صورة الفراغ مرعبة في قصر بعبدا
الشغور الرئاسي يملأه العمل على أرشيف عهد سليمان
يعيش القصر الجمهوري في بعبدا حالياً مرحلة ما بعد الرابع والعشرين من أيار 2014، لقد اصابه الشغور في اعقاب مغادرة الرئيس ميشال سليمان له، شغور طاول تفاصيل ويوميات الرئيس في نشاطاته واستقبالاته واجتماعاته، وتحضيره لابرز خطاباته وجولاته ومناسباته، ومنذ ذاك الحين، يرصد زائر قصر بعبدا بدقة ما يجري في ظل فراغ كرسي الرئاسة الاولى. وقد خلا الجناح الخاص ومكتب الرئيس والقاعات المخصصة للضيوف من اي حركة.
وحدها المديرية العامة لرئاسة الجمهورية تزاول مهامها، وها هي اليوم تسيِّر المعاملات، في حين يواظب الموظفون من جميع الاقسام والفروع على الحضور، اما لواء الحرس الجمهوري فيزاول مهامه كالمعتاد، وهو المولج بحماية مقر الرئاسة.
لا شيء في القصر يدلل على تلك الزحمة في المواعيد، مواقف السيارات التي كانت تُشغل فوراً بسبب زوار الرئيس متوفرة اليوم لموظفي القصر.. وكل الامور هادئة، اما نافورة المياه فمطفأة بعد ان كانت تضج بالحياة إذناً بزائر محلي او خارجي.
ومع ذلك، هناك من يرى ان هذا الشغور يختلف عن سابقاته، اذ ان الرئيس سليمان تمكن من جعل رئاسة الجمهورية مؤسسة قائمة بذاتها لها هيكليتها وتنظيمها، وقد ظلت تعمل كما لو كان هناك رئيس للجمهورية انما بوتيرة اخف.
بدوره، يعمد المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية الى ترتيب الملفات وارشفتها، ويتناوب الموظفون فيه على الحضور ضمن دوامات نهارية ومسائية وخلال فترتي قبل الظهر وبعده، وينصرف هؤلاء الموظفون الى تأمين استمرارية العمل والتحضير للمرحلة المقبلة، كما انه بعد إناطة صلاحيات الرئيس برئاسة مجلس الوزراء، باتت الملفات الاعلامية تعدو ترفع اليها، بهدف الاطلاع عليها، اما بالنسبة الى التحضير للمرحلة المقبلة، فذاك يتضمن جهوزية ملفات واموراً تكون بتصرف الرئيس العتيد بُعيد عملية الانتخاب.
وكان قد صدر قبيل انتهاء ولاية الرئيس سليمان قرار من المدير العام لرئاسة الجمهورية قضى بتكليف احد موظفي المكتب الاعلامي لتسيير الاعمال من الناحيتين الادارية والاعلامية بالوتيرة نفسها، ويتواصل العمل الاداري ايضاً لتنظيم الارشيف المصور، اذ انه للمرة الاولى في تاريخ الرئاسة، تنجز هذه الخطوة بإيعاز من الرئيس سليمان وهي عبارة عن ارشيف صور ثابتة ومتحركة للعهد السليماني، ومن شأنها ان تنطبق على العهود المقبلة، ويتضمن الارشيف المكتوب ابرز الخطابات والنشاطات، وبناءً على ذلك، تم تجهيز مكتبة ارشيف كاملة. ومن المرتقب ان تقام دورات تدريبية للزملاء الاعلاميين، على ان يعود القرار النهائي بتمديد موعدها للدكتور انطوان شقير الذي رحب بأي خطوة تعود بالفائدة على المكتب، ومن المقرر ان ترفع اليه الاقتراحات اللازمة في هذا الصدد.
ومع ذلك، يأمل الجميع في بعبدا ان تطوى صفحة الشغور قريباً، فيأتي رئيس جديد ويعود العمل الى سابق عهده، لان صورة الفراغ مزعجة الى اقصى الحدود.
والواضح ان هناك استعداداً دائماً للانطلاق مجدداً نحو النشاط بزخم والوقوف الى جانب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا ما يأخذه على عاتقهم جميع العاملين في القصر.