرهابية التي استهدفت الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» والسفارة الإيرانية وأهدافا أخرى على الأراضي اللبنانية منذ العام 2007 حتى الآن.

وجاء توقيف كايد بعد رصد دقيق له حيث كان يحتمي بأحد منازل بلدة عرسال، وقرر مغادرته بحافلة ركاب عادية متوجها إلى البقاع الأوسط، فألقي القبض عليه على أحد حواجز الجيش في عرسال، وتبين أنه يحمل هوية مزورة، وتم نقله على الفور إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة في ظل إجراءات أمنية مشددة، وقد اعترف بقيامه بالكثير من العمليات الإرهابية ضد «اليونيفيل»، أبرزها عملية التفجير التي استهدفت دورية اسبانية في سهل الدردارة قرب بلدة الخيام الجنوبية في قضاء مرجعيون في أواخر العام 2007 والتي سقط فيها 12 جنديا اسبانيا بين قتيل وجريح وتبنتها «كتائب عبد الله عزام».

كذلك تبين أن كايد يتولى تحريك المسؤول في «كتائب عبد الله عزام» الشيخ المطلوب سراج الدين زريقات الذي كان يطل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتبنى عمليات انتحارية مثل عمليات نهر الأولي ومجدليون والسفارة الإيرانية (ص4).