لبنان على خطّ الزلازل الطبيعية والسياسية والامنية والارتدادات تصيب الساحة الداخلية برمتها ويبقى الفيلق الاقليمي تقول مصادر سياسية منطلقا لتحريك الارض اللبنانية في اي توقيت نظرا لعدم قدرة لبنان على تلقي الهزات في ظل حجم التطورات في المنطقة والتي بدأت تؤسّس لخارطة جديدة قد تقلب الواقع الذي كان سائدا رأسا على عقب في سياق متغيرات على قدر كبير من الأهمية، لكن لبنان «من دون دف يرقص» وعليه، الهزة الطبيعية التي حصلت على وقع المونديال الكروي، حيث الحماس الذي كان يبلغ ذروته، فذلك أدّى الى عدم شعور الكثيرين بتلك الهزّة، وقد زادت من قلق اللبنانيين ومخاوفهم على مصيرهم، بمعنى لا يكفي لبنان هموماً ومشاكل وأوجاع حتى تأتي الهزة الطبيعية وليس النوبة كما درجت تسميتها مؤخرا، لتزيد الطين بلة في معاناة هذا البلد الذي يقضي أيامه دون رئيس للجمهورية، وتلك ظاهرة غريبة عجيبة لم تحصل لدى «قبائل الزولو» ولا في «بلاد الماوماو».
من هنا، تكشف المصادر ان المعلومات المستقاة في الأيام القليلة الماضية ومن عواصم اقليمية ودولية لا توحي بحصول الاستحقاق الرئاسي في فترة قريبة، بل الأمور تتجه الى اطالة أمد الشغور وقد ينبت العشب الأخضر في قصر بعبدا قبل أن يجلس الرئيس العتيد على كرسيّ الرئاسة الاولى، وذلك مرده الى التطورات الاقليمية وحيث ينقل مرجع سياسي عن رئيس دولة كبرى، ان الاحداث العراقية ستغير وجه المنطقة وسنشهد خلال المرحلة المقبلة تطورات دراماتيكية وكل الاحتمالات واردة من تدخلات غربية او تفتيت وتقسيم في الشرق الاوسط وتحديدا من الخط الممتد من فلسطين الى العراق فسوريا فلبنان، وفي غضون ذلك تتابع المصادر مشيرة انه وفي سياق هذه المجريات والتطورات من الطبيعي ان لبنان سيصله «طرطوشة» لا يُستهان بها باعتباره طري العود ولا يتمتع بمواصفات مقاومة هذه العواصف الهوجاء سياسيا وأمنيا، وازاء ذلك ستؤثر تلك المسائل على استحقاقاته الدستورية وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي الذي سيبقى يدور ويدور في حلقة مفرغة.
وفي سياق متصل، عُلم من جهات واسعة الاطّلاع ان موفدَين باباويَين زارا لبنان في الأيام القليلة الماضية من أجل استكشاف الأوضاع والعمل والسعي لحض المعنيين من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار الفاتيكان قلقة من جرّاء الشغور الرئاسي وقلقة على هذا البلد وسعت عبر ايفادها موفدين الى لبنان من اجل امكانية تقريب وجهات النظر بين القيادات المسيحية وتوافقها على رئيس عتيد للجمهورية، وبالتالي تحصين الوجود المسيحي في المنطقة في اطار التعايش التاريخي بين المسلمين والمسيحيين.
وتكشف الجهات عينها ان لقاء حصل بين الموفدَين الباباويَين والعماد ميشال عون، انما عُلم ان اللقاء لم يكن كما يرام اذ تحاول عاصمة الكثلكة في العالم ايجاد مرشح توافقي يرضى به المسيحيون والمسلمون على حد سواء وجرت المحاولة لاقناع العماد ن بضرورة القيام بدور محوري في هذا السياق، اي ان ينسحب جنرال الرابية ويكون له موقف ودور في التسمية وبلورة هذا الاستحقاق، لكنه كان متشدّدا ورافضا هذه الصيغة متمسكا بخوضه الاستحقاق، ولهذه الغاية لم يصل هذا الوفد الباباوي الى أية نتيجة تُذكر خلال لقائه بعون.