IMLebanon

الشرق: قداديس «الجمعة العظيمة» خلت من السياسة… والاجواء غير ناضجة كفاية لانتخاب رئيس

 

كتب عبد الامير بيضون:

أحيت الطوائف المسيحية في لبنان، يوم «الجمعة العظيمة» أمس، بقداديس في مختلف المناطق اللبنانية، وبعظات خلت من «المفردات السياسية» تقريباً، وشددت في غالبيتها على «المحبة والرحمة» و«نشر ثقافة الغفران والمصالحة في عالم الاساءات والنزاعات…» وذلك بخلاف خطب الجمعة، التي دعت على ألسنة مرجعيات دينية الى «عدم تمييع الاستحقاق الرئاسي، وابعاده، ما أمكن، عن سوق المساومات الدولية والاقليمية وجعله صناعة لبنانية…».

الراعي يهنىء جعجع

وفي وقت يتحضر لبنان الى ما بعد عطلة الفصح المجيد، (يومي الاحد والاثنين) لاستقبال استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن معطيات لا تزال غامضة، حول مصير الجلسة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الاربعاء في الثالث والعشرين من الجاري فإن لا شيء جديداً طرأ على مواقف الافرقاء ا لمعنيين، سوى ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اتصل بالمرشح لرئاسة الجمهورية سمير جعجع وشكره على ارسال وفد لتسليمه برنامجه الرئاسي كما هنأه على ترشحه واعلان برنامجه بعنوان «الجمهورية القوية…».

ويتوقع كثيرون، ان تكون عطلة «الفصح المجيد» فرصة مضافة لتأكيد انعقاد جلسة الاربعاء، على رغم التسريبات عن سيناريوات متفق عليها بين الافرقاء كافة، تتحدث عن احتمال رفع الجلسة الى موعد لاحق يفسح في المجال أمام المزيد من الاتصالات والمشاورات بهدف توصل الافرقاء المعنيين، على ضفتي الثامن والرابع عشر من آذار، الى خيارات نهائية بشأن المرشحين للرئاسة من هذا الفريق او ذاك، هذا مع الاشارة، الى أنه ووفق «البوانتاج» فإن أياً من الفريقين ليس في متناوله العدد الكافي لايصال مرشحة الى سدة الرئاسة…

الاجواء ليست ناضجة للانتخاب

ولم يكن الرئيس نبيه بري بعيداً من هذه السيناريوات، حيث نقل عنه زوار، تأكيده بأنه «اذا انعقدت جلسة الاربعاء، فلن تنتهي بانتخاب رئيس، لأن الاجواء السياسية، الداخلية والخارجية، ليست ناضجة بعد… وهو سيدعو كتلة «التحرير والتنمية الى اجتماع برئاسته عشية الجلسة لمناقشة موضوع الانتخاب الرئاسي في ضوء ما ستكون عليه الاجواء… لكي تقرر الكتلة من سيكون مرشحها…».

من جهته أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، الى ان «معظم الكتل ستشارك في جلسة الاربعاء…»، مؤكداً ان «اسم مرشح 14 آذار الرئاسي سيتبلور هذا الاسبوع». ولفت الجسر الى ان «الجلسة لن تشهد انتخاب أي رئيس لأن العملية تستوجب أصوات ثلثي أعضاء المجلس، وهذا غير موجود لأي مرشح سواء من قوى 8 او 14 آذار، متوقعاً مشاركة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في جلسة الاربعاء…

عون يتقدم… والكتائب تستعد لاعلان قرارها

ومع استمرار المساعي، لدى أفرقاء في 14 آذار، لتجنب الوقوع في فخ تعدد المرشحين، وتقديم هدية لا تقدر بثمن لافرقاء 8 آذار، جراء اصرار رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل على الترشح، وعدم تراجع النائبين روبير غانم وبطرس حرب عن قرارهما، حتى الآن، بدأت صورة مرشح 8 آذار تتضح شيئاً فشيئاً، وهو رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب (الجنرال السابق) ميشال عون، الذي لايزال يعتصم بالصمت، بانتظار «اللحظة» عشية الجلسة الموعودة الاسبوع المقبل…

وفي هذا، فقد واصلت «اللجنة المصغرة» التي شكلها «حزب الكتائب» اجتماعاتها وقومت التطورات والمواقف وردات الفعل على احتمال على احتمال ترشيح الرئيس امين الجميل لرئاسة الجمهورية ومن المتوقع، بحسب مصادر كتائبية ان ينعقد المكتب السياسي للحزب خلال ثلاثة أيام لاجتماع استثنائي طارئ، لبت مسألة ترشيح الجميل، بعدما تكون الاتصالات التي تجرى استكملت…

رعد: الوقت لا يتسع لتسوية سياسية

وفي رد غير مباشر على ترشيح سمير جعجع واعلان برنامجه الرئاسي، فقد أمل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ان «يجري الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري» معتبراً ان «بعض الترشيحات، ممن ليس أهلاً له، قد يعوق اجراء هذا الاستحقاق، فالبلد لا يتحمل مشكلة وتصادماً بين خيارين وطنيين، والوقت لا يتسع لتسوية سياسية كبيرة حول هذين الخيارين، لأنه لا يمكن الاتفاق على رئيس ما لم يحصل التوافق على تسوية…» لافتاً الى ان لبنان تجاوز الكثير من المحطات الصعبة»، لكن لايزال أمامه ضباب…» مؤكداً «ان المرشح الذي نريده هو الذي يكون حافظاً لخيار المقاومة…».

المشنوق: تجميد الخلاف لتخليص البلاد

من جهته رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه «يخطىء من يعتقد ان الحكومة الحالية هي حكومة اتفاقات سياسية او وفاق سياسي، لأنها حكومة انتقالية يجري فيها تجميد الخلاف الى حين تخليص البلاد من خطر الفراغ السياسي، وأي احتمال من خطر أمني على البلاد، لا أكثر ولا أقل…» لافتاً في عشاء تكريمي في «مركز الفاروق» في الزيدانية الى «اننا مازلنا نختلف على الكثير من الأمور، مثل القتال في سوريا والسلاح خارج مقاومة إسرائيل، وكل موقف سياسي خارج منطق الدولة…».

«الجمعة العظيمة» من دون سياسة

وفي يوم «الجمعة العظيمة» ترأس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب على مذبح الباحة الخارجية للصرح «كابيلا القيامة» بحضور حشد من المطارنة والكهنة والنواب والمرجعيات…

والقى الراعي عظة خلت من المواقف السياسية بعنوان «طعن وعوقب بسبب آثامنا وبجرحه شفينا…» دعا فيها الى «ثقافة الغفران… ثقافة تربي العقول والضمائر على الحقيقة التي تنير جميع الناس وتخرجهم من ظلمة الجهل والحقد والاعتداء…» ليخلص الى «ان الحياة عطية من الله، نردها اليه ساعة الموت، فينبغي المحافظة على بناء حياتنا وتتميم ارادة الله وتصميمه عليها…».

من جانبه حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رتبة دفن المسيح في جامعة الروح القدس في الكسليك.

على المستوى الأمني، فقد أطلقت «إسرائيل» أمس، الراعيين.

تسونامي الفقر

إلى ذلك، فقد دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في خطبة الجمعة (أمس) لابعاد الاستحقاق الرئاسي عن المساومات وجعله صناعة لبنانية…

وذكر قبلان ان «الفقر يكاد يتحول الى تسونامي على مستوى الجريمة والانهيار الاجتماعي… داعياً الى «ضرورة التشدد في الموضوع الأمني وعدم التراخي ومضاعفة الجهود لاستعادة الأمن كاملاً وفرضه بصورة صحيحة وعادلة في كل المناطق اللبنانية…

وثمن قبلان دعوة الرئيس بري لعقد جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد معتبراً أنه «على المعنيين تحمل مسؤولياتهم الوطنية وعدم تمييع هذا الاستحقاق وابعاده ما أمكن عن سوق المساومات الدولية والاقليمية وجعله صناعة لبنانية وكلمة سر وطنية بامتياز…

لجنة السلسلة… والاستحقاق

أما على مستوى المطالب الاجتماعية، لاسيما سلسلة الرتب والرواتب، فقد أملت مصادر نقابية ان تأخذ «اللعبة النيابية» مداها، وتصل لتلبية المطالب – التي تحركت من أجلها هيئة التنسيق النقابية وسائر الافرقاء… ونبهت هذه المصادر من سحب «مشروع سلسلة الرتب والرواتب، لأن ذلك ينطوي على مخاطر تطيير السلسلة…» خصوصاً مع دخول مجلس النواب والحكومة «الاستحقاق الرئاسي عملياً…».