تقارير ديبلوماسيّة : الإرهاب سيتنقل في المناطق اللبنانية تفجيرات
بينما تندفع المنطقة الرازحة تحت وطأة أثقال تمدد وتوسع الحراك الأصولي التكفيري أكثر وأكثر نحو المزيد من الانفجارات الكبرى تتجه الأوضاع اللبنانية نحو مرحلة بالغة الصعوبة في ظل الأحداث السورية والعراقية التي ترخي بأثقالها القاتمة على لبنان، وفي ظل تمادي أزمة الفراغ الرئاسي المرشحة بالتمدد نحو بقية المؤسسات الدستورية مع ما يحمل هذا الأمر من خطر تآكل الدولة اللبنانية وتلاشيها لتصبح دولة مارقة فاشلة لا قيمة ولا وزن لحضورها وموقعها ودورها على الخريطة السياسية العربية والإقليمية والدولية في مرحلة بالغة الدقة والحساسية يمر بها لبنان وجواره ومحيطه وفي خضم استعار سيناريوهات الفوضى الخلاقة لفرض مؤامرة التقسيم والتفتيت في البلدان العربية على اطلاقها. هذا ما قالته أوساط سياسية بارزة. مضيفة بأن من يظن بأن لبنان بحكم مساحته الجغرافية الصغيرة هو بمنأى عن التقسيم والتفتيت هو مخطىء وغير مطلع كفاية على ما يدور في الغرف السوداء التي تديرها شركات النفط التي تضع في حسابات هيمنتها على الثروات النفطية من بترول وغاز في المنطقة مسألة اكتشاف النفط في لبنان أما نصب أعين أطماعها لذلك من غير المستبعد بأن يكون تصاعد الحراك التكفيري للتنظيمات الإرهابية في بعض المناطق اللبنانية ليس سوى مقدمات لدخول العامل التكفيري الأصولي التقسيمي إلى ربوع لبنان وذلك على غرار تكرار المشهد السوري والعراقي.
الأوساط أشارت الى ان هناك أفق مسدود أمام المشاورات السياسية الداخلية الجارية على خطيَ انجاز الإستحقاق الرئاسي وكيفية التعاطي مع استحقاق الإنتخابات النيابية التي ستكون على الأبواب ما لم ينجح الأفرقاء في تمرير تسوية التمديد للمجلس النيابي الممدد لنفسه أصلا والذي فشل لغاية اليوم من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق لما تقتضيه الأصول الدستورية. ولفتت الأوساط عينها بأن ما يعتري هذه المشاورات من عقبات وتعقيدات ونكسات باتت تتجاوز قدرة القوى المحلية على تجاوز كل هذه المعوقات واجتراح حلول قادرة على تمكين لبنان من تجاوز أزمته الداخلية الخطيرة التي باتت، وبحسب المعلومات المتداولة في الأروقة السياسية والدبلوماسية مرتبطة بتطورات تدهور الأوضاع في المنطقة التي ترخي بتعقيداتها الكثيرة ومخاطرها الكبيرة على الوضع اللبناني المتأرجح بين صراعات القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة بالأطراف اللبنانية التي لن يكون باستطاعتها تسهيل وتمرير حلحلة القضايا والملفات العالقة طالما أن المناخات الدولية والإقليمية الملائمة والمناسبة لا تزال غائبة حتى اشعار آخر خصوصا في ظل تدهور وتوتر العلاقات الإيرانية – السعودية التي يقول عنها دبلوماسي غربي في بيروت بأنه عادت إلى المربع الأول وهي مهددة بمزيد من التدهور فيما لو لم تتمكن الدولتين من فتح قنوات جديدة مباشرة أو غير مباشرة بينهما من شأنها أن تحد من الخسائر الناجمة عن تفجر الأوضاع في كافة أرجاء المنطقة لا سيما في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الساحات مع التأكيد بأن الوضع اللبناني لن يكون بمأمن من شظايا المواجهات الإقليمية التي تدور رحاها في محيطه وجواره.
وفي هذا الإطار، رأت مصادر دبلوماسية في بيروت بان مشهد الصراع في المنطقة دخل في مرحلة جديدة بالغة الخطورة والتعقيد ومفتوحة على كل السيناريوهات ، فما بعد دخول داعش وأخواتها على مشهد الوضع المتفجر في المنطقة لن يكون كما قبله لا سيما على صعيد تزايد التوتر والإحتقان المذهبي السني ـ الشيعي في كافة أرجاء دول المنطقة وهذا أمر باتت تعرفه وتدركه كافة الدوائر الدبلوماسية في المنطقة وتأخذه في عين الإعتبار.المصادر تخوفت من هشاشة الأوضاع اللبنانية خصوصا أن التقارير الدبلوماسية تشير بوضوح بأن الإتصالات والمشاورات التي شهدتها كواليس الدول الكبرى الفاعلة والمؤثرة في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي الصراع الدولي – الإقليمي الدائر في سوريا والعراق لم تحمل أي تطمينات حتى هذه اللحظة من أن يتحول هذا الصراع إلى حرب شاملة مفتوحة على كل جبهات القتال بين محور المقاومة والممانعة ومحور القوى الداعمة والحاضنة والممولة في كافة أرجاء المنطقة وفي هذا السياق لا تطمينات دولية ـ إقليمية للناي بلبنان عن أهوال هذه الحرب وانعكاساتها المدمرة.
المصادر نفسها أعربت عن تشاؤمها من الوضع اللبناني المقبل على تحديات كبيرة في الأيام المقبلة ليس فقط على صعيد تطورات الملفات الداخلية المعقدة والشائكة بل ايضاً على صعيد تداعيات التطورات المقبلة في المنطقة خصوصا أن كافة التقارير الدبلوماسية تتحدث عن وجود احتمالات كبيرة لتدهور الأوضاع الأمنية من خلال عودة مشهد تنقل الأحداث الأمنية المربكة للجيش والقوى الأمنية بفعل تنامي الحراك الإرهاب التكفيري المحرك من قوى اقليمية فاعلة ومؤثرة في لبنان والذي على ما يبدو بأنها ليست ممتنعة عن استخدام الساحة اللبنانية ضمن سياق حربها المفتوحة مع محور الممانعة والمقاومة في المنطقة خصوصا أن تلك القوى كما اسرائيل لديها حسابات تصفيها مع حزب الله الذي نجح بعد تدخله العسكري النوعي في سوريا في قلب المعادلات وتغيير الموازين لمصلحة المحور الذي ينتمي إليه وذلك على حساب تقهقروفشل مشروع المحور الآخر.
المصادر أشارت بأن اكتفاء القوى السياسية اللبنانية بالمناداة بتطبيق سياسة النأي بالنفس لن يكون مجدياً في المرحلة المقبلة وذلك لإعتبارات عديدة أهمها دخول عامل الإرهاب على تطورات الأحداث في سوريا والعراق وتصميم بعض القوى على استخدام الساحة اللبنانية مقرا وممرا أساسيا لهذا الإرهاب وذلك في السياق الذي يؤدي إلى قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع في المنطقة وترك الأمور مفتوحة على شتى الإحتمالات. وبحسب المصادر عينها فإن سياسة النأي بالنفس هي سياسية جرى ابتكارها لتخفيف وطأة انعكاسات وتداعيات بدايات الأزمة السورية عن الساحة اللبنانية الهشة بإنقساماتها وتوتراتها الطائفية والمذهبية إلا إن سياسة النأي بالنفس التي نجحت أحيانا وفشلت أحيانا أخرى على صعيد الحد من تأثر لبنان بمسرح الأحداث في سوريا، إلا أن سياسة النأي في النفس ستكون حتماً عاجزة بالمطلق فيما لو انزلقت الأمور نحو المواجهة الكبرى المفتوحة بين محور الممانعة والمقاومة وبين محور دعم الإرهاب التكفيري في المنطقة.