أما وقد وضعت حرب كرة السلّة أوزارها، وانتصر فيها من انتصر، فإننا قد نخطئ كثيراً إذا مررنا بما يحدث على مدارج الملاعب مرور الكرام.. فمشهد العنف المتكرر جدير بدراسة عميقة، إذ إن المسألة ليست كرة سلة أو ملعباً وشباك مرمى. القضية متعلقة بانفعالات الشباب المعبأ بالعنف والتعصب، وما يحدث في الملاعب ليس إلا تفجير احتقان مكبوت عند هدف سجله عمرو أو خطأ قام به زيد.
الملاعب الرياضية عادةً مكان فسيح يسمح الإنسان لنفسه فيه بالتعبير العفوي عما يكمن في داخله من ضغوطات تجمعت من احتكاكاته اليومية مع المجتمع الذي يعيش فيه.
قمت بمراقبة ودراسة أشرطة تلفزيونية صورت المعارك التي دارت بين فريقي كرة السلة المتنافسين والتي اتخذت على إثرها قرارات أقل ما فيها أنها مهينة لشعبنا اللبناني، إذ فُرض ان تجرى المباراة من دون متفرجين. تأثرت لحزن وزير الرياضة لما يراه يجري على مدارج ملاعبنا، فحبذا لو نساعده على تنمية ثقافة الرياضة التي هي بالأساس لتهذيب النفس والجسد وتثقيف الإنسان على قبول الخسارة والتلذذ بالنصر من دون انفعالات همجية لا معنى لها ولا طعم.
ليتنا نعلم شبابنا ما هي الروح الرياضية وكيف عليهم تأييد اللعب المميز وليس الحماسة العصبية من دون مبرر، وإذا أردنا أن نعرف نبض جيلنا الآتي فعلينا أن ندرس حركة مدارجنا الرياضية.