IMLebanon

“المرشح الشبح” وإعادة التموضع!

 التهديد المبطن بالفراغ الذي اطلقه عدد من اركان ٨ آذار، وفي مقدمهم مرشحهم الاول الجنرال ميشال عون في حال عدم الاتفاق على مرشح توافقي هو عون ايضا يحمل في طياته بذور ازمة كبيرة مقبلة على لبنان. فالدورة الاولى من الانتخابات التي تميزت بمنسوب جيد من العمل الديموقراطي على الرغم من اعتماد اسقاط ورقة “المرشح الشبح” الورقة البيضاء في مواجهة مرشح ١٤ آذار سمير جعجع واللقاء “الديموقراطي” هنري حلو، فتحت الباب امام جولة ثانية يجري فيها اعتماد الابتزاز السياسي في مواجهة خيارات الآخرين.

فمن “الورقة البيضاء”، الى التلويح بتهريب نصاب الجلسة الثانية يوم الاربعاء المقبل مخافة ان تختلط الاوراق فتصب ربما كل الاصوات من خارج ٨ آذار في اتجاه مرشح “وسطي” يطيح تطلعات عون للوصول الى الرئاسة ومعه قوى ٨ آذار، وهذا من شأنه ان حصل ان يخرج البلاد من حالة “التهدئة ” وربما الاسترخاء السياسي الى مرحلة تشنج وصولا الى حصول ازمة كبيرة، خصوصا اذا ما رفضت القوى الاستقلالية ومعها الكتلة الوسطية التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط الاستجابة وصب الاصوات لمصلحة رئيس “التيار الوطني الحر” الجنرال ميشال عون.

حتى الان يصر عون او “المرشح الشبح” كما سماه احد اركان فريقه السياسي النائب اسعد حردان على طرح نفسه مرشحا توافقيا او مرشح وفاق وطني. وحتى الان لا اشارات، ولا معطيات ملموسة حتى لدى من يتبادلون الرسائل مع عون عن انه مرشح وفاق وتوافق. لا عناصر يعتد بها يمكن ان تقنع القوى الاستقلالية بان عون خرج من منظومة ٨ آذار المحلية والاقليمية اقله ليقف في مكان وسط بين هذه الاخيرة والفريق الاستقلالي الذي يحتاج الى ما هو اكثر من “حوار” خلف جدران مغلقة حصل في باريس مباشرة مع الرئيس سعد الحريري، او يحصل في بيروت مع قريبين من هنا او هناك. ان التعهدات الوفاقية التي يقدمها الجنرال ميشال عون جيدة، ولكنها عبارة عن الميل الاول في رحلة الالف ميل نحو تغيير صورته وطبيعته كمرشح لـ٨ آذار، وحليف للنظام في سوريا، وجزء من تحالف لبناني- سوري منابعه في طهران. صحيح ان الجنرال عون اعتمد تكتيك المهادنة مع الاستقلاليين، وهذا امر جيد. وصحيح انه يرسل رسائل تتناول المرحلة المقبلة على قاعدة انه يعترف بأن الانقلاب على سعد الحريري كان خطأ. وصحيح ان عون يقول مباشرة او بالواسطة انه يسعى الى مرحلة تعاون مع الحريري رئيسا مقبلا وطبيعيا للحكومة الاولى في عهده (وربما في كل الحكومات) كنتيجة طبيعية لوصوله الى سدة الرئاسة لزعامة مارونية كبيرة، وهذا امر ممتاز. لكن عون لم يقل حتى الان كيف سيتعامل (كرئيس قوي) مع ملف السلاح خارج الشرعية، واعلان بعبدا، وسحب “حزب الله” من سوريا. والاهم انه لم يتخذ ولو خطوة واحدة كـ “مرشح وفاق وتوافق” لاعادة التموضع بعيدا من “حزب الله” وتوابعه.