IMLebanon

المجلس والحكومة: تعطيل متبادل أو جلسة الخميس؟ جهات أصولية تهدّد مسؤولين ومحاكمة الأسير تبدأ غداً

انتظام للعمل في مجلس النواب والحكومة معا، او تعطيل متبادل على وقع تهديدات أمنية في الداخل، وعلى الحدود إن مع اسرائيل في الجنوب، أم مع سوريا في البقاع، قد تدفع في اتجاه توافق مرحلي لتسيير الامور، وخصوصا ضمان حق الموظفين في قبض رواتبهم من دون التلاعب بحياتهم. وقد بلغت الاتصالات مرحلة متقدمة توحي بامكان انعقاد الجلسة التشريعية الخميس، ليعود بعدها مجلس الوزراء منتظما الى الانعقاد.

وعلمت “النهار” أن وفدا من تيار “المستقبل” ضم الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري توجه الى جدة للقاء الرئيس الحريري والتشاور معه في الاوضاع الراهنة والموقف من جلسة الخميس في ظل تفاوت في المواقف داخل التيار من الجلسة نتيجة تشدد يمثله السنيورة المتمسك برفض اقرار قانون للإنفاق مقارنة بمرونة يمثلها فريق آخر على خلفية استعادة التواصل بين التيار وحركة “أمل”.

وبينما قال الرئيس نبيه بري أمام زواره إن الاتصالات مستمرة لعقد الجلسة التشريعية والاجواء ايجابية، أبلغت مصادر نيابية “النهار” ان تحركا لاطلاق آلية عمل هيئة مكتب مجلس النواب تحضيرا للجلسة التشريعية ينتظر نتائج المشاورات التي تسعى الى انتاج حلول ولا مزيد من المشاكل، بمعنى ان مقاربة الملفات المطلبية يجب ان تنطلق من امكانات البلاد بعيدا من النهج الشعبوي الذي يتحكم بالمواقف في غالب الاحيان. وتوقعت المصادر ان يصار الى اقرار بندي الرواتب وإصدار “الأوروبوند” من دون سلسلة الرتب والرواتب.

الحكومة

في المقابل، علمت “النهار” ان الرئيس تمام سلام تلقى امس من جميع الاطراف المشاركين في الحكومة باستثناء “التيار الوطني الحر” تأكيدات لضرورة معاودة مجلس الوزراء جلساته ورفض تعطيل عمل المؤسسات، مشددين على الانطلاق بالعمل الحكومي وفق جدول الاعمال. وتوقعت مصادر وزارية ألا تكون هناك حاجة الى جدول أعمال جديد للجلسة المقبلة باعتبار ان جدول الجلسة السابقة لا يزال مطروحا ما دام لم يناقش ويقر بعد. وأوضحت ان “تيار المستقبل” لن يقبل بانطلاق عمل مجلس النواب اذا ما عطّل عمل مجلس الوزراء. وتوقعت حصول اتصالات بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” للتشجيع على العودة الى جلسات الحكومة، وخصوصا في ظل التدهور في غزة الذي بدأ ينعكس على لبنان مما يستدعي بقاء المؤسسات ولا سيما منها الحكومة في حال جهوزية بغية التواصل مع العالم الخارجي لتحصين لبنان في مواجهة ما يستجد من تطورات.

ونقلت أوساط سلام عنه “ان التعطيل ليس مدخلا الى أي حل”، مبدية تخوف رئيس الوزراء من محاذير تعطيل السلطة التنفيذية ليس فقط على الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية وانما الاخطر على الملف الامني الذي نجحت القوى العسكرية والامنية في احتواء شقه الخارجي، أما في شقه الداخلي فان التخوف كبير.

أما الرئيس بري فقال: “لا أقبل بالوضع الذي تعيشه الحكومة. وسبق لي ان انتقدت الآلية التي تتبعها والتي أدت الى هذه الكربجة في عملها. تحتاج الامور اليوم في ظل عدم وجود رئيس الى موافقة 24 وزيرا والحصول على تواقيعهم، واصبح الوزير في هذه الحال مَلِكاً. سأبذل كل جهدي للمساهمة في تفعيل عمل الحكومة على رغم الظروف الصعبة في البلد”.

الأمن

والموضوع الامني الشائك الذي يهدد بتطيير منجزات الحكومة حتى تاريخه، يتوزع على محوري الحدود وفي الداخل، وإذ أمكن مرحليا احتواء الشق المتعلق باطلاق الصواريخ عبر الحدود الجنوبية، عادت المنطقة الى هدوئها وشهدت امس حركة طبيعية. وقد عثر الجيش على المنصة التي أطلقت الصواريخ منها في منطقة سهل رأس العين جنوب مخيم الرشيدية. كما عثر في المكان على قنبلة غير منفجرة، وبعد كشف الخبير العسكري عليها نقلت من المكان.

ووصف رئيس مجلس النواب عملية اطلاق الصواريخ الاخيرة في اتجاه اسرائيل بـأنها “غير مجدية وهدفها توريط لبنان. والمقاومة الحقيقية التي خبرناها وما زلنا لا تكون على هذا الشكل”.

أما بقاعا، فتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية ليلا عن سقوط مقاتل من “حزب الله” على الاقل واصابة 12 بجروح في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة السورية على الحدود. ونقلت عن مصدر أمني ان “معارك تدور منذ مساء السبت بين مقاتلين من الحزب ومقاتلين من المعارضة في المنطقة الحدودية غير المرسمة بين سوريا ولبنان”.

في الجهة المقابلة، أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” أن ثلاث جثث و10 جرحى سوريين نقلوا إلى المستشفى الميداني في بلدة عرسال، وقد سقطوا في معارك في منطقة القلمون على السلسلة الشرقية.

وبرز الجانب الآخر من مشهد التوتير في رفع وتيرة التهديدات من جهات أصولية لبعض المسؤولين السياسيين والأمنيين البارزين على خلفية واقع سجن رومية الذي يحتل الأولوية المطلقة في الإجراءات الاحترازية تحسبا لعملية ارهابية كبيرة محتملة داخل السجن. والتهديدات التي أبلغت الى جهات مسؤولة اكتسبت طابعا شديد الجدية ويجري التعامل معها بكثير من الدراية والحزم.

كذلك برزت الحملة العنيفة التي شنها الشيخ الفار أحمد الأسير على تيار “المستقبل” وزعيمه الرئيس سعد الحريري، عشية انطلاق المحاكمات لعشرات الموقوفين في ملف أحداث عبرا غدا الثلثاء بعد سنة تماماً من العملية العسكرية التي أطاحت ظاهرة الأسير الذي سيحاكم غيابيا. وتبعا لذلك لم تسقط أوساط معنية احتمالات يبدو ان الجهات الامنية تتحسب لها وتتعلق بإمكان قيام منظمات أصولية يرتبط بها الأسير بمحاولات ارهابية للضغط على المحاكمات.

صاروخان من الجنوب وقصف إسرائيلي فجراً

أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” الاولى فجر اليوم ان الجيش الاسرائيلي قصف أطراف المنصوري – مجدل زون في قضاء صور وسط تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي، ردا على اطلاق مجهولين صاروخين من سهل القليلة في اتجاه الاراضي المحتلة. كذلك تعرضت منطقة جب السويد في خراج بلدة زبقين لقصف اسرائيلي.