اكدت مصادر في تيار المستقبل ان عودة الرئيس سعد الحريري حركت الركود السياسي وانعشت معظم القطاعات في البلد على الرغم من الاجواء المفصلية التي يجتازها في ظل الحروب التي تطوق لبنان من غزة الى العراق وسوريا. واشارت الى انه سيعتقد لقاء مرتقب بين الحريري والعماد ميشال عون كما سيكمل الحريري اتصالاته ولقاءاته بحيث هنالك كثافة استقبالات واتصالات غير مسبوقة على مدار الساعة اذ بات بيت الوسط مركز قرار في هذه المرحلة للحلفاء والاصدقاء ولسائر القوى السياسية والوطنية.
ولكن تقول المصادر ان اجندة الحريري واحدة وله موقف من الاستحقاق الرئاسي لا موقفان اذ انه ومنذ لقائه بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي في روما ثم بعدها في باريس، كان واضحا مع سيد بكركي وهو يدرك ذلك ويسجل الراعي للحريري موقفه ومصداقيته، بمعنى انه يترك الخيار في موضوع الرئاسة الاولى الي المسيحيين تضيف مصادر المستقبل بغية التوافق فيما بينهم نظرا الى اهمية هذا الموقع المسيحي الأوحد في العالم العربي ورمزيته المسيحية والوطنية، انما ذلك لا يعني انه بعيد عن الاتصالات والمشاورات الجارية بمعنى له موقفه ورأيه وهو ناخب اساسي باعتباره رئيس اكبر كتلة نيابية في لبنان، ناهيك بزعامته السنية والوطنية، ومن هذه المنطلقات، يسعى الى خلق مناخات ايجابية بين القوى السياسية كافة وخصوصا على خط المعنيين ومن لهم مواقعهم في البلد من الرئيس نبيه بري الى النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.
في حين انه وعلى خط قوى الرابع عشر من اذار تقول مصادر «تيار المستقبل» لم يبدل او يغير تحالفاته وفي ظل احلك الظروف واصعبها، حتى وعندما طرح القانون الارثوذكسي، اذ وفور عودته كان اللقاء الموسع لقوى الرابع عشر من آذار، اضافة الى ان كتلة المستقبل التزمت خيار هذا الفريق وصوتت لمرشحه الدكتور سمير جعجع.
وفي سياق متصل، توقعت مصادر المستقبل ان يكون مسار الاستحقاق الرئاسي مغاير لما قبل عودة الحريري والامر عينه لحراك قوى 14 آذار ولأمور كثيرة سياسية وسواها. لذا قد تشهد الاتصالات والمشاورات نمطا جديدا بين مختلف المكونات السياسية، الى ان يحصل التوافق الاقليمي او التسوية المنتظرة، عندئذ يحصل انتخاب رئيس للجمهورية في «ليلة ما فيها ضو قمر» ولكن وفق المعلومات المتداولة تشير المصادر الى ان هذا الاستحقاق في ثلاجة الانتظار ورهن حدوث التسوية التي تبدو معالمها غير متوافرة في هذه الظروف على وقع الحروب المستعرة وتحديدا في العراق وسوريا وما يجري في غزة، تاليا بات واضحا ان تواصل حزب الله والحريري لم تنضج ظروفه بعد وليس هنالك اي لقاء متوقع وان كان في السياسة كل شيء وارد والحريري على حد قول المصادر لم يقصر مع احد وسبق له ان انفتح على الحزب وقدم تنازلات كثيرة في سبيل المصلحة الوطنية، انما الاوضاع بحاجة الى وقت لأن الاختلاف السياسي واضح، حتى ان حزب الله لم يتعاط مع المكرمة السعودية والعودة الحريرية كما يجب، ولكن التنسيق بين عين التينة وبيت الوسط مستمر واللقاء الاخير بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس الحريري كان ايجابيا في وقت يبقى ان الايام المقبلة من شأنها ان تبلور مسار المرحلة ربطا بما ستؤول اليه احداث المنطقة باعتبار تداعياتها على الداخل اللبناني واضحة المعالم على كل استحقاقاته.