IMLebanon

اللواء ابراهيم أو وزير دولةٍ لشؤون التفاوض

المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يحظى بثقةٍ عالية في الداخل والخارج، من أهالي مخطوفي أعزاز إلى راهبات معلولا، ومن الأجهزة الأمنية المختصّة في المانيا إلى تلك في تركيا وقطر. يعرف كيف يبادر تحت سقف القانون والصلاحيات المعطاة له ووفق شعوره الوطني، ويعرف متى يُقدِم ومتى ينكفئ بحسب المعطيات المتوافرة بين يديه، إلى درجة يمكن أن يُطلَق عليه وزير دولة لشؤون التفاوض.

***

حين تمّ اختطاف العسكريين من جيشٍ وقوى أمن لبناني إثر أحداث عرسال الأخيرة، وتبيَّن أنَّ عملية الإختطاف هي بهدف المقايضة مع مسجونين في السجون اللبنانية، توجَّهت الأنظار إلى اللواء ابراهيم صاحب الباع الطويلة وطول الأناة في ملفات مشابِهة، فهو سبق أن نجح في إطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز في مقابل إطلاق الطيَّارَيْن التركيين اللذين اختُطِفا على طريق المطار، وجاءت مبادرته آنذاك بعدما سُدَّت المنافذ بالنسبة إلى المبادرات الأخرى وانقطعت كل الآمال فيها.

النجاح في إطلاق مخطوفي أَعزاز لم يكن الإنجاز الوحيد للواء ابراهيم، فهو نجح أيضاً في إطلاق راهبات معلولا، ولكن هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟

المعلومات الموثوقة تؤكِّد أنَّ اللواء ابراهيم أمامه عدَّة ملفات يعمل عليها منذ عدة شهور، وهي ملفات المطرانين المخطوفين وملفات صحافيين مخطوفين، وهذه المهامُ الجِسام لم تُثنِه عن متابعة الملفات المرتبطة بالإرهاب والتي وضعته في دائرة الإستهداف من المجموعات الإرهابية.

***

أضيفَ إلى هذه المهام ملفُ العسكريين من جيشٍ وقوى أمنٍ داخليّ، هذا الملف في غاية التعقيدات للأسباب التالية:

الخاطفون أكثر من جهة، فهناك تنظيم داعش وهناك جبهة النصرة.

المطالبُ لم يتم تحديدها بعد بشكلٍ واضح.

بالتأكيد هناك بلد أو أكثر، يمكن أن يؤثِّر على الجهات الخاطفة، لذا فإنَّ التفاوض ليس بالضرورة أن يتمَّ مع الجهة الخاطفة، بل مع معنيين في الدولة أو الدول التي تؤثِّر عليهم.

***

إنطلاقاً من هذه المعطيات باشر اللواء ابراهيم مهمّةً في غاية الدقّة والأهمية، فهو زار عاصمة إقليمية يُرجَّح أنها أنقرة، كما أنَّ هناك عاصمة ثانية، عربية، على جدول الرحلات، للغاية عينها.

صحيحٌ أنَّ بعض المسؤولين اللبنانيين ينفي هذا الدور، لكنَّ العالِمين بتطورات الأمور يلوِّحون إلى أن هذا النفي تقتضيه ظروفُ المهمّة، التي يُفترض أن تبقى غامضة وغير واضحة المعالِم، حفاظاً على ظروف نجاحها. ولا يمكن قول الكثير في هذا المجال لأنَّ المهمّة مازالت في بداياتها.

***

وفيما اللواء ابراهيم يتحرَّك في ظروف بالغة التعقيد وفي سريّةٍ مطلقة، كان وزيرُ العدل أشرف ريفي يُحدِّد الإطار الذي تتحرَّك داخله هذه القضية. اللواء ريفي كان يتحدَّث إلى الزميل مرسال غانم في برنامجه الناجح كلام الناس، الذي يستقطب أكثر عدد من المشاهدين سواء في الداخل أو في الخارج، فكشف أنَّ رئيس الحكومة تمام سلام يدير شخصياً ملفَّ المفاوضات مع المسلحين في موضوع الأسرى والرهائن، من الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

اللواء ريفي بدا حازماً حين قال:

لست مع أيِّ مقايضةٍ تمسُّ الهيبة اللبنانية، وعندي الثقة الكاملة أنّنا سنسترجع العسكريين.

اللواء ريفي ألمح إلى أنَّ الملفَّ في أيدٍ أمينة من دون أن يوضِح أكثر، فقال:

في النهاية هناك خلية أزمة لديها ثقتنا الكاملة.

***

حركة اللواء ابراهيم، تظهر أنَّ ثمة خيط رفيع يبعثُ على الأمل، في استرداد الجنود وعناصر قوى الأمن الداخلي بأمان إلى أهاليهم