ما الذي يجمع بين المرشح الرئاسي الأفغاني عبدالله عبدالله ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس السوري السابق بشار الأسد.. ولبنان وأوكرانيا؟
الجواب: خيط إيراني واحد (مع تفصيل روسي!) يربط بين تلك الأسماء ويضبّها تحت خيمته السياسية، ثم يروح بعد ذلك ليشيع خبريات من نوع ان «الأمن القومي» لإيران مرتبط بكل إسم من تلك الأسماء لوحده! ثم بها وبجغرافياتها ككل!
يرفض عبدالله عبدالله نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدم خصمه أشرف غني عليه. ويتحدث عن تزوير ويعلن نفسه رابحاً! وعبدالله هذا مرشح إيران لرئاسة أفغانستان!
يرفض العراق بشيعته وسنّته وعَرَبه وكُرده بقاء المالكي في منصبه أو الترشح لولاية ثالثة، فيرفض ويتحدث عن فوزه في انتخابات ديموقراطية! علماً انه قبل أربع سنوات بالتمام فاز إياد علاوي وتحالفه بالانتخابات لكن إيران رفضت النتيجة وركّبت تحالفاً جاء بـ«مرشّحها» المالكي لرئاسة الحكومة!
يرفض السوريون.. والإصرار والتكرار واجب: يرفض السوريون، أي اغلبية الشعب السوري استمرار تسلّط النظام البعثي الفئوي عليهم وإبقاءهم في الأسر والفقر والقنوط والحاجة، وتحت جناح الذّل وعلى هامش الدنيا، ويخرجون لملاقاة الشمس والأنوار والهواء ورياح الحرية.. فتأتي الإبادة ردًّا عليهم! ثم يظهر على الملأ كلام يقول إن ايران، وخصوصاً بعد انفجار تموز 2012 بالضباط الكبار في دمشق، قررت أنها «ستنتصر» في سوريا. وستمنع سقوطها في أيدي أعدائها!.
.. في لبنان، قبل الآن بقليل، وفي انتخابات تشريعية وعلى دفعتين، واحدة في العام 2005 وثانية في العام 2009، وهذه كانت إستثنائية وسبقتها وعود كبيرة وكلام أكبر وخلاصات قطعية أبرزها «فليحكم من يفوز فيها»! ومع ذلك فازت 14 آذار لكن 8 آذار حكمت بالحديد والإرهاب والمدى الإيراني ـ الأسدي!
استحضار أوكرانيا في هذه الصورة هو للتلوين، باعتبار أن الإطار والمضمون ذاته: خسر حليف موسكو الانتخابات في كييف فاندلعت الحرب وتكاد أوكرانيا تُقسَّم! تناسل الأداء الايراني في هيئة روسية. وأتذكر أن الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز حذر في آخر انتخابات أجراها قبل وفاته، من أن خسارته فيها ستعني حرباً أهلية! تناسل ممانع!
في كل الحالات كبّرت الحجر إيران كثيراً وما عادت قادرة على رميه: «مرشّحها» الأفغاني ليس أحسن حالاً من «مرشحها» العراقي، ولا دميتها الأسدي. والقوس الذي انكسر، دون إعادة تلحيمه خرط القتاد!.