اذا كان المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني تمكن من جمع ممثلي 43 دولة في العالم كتأكيد للدعم الدولي للبنان والمحافظة على الاستقرار فيه، وإشارة قوية الى وحدة المجتمع الدولي حول سيادة لبنان وأمنه، فان غياب ممثلي الدول الخمس الكبرى، اي وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، وفرنسا لوران فابيوس، وبريطانيا وليم هيغ، والصين وانغ يي، وانتداب من يمثلهم، وجه رسالة مقابلة مفادها ان “اهتمامات تلك الدول بلبنان هي قيد المراجعة في ظل الانقسام الحاد بين القوتين السياسيتين الرئيسيتين 8 و14 آذار التي منعت انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد مرور 25 يوما على خلو كرسي الرئاسة”.
وأبدى المجتمعون “أسفهم العميق لعدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ضمن المهلة التي حددها الدستور. وعبروا عن دعمهم الكامل للحكومة اللبنانية في تأدية واجباتها خلال هذه الفترة الانتقالية وفقا لاحكام الدستور الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأكدوا أهمية انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن في سبيل الثقة والاستقرار في لبنان”. وذكروا بأهمية الاستمرار في احترام سياسة النأي بالنفس والتزام اعلان بعبدا.
ولفت البيان الختامي الذي تضمن 12 بندا الى ان المجتمعين “أخذوا في الاعتبار الضغوط الاستثنائية على القوات المسلحة اللبنانية وأقروا باستجابتها الفاعلة للتحديات الامنية المتزايدة في لبنان”، مشددين على ان هذه القوات “لا تزال عنصرا أساسيا وكذلك رمزا لوحدة لبنان الوطنية”.
الرئاسة المؤجلة
أما في الداخل، فلا جديد في الاستحقاق الرئاسي في ما عدا التصعيد الذي رافق الحوار المتلفز للنائب ميشال عون الذي أطلق مواقف متشددة في الموضوع الرئاسي خلال مقابلة مع محطة “أو تي في” مساء، وكشف أنه عرض على الرئيس سعد الحريري ضمان أمنه السياسي بالتحدث إلى جميع الأطراف “ولكن من موقعي كمسؤول”. ورد على اتهامه بالسعي إلى فرض معادلة “أنا أو لا أحد” لرئاسة الجمهورية بقوله “إنهم يريدون رئيساً يمثل 1 في المئة. ولو كانوا يعرضون أحداً يمثل أكثر من 5 في المئة لكنت قبلت”. ورفض المبادرة التي أطلقها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مشيراً إلى أنه لم ينل أصوات نواب الفريق الذي ينتمي إليه، ومؤكداً عدم المشاركة في جلسات انتخابية يمكن أن تخرج برئيس – مفاجأة لا يمثّل. وشدد على أنه لن يجيّر أصواته لأي مرشح آخر كما فعل عام 2008.
وأعلن أنه سيبدأ في المرحلة المقبلة بطرح قانون جديد للانتخابات النيابية التي يجب أن تجري حتى لو بقي موقع الرئاسة شاغراً، مذكرأ بأنه لا يعترف بمجلس النواب الحالي الممدد لنفسه وصولاً إلى “تغيير جذري في النظام”. ورأى أن حقوق المسيحيين مهدورة وإنه الأقوى بين ممثليهم. وأضاف إن أمور الآخرين ستتعثر أكثر كلما تقدم الوقت خلال الأشهر المقبلة. وخاطب المسيحيين قائلا: “لن أدعكم تبكون مرة أخرى”، والمسلمين: “لا يعتقد أحد أن الوقت لمصلحته. مصلحتكم أن تنهوا الموضوع الآن”.
في المقابل، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره ان لا جديد في الموضوع الرئاسي والجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم الاربعاء. وأوضح انه سيستمر في الدعوة الى هذه الانتخابات لكنه سيتمهل اكثر في تحديد مواعيد لهذه الجلسات في شهر رمضان “وأتخوف ان تتكرر تجربة 2007 و2008 عندما عقدنا 20 جلسة ولم ننجح آنذاك في انتخاب رئيس”.
الحريري – جنبلاط
وعلمت “النهار” من باريس، ان اللقاء المرتقب للرئيس سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط سيتم مساء الجمعة الى عشاء يقيمه الرئيس الحريري في دارته. وسيتخلل اللقاء تشاور في آخر تطورات الاستحقاق الرئاسي من زاوية ان الزعيمين السني والدرزي يمكنهما ان يساعدا في انجاز هذا الاستحقاق ضمن ما تقرره القوى المسيحية نفسها.
السلسلة
وأما موضوع سلسلة الرتب والرواتب فيبدو انه بلغ مرحلة متقدمة من البحث تبشر بامكان الاتفاق عليه على رغم ان الفجوة ظلت قائمة حتى ليل امس. ومساء عقد اجتماع مشترك بين ممثلين لقوى 14 آذار برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة عرض خلاله موضوع السلسلة والواردات من الـ TVA والكهرباء والبناء الاخضر الى البحث في الاسلاك العسكرية والدرجات الست للمعلمين التي يجب ان يتزامن التزامها مع واردات تغطيها.
ومن المرجح ان يناقش بري ورؤساء الكتل والنواب اليوم ما وصلت اليه الاتصالات الجارية. وفي هذا المجال جرى اتصال بين الرئيس السنيورة ووزير المال علي حسن خليل، الى التحرك الذي يقوم به النائب ابرهيم كنعان بين الكتل. ويقول بري انه لم يتلق حتى الان اي أجوبة محددة في مسألة السلسلة “وانا منفتح على أي مناقشات داخل المجلس وتحت سقفه وليس خارجه ولست مع اي لجان جديدة. لننزل جميعنا الى البرلمان ونناقش السلسلة وبنودها وأرقامها الخميس”.
وعلمت “النهار” ان لقاء سيجمع اليوم بري والسنيورة في ساحة النجمة على هامش الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس من اجل التشاور في مخرج. وعلم ان بري أيد ضرورة التوازن بين النفقات والورادات بما يلاقي ما يطرحه السنيورة، لكن التباين هو في الارقام المتداولة للواردات. ففي حين يعتقد بري ان زيادة تعرفة الكهرباء على الاستهلاك الذي يتجاوز الـ500 كيلوواط (يرفع السعر من 200 الى 300 ليرة) من شأنها ان توفر مبلغ 450 مليار ليرة، تفيد دراسة للمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ان حصر الزيادة بشطر الـ 500 كيلوواط يؤمن فقط 125 مليار ليرة. ولكي تتأمن الـ 450 مليار ليرة يجب ان ترفع التعريفة على كل الشطور. أمر آخر يتعلق بزيادة الرسم على الـ TVA، ففي حين يقترح وزير المال رفع الرسم من 10 الى 15 في المئة على الكماليات يقترح “المستقبل” ان يرفع الرسم واحداً في المئة ليصير 11 في المئة على أساس ان هذه الضريبة لا تطاول السلع الاساسية للبنانيين. وفي توجه “المستقبل” ان تكون هناك عدالة في السلسلة بين المعلمين والموظفين والعسكريين وتوازن بين الورادات والنفقات على أمل ان يكون التشاور اليوم فرصة لانجاز تسوية غدا من شأنها تجنيب الموازنة العامة أية مخاطر.
مجلس الوزراء
وعلى الصعيد الحكومي، علمت “النهار” ان مشروع تشكيل لجنة طوارئ مصغّرة منبثقة من مجلس الوزراء طرح على بساط البحث لكن الرئيس تمام سلام لم يعلن قراره في هذا الصدد وسط مقاربتين دستورية وسياسية. والفكرة الاساسية المتصلة بالمشروع ان هناك تطورات في لبنان والمنطقة تستدعي جهوزية لمواكبتها.
وفي سياق متصل استمرت المشاورات لبلورة اتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء لا يبدو انها واردة هذا الاسبوع وفق المعطيات التي توافرت حتى ليل امس.