IMLebanon

المالكي هو المسؤول

توقعت امس وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي ان يأتي جزء كبير من زيادة القدرة الإنتاجية في دول «اوبك» من الآن الى ٢٠١٩ من العراق. وتوقعت أن تبلغ زيادة انتاج العراق ١،٢٨ مليون برميل في اليوم في ٢٠١٩. الا ان الوضع في العراق يشهد تطورات خطيرة جداً وسبب ذلك سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وفريق عمله. فخلال رئاسته للحكومة شجع المالكي الطائفية وكان باستمرار في صراع مع المناطق السنية. وتميز حكمه بانتشار الفساد اينما كان في العراق. واستعان دائماً بالوسائل الأمنية والقمعية للتصدي للتظاهرات وأثار استياء المحافظات السنية. وتجدر الإشارة التاريخية الى انه خلال الحرب العراقية الإيرانية لم يشعر شيعة العراق يوماً انهم مع الحكم الإيراني ضد بلدهم. بل بالعكس. اما الآن فالمالكي سلم العراق الى الهيمنة الإيرانية خصوصاً بعد الانتخابات الأخيرة التي قادته الى القيادة الإيرانية ليتفق معها على ضرورة بقائه في رئاسة الحكومة مجدداً.

ان ادارة الرئيس اوباما هرولت تقول له انه ينبغي ان يسرع في التعاون مع السنّة ويجب ان يخرج من النهج الطائفي الذي يتبعه منذ سنوات من دون اي تنبيه او تحذير اميركي. باراك اوباما اساء ادارة خروج الجيش الأميركي من العراق. فركز كل اهتمامه على اخراج جنوده وسلم العراق للمالكي الذي سلمه بدوره الى الهيمنة الإيرانية والفساد. العراق بلد غني وهو ثاني دولة نفطية في منظمة «اوبك». ولكن مناطق النفط من الموصل الى السليمانية تشهد تطورات خطيرة جداً على ثروة البلد. اضافة الى ذلك اساء نوري المالكي ادارة الأزمة مع المنطقة الكردية والنتيجة كانت ان يتساءل المراقب اليوم عما اذا كان مسعود برزاني سيعلن استقلال المنطقة الكردية. والتصدير الأخير من النفط العراقي من كردستان الى تركيا الذي اغضب العراقيين هو بمثابة خطوة نحو هذا الاستقلال. اضافة الى ذلك تظهر مشاركة شركة تركيا للطاقة في ٣ مناطق نفطية في المنطقة الكردية مع «اكسون» الأميركية التي تعمل فيها، ان هناك ضوءاً اخضر اميركياً لمثل هذه الخطوة او على الأقل غض نظر عن هذه المسألة. ان إلقاء المالكي المسؤولية على دولة معينة في المنطقة بسبب ما يجري من هجوم للقبائل ولجماعات في المحافظات السنية ولمجموعات جهادية معروفة بـ «داعش» هو بسبب سياسته وعدم مسؤولية الأميركيين الذين تمسكوا به وهو اسوأ شخصية لإدارة البلد.

اذا استمرت الأمور كما هي الآن في هذا البلد الغني وإذا بقي المالكي في سدة الحكم، فإن العراق لن يرى هذه الزيادات في انتاج النفط. لن يستطيع النهوض بل سيتفكك والمنطقة كلها معه. الروايات العديدة التي تنقل عن النهب والسرقات والفساد في العراق على اعلى المستويات تعيق تقدم البلد. والهجوم الذي شنته القبائل السنية و»داعش» في الموصل على القوات المسلحة ما كان لينجح لو كان لدى هذه القوات اي نوع من الوفاء والإخلاص لحكومة ابقتهم في البؤس والفقر فرفضوا القتال من اجلها؟ لذا رأينا كثيرين يهربون مذعورين ولا يقاتلون.

ان ادارة اوباما تأخرت في توجيه المالكي وتركته يتعاطى بالحكم وكأنه صدام جديد. العراق بلد كبير وشعبه عريق ولكنه غير موفق بحكامه.