IMLebanon

العلقم دولة الرئيس!

جلسة غد الاربعاء لن تحمل اي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي، بل سنكون امام موعد جديد من الاستعراض النيابي الذي سيطول في سياق الكسدورة الاسبوعية الى البرلمان، الذي تحوّل حلبة للملاكمة السياسية الداخلية تديرها بورصة المراهنات الاقليمية والدولية!

في نهاية الاسبوع قرأ اللبنانيون تصريحين لا يبشّران بالخير، الأول للرئيس نبيه بري الذي اعرب عن خشيته “من اننا نقترب من الشغور”، أي شغور المنصب الرئاسي بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان في 25 ايار، ولست ادري لماذا اختار كلمة “الشغور” بدلاً من “الفراغ” ونحن في حمأة أخبار المعارك في جسر الشغور السوري!

لكن حديثه عن الشغور او الفراغ لا يشكل اكتشافاً في ظل أمرين، الاول هو توازن القوى النيابية بين ١٤ و٨ آذار وحاجة كل منهما الى بيضة القبّان الجنبلاطية، التي سارعت الى نصب خيمة فوق رأس نواب “اللقاء الديموقراطي”، تقيهم إحراج الإختيار ما بين الآذاريين الى ان تحين الساعة وما ادراك ما الساعة، اما الثاني فهو استحالة تأمين نصاب الثلثين اي ٨٦ نائباً لعقد جلسة يحتاج الفوز فيها الى الاكثرية العددية اي ٦٥ نائباً، فالقصة قصة نصاب لا انتخاب!

ما لم يتم تقدم ١٤ و٨ آذار نحو وسط الجسر لن يتأمن بقاء ٨٦ نائباً في القاعة لتعقد الجلسة، وما لم تقرع اجراس التفاهمات الاقليمية معطوفة على إرادات دولية، (يا لمرارة السخرية ايتها اللبننة البلهاء) لن يقرع جرس السمسمية ليدخل اطفال الحضانة السياسية الشاطرون الى الصف!

التصريح الثاني جاء من الرئيس تمام سلام ربما من وحي واقع الحضانة السياسية في لبنان السعيد، فقد كرر رفض تحميل حكومته مسؤولية الفراغ وأبدى خشيته من انتقال الخلاف على الرئاسة اليها معتبراً ان تسلّم الحكومة سلطات الرئاسة هو بمثابة تجرّع الكأس المرّة، ولهذا أقول لرئيس الحكومة ان عليه ان لم يكن قد تمرّن كفاية على شرب الكؤوس المرّة عندما نام على كوابيس التأليف ١١ شهراً ثم على تسطير البيان الوزاري ٢٩ يوماً، ان يبدأ فوراً بالبحث عن شراب العلقم لأنه سيتجرع منه الكثير!

من الطبيعي ان ينعكس الخلاف السياسي الذي سينتج الفراغ الرئاسي على عمل الحكومة وان يصعّب ادارتها للبلاد وشؤون الدولة، ولكن البلاد يتيمة يا دولة الرئيس والدولة عطيلة كما تعلمون، ولهذا فإن الحديث عن اتخاذ موقف ترفضون من خلاله تحميل الحكومة مسؤولية الفوضى او العودة عن الخطوات الايجابية التي تحققت بعد تأليفها على صعيد الأمن والادارة، قد لا نجد تفسيراً له سوى انزلاق لبنان الى الفراغ المثلث: فراغ الرئاسة وفراغ الحكومة اضافة الى البرلمان المفرّغ!

فليكن الله في عونكم وعوننا آمين!