IMLebanon

القومي: بكركي شطبت العلم رقماً من أبنائها ومنحت العميل عقل هاشم رقيماً بطريركيّاً

كان مقررا ان يقام ظهر امس الاحد، قداس وصلاة ووضع البخور عن راحة نفس المرحوم المحامي نبيل العلم في كنيسة مار يوحنا – مرقس – انطش جبيل، كما جاء في النعي الذي ورد في الصحف، ودعت فيه عائلة الفقيد الى مشاركتها في الذبيحة الإلهية التي سيترأسها المطران جوزف معوض النائب البطريركي، وتقبل التعازي قبل القداس وبعده في صالون الكنيسة.

الا ان بيانا عن العائلة صدر يوم الجمعة، يعلن الغاء القداس، بعد ان رافقت الاعلان عنه «مجموعة من الشائعات والاقاويل والبلبلة وامتدت الى مواقع التواصل الاجتماعي لتواجه بأقاويل وتحديات مضادة، وتطور اللغط الى تهديدات وتحديات بين المحازبين، مما احرج نتيجة لذلك رجال الدين والامن في آن واربك العائلة واهل الفقيد ايضا، وبناء على هذه المعطيات والظروف وحرصا على سلامة الناس وامن المدينة والسلم الاهلي، تقرر الغاء القداس والجناز».

بيان العائلة كان في قمة الحكمة والعقل على حدّ قول مصادر قومية، اذ يؤكد شقيق العلم اميل، ان القداس لم تكن له صفة حزبية او سياسية بل دينية واجتماعية، وتقبل التعازي، الا ان دخول قوى من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي انتمى نبيل العلم اليه، واعلانه انه سيشارك بوفد مركزي وتحرك الكتائب و«القوات اللبنانية» والتدخل والضغط واجراء اتصالات مع مراجع دينية وسياسية وامنية لمنع القداس، خلقت حالة من التوتر والغليان والاستنفار، مما دفع آل العلم لأن يقرروا الغاء القداس، لان امن جبيل وسلامة المواطنين، هما فوق كل اعتبار، كما يقول اميل العلم الذي اكد انه وعائلته لا يريدون تحمل سقوط نقطة دم، فكان قرار الالغاء، لا خوفا ولا رعبا ولا تراجعا ولا جبناً ولا اي امر اخر، بل الحفاظ على السلم الاهلي فقط، وعدم اراقة الدماء.

والعقلانية التي تحلت بها عائلة الفقيد واقاربه واصدقاؤه ورفقاء له من القوميين الاجتماعيين لم تقابلها البطريركية المارونية بمثلها، بحسب المصادر القومية، فجرى التجاوب مع طرف حزبي وهو الكتائب لجهة رفض ترؤس قداس لشخص مسيحي ماروني، لم يشارك في الحرب بمعناها القذر، بل بالمقاومة الوطنية، وفق ما يؤكد رفقاء قوميون للعلم الذين ينظرون اليه، انه مطلق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي وعملائه، عندما نفذ مع حبيب الشرتوني عملية اغتيال بشير الجميل الذي لم ينكر علاقاته بالعدو الاسرائيلي ولا تنسيقه مع قادته لاجتياح لبنان وان يصبح رئيسا للجمهورية ويوقّع معاهدة صلح مع الكيان الصهيوني الذي التقى فيه رئيس الحكومة مناحيم بيغن ووزير الدفاع ارييل شارون والقادة السياسييين والعسكريين والامنيين الصهاينة، حيث ظهر معهم في الصور، وكان مرافقا لشارون اثناء الغزو الصهيوني للبنان وتدمير مدنه وقراه ومحاصرة عاصمته بيروت وقتل وتهجير آلاف اللبنانيين.

فالعلم والشرتوني، وفق توصيف رفقائهما من القوميين كما من الوطنيين والمقاومين اللبنانيين، هما من مؤسسي المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي وعملائه، ولو خضعا للمحاكمة، لجرت تبرئتهما كما قال احد القوميين الذين عرفوا العلم الذي ابتعد عن النشاط السياسي والحزبي بعد ان رأى ولمس كيف جرى التخلي عنه وعن الشرتوني الذي قبع في السجن حوالى عشر سنوات دون محاكمة وفي عهد امين الجميل، لأنه لو حصلت، لكانت تبرئته حتمية وتحميه القوانين اللبنانية التي لا تدين او تعاقب من يقاوم الاحتلال، وان المقاومين له يجب ان يكرموا، وان الدستور اللبناني نص على مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل المتاحة، وتم التشريع للمقاومة بالبيانات الوزارية المتعاقبة للحكومات، التي حظيت بثقة مجلس النواب، وصنفت مع الجيش والشعب كمقولة ذهبية ساهمت في تحرير الارض من الاحتلال الاسرائىلي.

ففي زمن اصبح التعامل مع العدو الاسرائيلي وجهة نظر، وبات العملاء ضحايا والمقاومين مجرمين وفق ما صدر من مواقف ومنها اخيراً للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي خاطب العملاء لاسرائيل بالضحايا كما يقول احد القوميين الاجتماعيين، فانه من الطبيعي ان تنشأ حالة سياسية وحزبية وشعبية لدى جهات لبنانية ترفض احتضان قداس لنبيل العلم الذي خطط مع الشرتوني لاغتيال بشير الجميل، لانهما شاهداه مع شارون شريكاً في الغزو للبنان الذي دافعا عنه وعن سيادته واستقلاله، وحرية شعبه.

لقد قصد اهل نبيل العلم، ان يقيموا له ما تلزمهم به الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية والواجبات العائلية قداساً وجنازاً، الا ان الكنيسة المارونية تقول المصادر القومية لم تستجب لهم، وهي هنا تكيل بمكيالين، فتصلي على العملاء ومن ابرزهم عقل هاشم الذي كان ضابطاً في «ميليشيا لحد» ونائباً لأنطوان لحد، ومنحه البطريرك نصرالله صفير رقيماً بطريركياً، وهو قتل في عملية للمقاومة التي استفزها هذا الرقيم، في حين ان العلم الذي الغت عائلته القداس لمنع حصول صدام او سقوط دماء، فان كنيسته شطبته رقماً من عديد ابناء رعيتها، لأن ثمة ثقافة سادت لدى احزاب وتيارات ورجال دين مؤثرين في الكنيسة، برروا التعامل مع العدو الاسرائىلي، حتى ذهب بعضهم مثل حزب الكتائب الى التعامل المباشر معه، وهذا موثق ولم يتم انكاره، وكان على حزب الكتائب ان لا يعيد فتح هذا الملف، لانه ليس لصالحه، كما يقول القومي المخضرم، وكان عليه ان يترك للعائلة ان تقيم القداس، دون تهويل وضغوط، ولانها لم تدع الى احتفال حزبي، والدعوة لم تكن سياسية، ولا وجود في البرنامج لكلمات، وكان على بكركي ان تسمح ببقاء القداس لانها تلغي صلاة عن روح غابت.