IMLebanon

الفراغ” يُعطِّل “الاتفاقات التاريخية”!

عن ظاهرة أحزاب المناطق في الهند تحدَّث المتابع نفسه لأوضاعها في “الادارة” الأميركية الثالثة المهمة اياها، قال: “صحيح هناك أحزاب مناطقية مهمة في الهند. وهناك نوع من اللامركزية. لكن الحكومة الجديدة بعد الانتخابات قد تحدّ قليلاً من هذه اللامركزية اذا عملت جدياً على الصعيد الاقتصادي. أما اذا لم تفعل ذلك فان اللامركزية ستزيد”. هل يمكن أن يؤدي ذلك الى الانقسام أو التقسيم؟ سألتُ: “لا أعتقد الاّ من حيث الصراع الذي ربما يخلقه تفاوت المداخيل بين المواطنين الهنود. ليس في الهند ارهاب من الداخل. فيها فقط الارهاب الذي يأتي من الخارج. وما حصل في مومباي قبل سنوات هو مثَل على ذلك. في الهند بقايا أحزاب ماركسية، لكنها ليست خطِرة ولا خطيرة”.

ماذا في جعبة مسؤول رفيع يتابع قضايا الشرق الأوسط في “الادارة” الأميركية المهمة الثالثة نفسها؟

بدأنا اللقاء بالحديث عن المملكة الأردنية الهاشمية، قال: “الملك عبدالله الثاني كان يقول: “أيام والدي الملك حسين كان الوضع أفضل من الآن. والآن ربما يكون أحسن من الوضع الذي سينشأ أيام من سيخلفني في الأردن”. في الأردن مشكلة سوريا واللاجئين منها اليه. صحيح أن قسماً من هؤلاء يقيم في مخيمات. لكن 80 في المئة منهم يقيمون خارجها. وفيه أيضاً مشكلة الاقتصاد. وعنده ثالثاً مشكلة فلسطين – اسرائيل. وعنده رابعاً مشكلة “الاخوان المسلمين” في الداخل والاصلاح وما الى ذلك. كما عنده خامساً وأخيراً وليس آخراً المشكلة بين الفلسطينيين والشرق أردنيين. لكن على رغم ذلك يمكن القول أن الحال ماشي في الأردن. حتى الآن لم تتردَّ الأمور. هذا وضع يشبه بلادكم وخصوصاً من حيث لجوء أعداد كبيرة وضخمة من السوريين اليه، ومن حيث عدم وجود مخيمات تؤويهم، الأمر الذي جعلهم يعيشون بين الناس أو معهم، والمقصود طبعاً أبناء الشعب اللبناني”. علّقتُ: لكن هناك فرقاً. في الأردن دولة حقيقية وشعبها واحد ولا تخرقه الانقسامات وخصوصاً الدينية. الغالبية من شعبه مسلمة وسنّية. والحساسية الأردنية – الفلسطينية على أهميتها وخطورتها لا يزال احتواؤها ممكناً، وعند الأردن حماية دولية وإقليمية، ويتلقّى مساعدات متنوعة. كما أن اسلامييه ليسوا مشكلة متفجِّرة الآن. لكنها قد تنفجر مستقبلاً وخصوصاً اذا أصبحوا طرفاً في صراعات الداخل الأردني.

أما في لبنان فليست عندنا دولة فعلياً. وليس عندنا شعب فعلياً بل طوائف ومذاهب يتصرف كل منها على أنه أمَّة. وأخطار اللاجئين السوريين اليه كبيرة أبرزها قد يكون انخراطهم في الصراعات اللبنانية. ردّ: “في الأردن وتحديداً في السَلْط وهي مدينة غير متطرفة أساساً قيل لي أن شباناً صغاراً من عائلة أو أكثر ذهبوا الى سوريا للقتال مع المتطرفين والمتشددين. هذا أمر مُقلِق. هل يحصل مثله في لبنان أو هل حصل مثله”؟ أجبتُ: انصافاً أقول أنه في البداية ذهب لبنانيون الى سوريا لمساعدة الثوار ولكن ليس من منطلق اسلامي متشدّد. كما حصل تهريب للأسلحة والمقاتلين المتنوعين، لكن مع الوقت صار بعض المنظمات المتشددة يجنِّد شباباً لبنانيين أو غير لبنانيين في لبنان ويرسلهم الى سوريا.

ثم سألتُ: هل من خطر على الأردن؟ أجاب: “ليس هناك خطر داهم، وليس هناك خطر الآن. وليست هناك منازعة للسلطة الملكية على رغم وجود بعض الملاحظات على أداء السلطة، وعلى رغم انطلاق مطالبات شعبية بالاصلاح، لا يريد أردنيو الأردن (الشرق أردنيين) وفلسطينيوه أن يحصل في بلادهم ما حصل في سوريا. ويحظى الأردن بدعم من أميركا واسرائيل والسعودية. في المستقبل لا أحد يعرف ما يمكن أن يحصل”.

انتقلنا الى لبنان فسألتُ: هل ترى فراغاً رئاسياً في لبنان؟ أجاب: “نحن في لبنان كنا من المؤيدين لتأليف حكومة أي لتلافي الفراغ الحكومي. أُلِّفت واحدة، وهي تحاول القيام بأعمال معينة. وهذا جيِّد. لكن القول أن الحكومة هي بديل من رئيس الجمهورية في حال عدم انتخاب رئيس جديد بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان، قول في غير محله. ذلك أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً. فضلاً عن أن الفراغ الرئاسي سيعطِّل الاتفاقات التاريخية بين اللبنانيين، ويفتح الباب أمام كل أنواع المطالبات والصِيغ والحلول”. سألتُ: هل لديك فكرة إذا كان سيُنتَخَب رئيس للبنان ومن يكون؟ بماذا أجاب؟