IMLebanon

الكارثة!

 

ليست معركة تلك الدائرة في عرسال بل كارثة. مثلما أنّ تدخّل «حزب الله» في سوريا ليس سياسة ولا عسكرة ولا فذلكة ولا مقاومة بل فضيحة نكبوية فتنوية كاملة الأوصاف ولا تحتاج إلى أي إضافات.

والكارثة في عرسال تكمن في أنّها وقعت أولاً وأصابت البلدة وأهلها والجيش وقواه وعسكره ثانياً، وعلى أيدي تلك الجماعات التي نجحت وتنجح ثالثاً (ودائماً!) في تنفيذ ما عجزت وتعجز سلطة بشار الأسد عن تنفيذه وبطريقة أنجح وأنجع بكثير من طرق قواتها وشبّيحتها وذبّيحتها وحلفائها اللبنانيين.. وخصوصاً في شأن «معاقبة» عرسال على موقفها من النكبة السورية منذ «تباشيرها» الأولى!

صحيح تماماً بتاتاً الموقف الداعي إلى دعم الجيش الوطني في تصدّيه لتلك الجماعات الإرهابية التكفيرية الفاجرة. والأمر لا يحتاج إلى سؤال ولا استفسار، وليس فيه رجفة وجل أو تردّد واحدة. كما لا يحتمل أي شطط في الحساب والقراءة..

لكننا إزاء كارثة ما كان يجب أن تحصل.. هي في المحصّلة، كارثة ناتجة عن خلل متراكم منذ اللحظة التي قرّر فيها «حزب الله» أنّه أقوى من الشعب السوري، ومن الدولة اللبنانية وسلطاتها وقراراتها ومجلس وزرائها ومن المنطق البديهي السليم الذي حمله «إعلان بعبدا» في الأساس والذي هو في مضمونه الفعلي العميق والسطحي يعني المحافظة على الصيغة الوطنية اللبنانية، ووضعها في مصاف أرقى وأهم وأنبل من «الواجب الجهادي» المتمثّل بالمحافظة على سلطة الأسد!

ليس بسيطاً الدخول في التفاصيل (بل الأفضل تفاديها)، لكن كارثة عرسال تدلّ في جانبها الصارخ، على الخطيئة التي ارتكبها «حزب الله» في حق نفسه وحق بلده وحق الجيش والوحدة الوطنية والدولة ومؤسّساتها وقدراتها عندما قرّر واعياً أن يذهب إلى سوريا لمقاتلة أهلها مفترضاً أنّه قادر على التحكّم بردود الفعل!

تلك هي النافذة التي جاءت منها ريح الأشرار وعصفت بالدار!

.. يبقى قبل ذلك وفوقه ودائماً وأبداً، أنّ جيش لبنان صنو وجوده. هو أهلنا وربعنا وعشيرتنا وَعَلمُنا وأمننا وبقاؤنا ونقاؤنا ورجاؤنا وعمود خيمتنا وصمّام أمان دولتنا.. رحم الله شهداءه الأبطال والصناديد، وأنقذه وحماه من بعض «داعميه» و«مسانديه» وخصوصاً في معركتَيه الكبيرتين ضدّ «فتح الإسلام» في نهر البارد بالأمس و«داعش» الأسدية في عرسال اليوم!