لا زال الدور السعودي يسير بخطى ثابتة على عدة خطوط خليجية وعربية بشكل عام على حدّ قول مصادر في «تيار المستقبل»، وفي صلبها الملف اللبناني من زاوية دعم المملكة للمؤسسات العسكرية الشرعية وفي طليعتها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، واشارت المصادر الى ان المملكة تسعى باستمرار لتقريب المسافات بين كافة القوى السياسية اللبنانية ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ورأت مصادر «المستقبل» في مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وتحذيره الاميركيين والاوروبيين والعالم بأسره من خطر الارهاب الداهم والذي سيصل اليهم ناهيك الى اشارته لدور المملكة في اقامة المركز الدولي لمكافحة الارهاب ودعم الرياض لهذا المركز، الا تأكيد وحرص من السعودية عبر سعيها لمكافحة الارهاب ومحاربته بكل الطرق والوسائل، وذلك يقطع الطريق ايضاً على البعض الذين هاجموا واتهموا المملكة خلال احداث معينة حصلت في لبنان في وقت ان السعودية من اكثر دول العالم الذين عانوا وتعرّضوا للارهاب.
واعتبرت المصادر نفسها انه وبعد سلسلة خطوات ايجابية جرت مؤخراً على خط الحراك السعودي، فان المصالحة الخليجية مع دولة قطر وحيث كانت الرياض الوسيط الابرز وصاحبة الدور الذي أرسى هذه المصالحة، فذلك من شأنه ايضاً ان يساهم في اضفاء اجواء ايجابية على الداخل اللبناني وفي اطار ما يشهده لبنان من خلافات وانقسامات وشغور رئاسي، بعدما كان لزيارة نائب وزير الخارجية الايراني عبد الامير حسين اللهيان الى جدة من وقع ايجابي على المسار اللبناني، وكشفت المصادر في المستقبل عن تقارير وأجواء جدّ ايجابية وصلت الى مسؤولين لبنانيين حول المباحثات السعودية – الايرانية، الى معطيات تؤشر الى متابعة واستمرار هذا التواصل في وقت قريب دون استبعاد زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى المملكة في اي توقيت، وبالتالي هنالك معلومات قد تضفي الى سعي من الرياض وطهران بغية ترتيب الوضع اللبناني وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية في مرحلة لاحقة على ضوء الاتصالات الجارية وايضاً وسط ترقب لما سترسي عليه الحرب الدائرة في كل من سوريا والعراق، لا سيما وبعد ازاحة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي فان ايجابيات برزت على صعيد الوضع العراقي تقول مصادر المستقبل في ظل ارتياح السعودية لما جرى في العراق، اضافة تبقى مواقف المملكة والتي عاد واكد عليها مؤخراً الملك عبدالله بصدد ادانة الارهاب فهذه الامور ولّدت ارتياحاً في صفوف المجتمع الدولي.
من هذا المنطلق وبعد هذه الايجابيات التي ظهرت بالجملة في الآونة الاخيرة، يرتقب ومن خلال اجواء تُنقل عن اوساط عربية فاعلة تضيف مصادر المستقبل بأن تترجم هذه المعطيات التي ظهرت مؤخراً، بتفعيل الدور السعودي باتجاه لبنان بداية مواصلة السفير عسيري لقاءاته وتواصله مع المكونات السياسية كافة وحيث العنوان الابرز متابعة مسألة دعم المملكة للجيش اللبناني وحرصها لتوافق اللبنانيين على رئيس جديد للجمهورية، وفي السياق عينه تبقى الانظار شاخصة باتجاه زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الى باريس وحيث سيكون الوضع اللبناني حاضراً بقوة خلال هذه الزيارة لا سيما ما يتعلّق بتسليح الجيش اللبناني.