IMLebanon

المبادرة و”العُقَد” واللقاء الثاني…

4 أيلول 2014

ليس المطلوب والمنتظر من مبادرة فريق 14 آذار أن تقول لهذا الجبل انتقل من مكانك فينتقل. ولا أن تجترح أعجوبة رئاسيّة تجعل فريق 8 آذار يُسارع إلى الترحيب بها فوراً.

فمهمّة مبادرة بهذا الوضوح، في مثل هذه الظروف العصيبة، تذويب ما تيسّر من الجليد بين أهل القاطع وضيعة جبال المجد، وإزالة ما أمكن من العراقيل التي تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد ثلاثة أشهر من الانتظار، والدخول في الشهر الرابع… تمهيداً للدخول في صلب الموضوع الرئاسي، ثم التوصّل إلى الاتفاق على الرئيس كشخص وصفات.

النقطة البارزة في المبادرة تتمثّل في طرح اقتراح الرئيس التوافقي كحل ومخرج وسط، بعد تكاثر التهديدات الأمنية التي أصبحت داخل الأراضي اللبنانيّة، وربما داخل بعض المناطق المأهولة والبلدات، كعرسال على سبيل المثال.

وفي ملاقاة مقصودة أو من صنع المصادفة مع طروحات وأفكار في هذا الخصوص، سبق للرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط أن تحدّثا عنها طويلاً. وعلى أساس الرئيس التوافقي، لألف سبب وسبب.

إلا أن ردّ فعل “تكتّل التغيير والإصلاح” على هذه المبادرة لم يكن مفاجئاً على تسرّعه، فهو متوقّع دائماً وأبداً إزاء كل محاولة، أو مسعى، أو اقتراح يهدف إلى إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.

فحكاية الجنرال عون مع هذا الاستحقاق حكاية طويلة، ولا تحتاج إلى شرح يطول أو يقصر: أنا أو لا أحد، ولا رئاسة…

لكن ذلك لا يغيّر شيئاً في الجوهر والهدف. فخطوة 14 آذار جيّدة وجديدة من الوجهة السياسيّة وجريئة. وفي استطاعتها إذا ما حَسُنت النيّات كسر الجليد، وكسر الحواجز النفسيّة والواقعيّة. كما كسر القطيعة بين الفريقين.

هل يعني ذلك أنّ العقبات قد أُزيلت جميعها من درْب الاستحقاق الذي يتوقّف عليه مصير الدولة والبلد، أو هي باتت على أُهبة الجلاء؟

منذ لقاء جدّة بين وزير الخارجيّة السعودي سعود الفيصل ونائب وزير الخارجيّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمحلّلون لا ينفكّون عن القول إن متغيّرات مهمّة ستطرأ لاحقاً على أحداث العالم العربي، وتغيّر وجهتها صوب الأحسن والأفضل.

أما بالنسبة إلى الرئاسة اللبنانيّة والوضع اللبناني برمّته، فإنما كانا في صلب المحادثات. والأصحّ كانا بنداً نال حقّه من اللقاء…

مبادرة 14 آذار حملت في طيّاتها ومُتونها وتطلّعاتها رغبة جليّة في الانفتاح على كل أفرقاء 8 آذار، وتحديداً “حزب الله”. وهذا الأمر قد يكون من إنجازات لقاء جدّة الذي سيُدعم بلقاء ثانٍ يضمّ وزيري خارجية إيران والسعوديّة في الأمم المتحدة.

عند هذا الحدّ من “التفاؤل الافتراضي” يُدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح.