IMLebanon

المالكي ليس دُمية إيرانية

تابع المسؤول نفسه، المتابع أوضاع العراق في “الادارة” الأميركية المهمة الثالثة اياها كلامه عن رئيس الوزراء المالكي ومسؤوليته كما مسؤولية الآخرين عن غياب الحلول، قال: “الأكثر خطورة اليوم هو كما قُلت غياب الحدود الجغرافية بين سوريا والعراق في مناطق سُنَّة كل منهما. وهناك تعاون حقيقي بين ارهابيي الدولتين من السنّة كما بين شيعتهما. والمقصود هنا شيعة العراق وعلويو سوريا رغم غياب تجاور حدودي جغرافي بينهما. وما كان يحصل قبل الثورة في سوريا، يوم كان الرئيس الأسد يستقبل من الحدود اللبنانية والتركية وربما الأردنية ارهابيين اسلاميين ويأويهم وربما يدرِّبهم، ثم يرسلهم الى العراق لقتال قوات أميركا فيه (قبل الانسحاب طبعاً)، يحصل اليوم ولكن بطريقة معكوسة. فغالبية الانتحاريين الذين يفجِّرون أنفسهم في العراق اليوم وقبل اليوم يأتون من سوريا. وهذا وضع خطير خصوصاً اذا استمر. في الـ2007 أو الـ2008 حصل ردّ فعل من الشيعة العراقيين على تفجيرات الارهابيين السنّة التي استهدفتهم شعباً ومناطق وحتى مقدَّسات بغطاء ما من المرجعية الدينية الشيعية، وذلك بعدما صار السكوت غير ممكن. لكن الآن، ورغم كل الضحايا البريئة التي تسقط بفعل العمليات الارهابية اليومية تقريباً في بغداد وخارجها، لا يزال الشيعة يرفضون الانجرار للرد عليها تلافياً للحرب الأهلية. لكن اذا حصل عمل ارهابي كبير (تفجير) في النجف مثلاً أو غيرها من المدن المقدسة فان الحرب ستبدأ ولن تتوقف. السيد مقتدى الصدر انسان غير مستقر. ولا نعتقد أن ايران تمون عليه. فهو يريد كل شيء أو أشياء كثيرة. يريد أن يكون سياسياً وقائداً شعبياً وقائداً لميليشيا ومرجعاً دينياً كبيراً. تارة يطلِّق السياسة، وطوراً يعود اليها. وهذا ما فعله أخيراً اذ عاد بعد اعلانه تركها وطلب من وزرائه في حكومة المالكي البقاء فيها. وهو يحضِّر الآن للمعركة الانتخابية في محافظات الجنوب (حصلت وأُعلنت نتائجها). وزراء الصدر في الحكومة لا يستقبلوننا ولا “ينوجدون” معنا أبداً. ولذلك فإننا لا نزورهم. نحن انسحبنا من العراق عسكرياً. وقرارنا اليوم في العراق وخارجه هو عدم التورُّط عسكرياً. لن نرسل عسكراً. أساساً العراقيون رفضوا أن يبقى لنا وجود عسكري في بلادهم. المالكي رئيس الحكومة ليس دمية ايرانية وقد قال لنا ذلك من زمان”. علّقتُ: لكنه الآن منسجم مع الأسد، وموافق على شروحاته المتعلقة بالأزمة السورية، ويرفض أي محاولة دولية لضربه عسكرياً. وهذه أيضاً سياسة ايران. ردّ: “المالكي قوي، وسترى ذلك في الانتخابات المقبلة. سيحقق نجاحاً (صحَّ ذلك)”. علّقتُ: حقّق نجاحاً وهو قوي ربما لأن ايران تؤيده. لكن المرجعية الدينية الأساسية في العراق ليست، على حد علمي، مع اعادته على رأس الحكومة العراقية أو بالأحرى مع بقائه فيها مرة ثالثة. ردّ: “في أي حال، يعتمد العراقيون فعلاً على الانتخابات، وفي ذلك يبدون ديموقراطيين في شكل من الأشكال. ما نخشاه هو أن يشعر السنّة بالمرارة لأنهم لا يستطيعون الانتخاب بحرية في مناطقهم أو خارجها وخصوصاً بسبب حرب الأنبار. وذلك قد يؤثر في تمثيلهم النيابي. اذ إن النواب ليسوا موزعين وبالأرقام على الطوائف والمذاهب والأعراق”.

سألتُ: كيف ترى الوضع الكردي اليوم؟ هل لا يزال الأكراد يتصرّفون كدولة في شمال العراق؟ قيل من زمان أن أميركا نصحتهم بالاكتفاء بالحكم الذاتي لأن اعلان الدولة انتحار. وقد سمعتُ من أحد المطلعين جداً في واشنطن أنهم سيعلنون دولتهم. أجاب: “الأكراد في وضع مستقر وممتاز جداً. وهم متقدمون ليس فقط على مواطنيهم العراقيين الذين يعيشون ومن زمان فقراً وتخلُّفاً وحرباً، بل أيضاً على “أشقائهم” في جنوب تركيا ووسطها. كردستان “دولة” تتقدم في سرعة وتحقق معدلات نمو مرتفعة وازدهاراً اقتصادياً. الأكراد يسعون الى أن يكونوا صانعي الملك أو الملوك (King makers)، وهم قادرون على ذلك. علاقتهم بتركيا ممتازة. وهي، بعد اخفاقاتها في العراق وفي سوريا، وبعد خسارتها السنّة العرب ودولهم التي راهنت عليها لمواجهة خطر ايران رغم تاريخهم السيّئ معها أو تاريخها السيّئ معهم، عادت الى الاهتمام بمشكلاتها الداخلية وباقتصادها. الأكراد ليسوا سُذَّجاً. أجروا حساباتهم الدقيقة، وتبين لهم أن حصولهم على 17 في المئة من واردات النفط العراقي من الحكومة المركزية في بغداد أكثر فائدة لهم وعلى أكثر من صعيد من التنقيب عن النفط، والانفاق على استخراجه و… فضلاً عن أن الشركات التي تنقب عن النفط في كردستان العراق لا تريد وجع رأس ومحاكم ودعاوى قضائية مع حكومة العراق”.

ماذا عن سُنَّة العراق؟ سألتُ.