إسرائيل تتحرش بـ”الوزاني” و”بئر بليدا”
“السلسلة” تحاصر “الرئاسة” في الشارع!
تداخلت الاستحقاقات السياسية والمعيشية، من دون أن تحجب عناوين أخرى أطلت، أمس، عبر الحدود، أولها ادعاء الاحتلال الاسرائيلي أن “الخط الازرق” مع لبنان يمر في وسط نهر الوزاني وفي بئر بلدة بليدا الجنوبية، مرفقا بالدعوة الى حظر السباحة في الجزء الذي تزعم اسرائيل انه خاضع لسيطرتها في الوزاني، وحظر استخدام بئر بليدا من قبل أهالي البلدة، وهو الأمر الذي استوجب اتصالات لبنانية بقوات “اليونيفيل” التي سيزور قائدها الجنرال الايطالي باولو سييرا قريبا الرئيس نبيه بري، بالترافق مع تحذير لبناني مفاده “إذا استمرت محاولة فرض الامر الواقع سنتحدى البلطجة الاسرائيلية”، على حد تعبير بري.
وأطل العنوان الثاني من خلال مضي الجيش اللبناني ومعه بقية المؤسسات الأمنية في معركة تفكيك المجموعات الارهابية التكفيرية في العديد من المناطق اللبنانية، وآخر الانجازات كان إلقاء القبض على خلية تابعة لـ”الجيش السوري الحر” في جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي، تضم في صفوفها “مسؤول المجلس العسكري في القصير والقلمون” محمد عبد الدايم الأعرج، بالاضافة الى “إرهابيين خطرين”.
وفيما تقدم الهم المطلبي على الهم السياسي، ينتظر أن لا تحمل مجريات الدورة الانتخابية الرئاسية الثانية، غدا، أية مفاجآت على الصعيد الرئاسي، في ظل أرجحية عدم توافر النصاب، وبالتالي الدعوة الى جلسة جديدة في الأسبوع المقبل، ينتظر أن يتكرر فيها سيناريو تطيير النصاب… الا اذا حصلت تطورات غير محسوبة سياسيا، وخصوصا على خط الحوار الدائر بين العماد ميشال عون من خلال معاونه السياسي الوزير جبران باسيل وبين الرئيس سعد الحريري.
وقالت مصادر مطلعة على مسار هذه الاتصالات لـ”السفير” ان الحريري أبلغ بعض معاونيه بالاضافة الى “القوات اللبنانية” أن لا خرق حتى الآن، وأن الأمور لم تنضج بعد!
وفي انتظار عودة باسيل من باريس وتوافر معلومات عن طبيعة لقائه بالحريري، قال مصدر واسع الاطلاع لـ”السفير” ان الملف الرئاسي يخضع حاليا لمداولات جدية بين بعض العواصم الغربية والاقليمية، خصوصا بين باريس وواشنطن وطهران والرياض.
في الشأن المعيشي، ينذر مسار تعامل اللجنة النيابية المختصة مع مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، بتصعيد وتيرة التحرك النقابي، ولعل باكورته مع تظاهرة دعت اليها “هيئة التنسيق النقابية” ظهر اليوم من امام مصرف لبنان وصولا الى ساحة رياض الصلح، مترافقة مع اضراب عام في المدارس الرسمية وشبه عام في المدارس الخاصة، فضلا عن دعوة الاتحاد العمالي العام الى اضراب شامل يوم غد.
فاللجنة النيابية التي تمثل “الخماسي” الذي اسقط مشروع السلسلة في الهيئة العامة لمجلس النواب، أي “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” و”اللقاء الديموقراطي”، وضعت نصب عينيها عنوان “ترشيق السلسلة”، الذي يستبطن ضمنا نية بتخفيض كبير لارقامها، وهو ما اكدته التسريبات، التي تحدثت عن اقتطاع نحو الف مليار ليرة من ارقام السلسلة حتى الآن.
واكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”السفير” ان التخفيض طال امورا اساسية كإلغاء التدبيرين الرقم 3 و4 في ما خص الجيش، تخفيض نسبة الزيادات، إلغاء الـ6 درجات لاساتذة التعليم الاساسي، إلغاء الـ4 درجات ونصف الدرجة لاساتذة التعليم الثانوي، إلغاء المنح المدرسية، زيادة ساعات العمل، اقتطاع مبالغ من معاشات المتقاعدين…
وقال عضو اللجنة النيابية النائب غازي يوسف لـ”السفير” ان “اللجنة لم تنه مهمتها بعد، ولكن المحسوم ان مهمتنا ستنتهي في الاسبوع الحالي، وربما الخميس او الجمعة المقبلين”. واوضح أن ما تقوم به اللجنة هو العودة الى مشروع الحكومة الأول الذي بلغت ارقامه 1669 مليار ليرة، “وهو رقم قابل للزيادة أو النقصان”.
وفي المقابل، اعلنت “هيئة التنسيق النقابية” رفضها المطلق لأية صيغة تصدر عن اللجنة النيابية اذا لم تأخذ بزيادة الـ121% لجميع القطاعات من دون تخفيض او تقسيط او تجزئة.
ودعت الهيئة الى “تنفيذ الإضراب العام الشامل اليوم في جميع الوزارات والإدارات والسرايا والقائمقاميات والمدارس الرسمية والخاصة والمهنيات، والى المشاركة في التظاهرة النقابية التي ستنطلق من امام مصرف لبنان عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم باتجاه غرفة التجارة والصناعة ونحو جمعية المصارف، وصولا الى ساحة رياض الصلح.
وقال رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب لـ”السفير”: اذا استمروا بالمماطلة فنحن ذاهبون الى تصعيد مفتوح على شتى الاحتمالات والخطوات، وصولا الى عدم إنهاء العام الدراسي، وهم في نهاية الأمر سيتحملون مسؤولية ذلك.
وردا على سؤال قال غريب: “لا تخفيض ولا تقسيط ولا تجزئة للسلسلة، ونرفض اية سلسلة تكون ايراداتها على حساب الفقراء وذوي الدخل المحدود، فما نطرحه هو الوصول الى سلسلة رتب ورواتب كناية عن مشروع اصلاحي يوقف الهدر والفساد والنهب والتهريب”.
وكانت شرارة التحركات المطلبية قد انطلقت امس، مع التظاهرة السيّارة التي نفذها قطاع النقل البري، بين الكولا والدورة وساحة رياض الصلح، للتذكير بمطالب السائقين، لا سيما منع المضاربة غير المشروعة، ودفع بدل المحروقات لسائقي السيارات العمومية، وإقرار خطة النقل، ومساواة السائقين بغيرهم من المضمونين في تعويضات “الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”.
ودعا المجلس التنفيذي لـ”الاتحاد العمالي العام” إلى تنفيذ إضراب عمّالي وطني شامل في جميع الأراضي اللبنانية غدا مع تنفيذ اعتصام بدءاً من الحادية عشرة قبل الظهر في ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع التوقف عن العمل في المطار من الحادية عشرة قبل الظهر إلى الأولى بعد الظهر، وإقفال تام في مرفأ بيروت طيلة النهار، وإقفال جميع مراكز الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وأوضح رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ”السفير” ان الإضراب تحذيري، وأشار إلى خطوات لاحقة اذا لم تتم الاستجابة لمطالب القطاع العام بمختلف شرائحه وأبرزها اعلان الإضراب المفتوح.