رئيس “كتلة المستقبل” يستخلص العبر من عرسال
السنيورة: توسيع الـ1701 عودة “حزب الله”.. وإغلاق الحدود
يستعجل الرئيس فؤاد السنيورة استخلاص “الدروس المستفادة”، كما يسميها، من الاحداث في عرسال. يوازن بين الثوابت وبين ما تفرضه التطورات، هو الذي يوحي بأن معرفته برجوع الرئيس سعد الحريري حصلت قبيل وصوله بقليل. يتجنب الإجابة عن اي سؤال حول اسباب الزيارة او مدتها، او احتمالات التسوية التي يمكن ان ترشح منها. يكتفي بتأكيد المؤكد “لا بد ان يتابع موضوع الهبة السعودية للجيش”.
يصرّ السنيورة امام زواره على قراءة الخلاصات الاولية من “المأساة التي مررنا بها والتي لم تنته فصولاً”. يصف الامور بـ”المؤلمة”، الا انه ينظر بإيجابية الى “تحرير بلدة عرسال التي خطفت ووضع أهلها تحت مرمى النيران. يبقى أن لدينا ابناء من الجيش وقوى الامن محتجزين لدى هؤلاء المسلحين واولويتنا اليوم هي العمل على إنقاذهم”.
في حين كان البلد يضج بعودة الرئيس الحريري ودلالاتها وما خفي من اسبابها، كان الرئيس السنيورة، بحسب زواره، يقوّم التطورات من دون أن يدخل في اي تحليل للعودة المفاجئة للحريري. يكرر السنيورة الموقف الثابت لـ”المستقبل”، مؤكداً “مرة تلو أخرى يتأكد ان كل الكلام حول اسباب التدخل في سوريا والعراق ساقط. ولا يمكن ان تستقيم الامور لا في لبنان ولا في دول الجوار الا بقيام الدولة الحديثة، الديموقراطية التي تحترم حقوق الانسان، وحيث كل مكوّن من مكوناتها يشعر انه مطمئن. فلو وجدت مثل هذه الدولة المدنية في سوريا او العراق، ولو طبقناها في لبنان، لما حصل الكثير مما حصل لنا”. ومع ذلك يعتبر السنيورة “ربما وضعنا أفضل بقليل مقارنة بمن حولنا، وهذا يؤكد أهمية الصيغة اللبنانية والعيش المشترك”.
يتوقف السنيورة، امام زواره، عند قلق بطاركة الشرق ليبدي كل تضامن معهم، مؤكداً “اننا نحمل هذه القضية كتفاً الى كتف لنطرحها على اعلى المستويات العربية والدولية. علينا ان نمعن التفكير في الحل. كيف نحمي الناس ونُسقط قلقهم. في بلد كله اقليات ولا يملك اي لون او فئة فيه الغلبة، من يحمي الناس؟ هل يحمل كل فريق السلاح؟”. يخلص السنيورة الى ان “الدولة هي الحل. تحتاج الدولة الى أسنان والى هيبة. وهذه تتأتى من اكتمال مؤسساتها ومن سلطة الاجهزة الامنية الشرعية وحدها، ومن السلطة القضائية”. يكرر السنيورة، في ما يشبه التعويذة “الدولة، الدولة ثم الدولة. عندما تدلَهمّ الامور لا بد من عدم تضييع البوصلة”. يتصدر الجيش صورة الدولة عند السنيورة. الجيش “الذي يأتمر بالسلطة السياسية لحماية الحريات والنظام الديموقراطي”.
ليس السنيورة من مؤيدي تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. لم يستسغ ذلك زمن الرئيسين اميل لحود وميشال سليمان، ولا يفعل اليوم. لكنه كما في كل أمر، يوازن بين الامور، ويمكن ان ينحاز لخيار لا يرضيه تجنباً لخيار أكثر سوءاً.
يعرف السنيورة ان مطالبة “قوى 14 آذار” بتوسيع تطبيق ما يتيحه القرار1701 قد لا يكون متاحاً. برأيه “يحتاج الى ارادتين: ارادة لبنانية عبر رفع الحكومة اللبنانية طلباً الى الامين العام للامم المتحدة، وارادة الامين العام اذا شاء الاستئناس بقرار من مجلس الامن”. يسأل السنيورة “لماذا مسموح ان يكون الساكن جنوب الليطاني مرتاحاً بفضل الـ1701 وليس مسموحاً بذلك على حدود اخرى؟ كيف نحمي لبنان؟ هل يتم ذلك بترك الحدود مفتوحة؟ لقد حاول الجيش السوري ومعه “حزب الله” مقاتلة المسلحين على حدودنا منذ سنتين؟ هل نجحوا؟ لا لم يفعلوا. علينا إقفال الحدود بالاتجاهين. فمن قال لنا انه ذاهب للحرب في سوريا ليجنبنا الحرب في لبنان، اكتشفنا أنه جرّ علينا الاهوال والمخاطر. ولقد انخفض مستوى المناعة اللبنانية بفضل منطق “حزب الله” هذا وتدخله في سوريا. وعلينا ايجاد حل جذري لموضوع اللاجئين السوريين عبر إقامة مخيمات لهم وتنظيم اوضاعهم. فمن يدخل ويخرج باستمرار يمكنه اذاً البقاء في بلده. ومن يتحدر من منطقة لا تشهد حربا لا ضرورة لتواجده في لبنان. لا بد من اتخاذ إجراءات لمعالجة كل هذه الاوضاع حماية لحدودنا ووطننا”. يجزم السنيورة لزواره انه ثبت له “بالوجه الشرعي” ان لا بديل عن الدولة على كل المستويات. ويختم مستشهداً بآية قرآنية “لا يستوي الخبيث والطيب، ولو أعجبك كثرة الخبيث”.