مع تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة، نفّذت وقفات تضامنية وصدرت مواقف سياسية تندد بالصمت الدولي تجاه المجازر المرتكبة. ونفّذت كتلة «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وبمشاركة عدد من نواب قوى 14 آذار والجماعة الإسلامية وممثلين عن حركتي «فتح» و «حماس» وقفة تضامنية في حديقة جبران خليل جبران، مقابل مقر الإسكوا في قلب بيروت. وقدّم السنيورة والنواب بعد اعتصامهم «رسالة احتجاج على العدوان وتضامن مع غزة والشعب الفلسطيني» إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى بيروت ديريك بلامبلي لنقلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال السنيورة في كلمة خلال الاعتصام إن «القضية الفلسطينية ستبقى بمآسيها وصمة عار على جبين الإنسانية كلها طالما بقيت إسرائيل على إجرامها وتمنعها عن تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، بسبب تغاضي وتشجيع قوى فاعلة في المجتمع الدولي لها وحمايتها».
وطالب المجتمع الدولي بـ «احترام وتنفيذ القرارات الدولية التي أصدرها، لا أن يستنكف عن القيام بأدنى واجباته في هذا الشأن». وحذّر الدول العربية من «اشتداد المخاطر المحدقة جراء استمرار هذه المأساة المستمرة منذ سبعين عاماً والعودة إلى وعي أهمية العمل على استعادة الحقوق الفلسطينية».
وقال: «حري بالشعب الفلسطيني العمل على استخلاص دروس هذه المعركة، بخلفياتها وأهدافها، ومن كل المعارك والتجارب التي سبقتها من أجل رصّ الصفوف وتعميق الوحدة الفلسطينية والوسائل والأدوات المناسبة لمواجهة إسرائيل والتصدي لاستمرار عدوانها».
وحيا «شهداء غزة وأطفالها والمصابين تحت الأنقاض والمقاومين فيها». وذكر بأن «اللبنانيين نجحوا عام 2006 في إفشال العدوان ومنعوه من تحقيق الانتصار بفضل وحدتهم الداخلية وبفضل تضامنهم واحتضان بعضهم لبعض وبفضل قوة وصلابة وصمود المقاومة وبسالة أبطالها وتضحياتهم، وكذلك للدور المحوري السياسي والديبلوماسي والإغاثي لحكومتهم».
واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تصريح من معراب، أن «ما يجري في غزة غير مقبول بعيداً من كل الحسابات، إذ إن ما نراه من صور لا يمكن قبوله». وسأل: «إن لم يتدخل مجلس الأمن في أوضاع كهذه فمتى يتدخل؟».
وفي فندق الكومودور في الحمراء، عقد لقاء تضامني مع الشعب الفلسطيني بدعوة من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية وشددت الكلمات على «إدانة العدوان الإسرائيلي والتضامن مع غزة».
علّق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط على الحرب الإسرائيلية على غزّة، وقال: «مع استمرار المحرقة اليوميّة في غزة، يعجز المرء عن العثور على كلمات في أي قاموس تعبّر عن السخط والغضب إزاء ما يجري، في ظل حال السقوط الأخلاقي الكامل لكل مكونات ما يُسمّى المجتمع الدولي والعربي، حيث تتراوح المواقف بين المتفرّج الذي يضمر في الباطن كرهه لغزة وأهلها الفلسطينيين، وبين المبرر لإسرائيل عدوانها المستمر، وبين اللامبالي الذي لا تعنيه إحصاءات الأرقام وأعداد الشهداء المتزايدة يومياً والتي ناهز عددها الستمئة منذ بدء الحرب». وسأل: «ألم يُدرك حكام العرب من المنتمين إلى العهد القديم أو العهد الجديد، أن فلسطين وحدها تعطيهم شرعيّة الوجود وليس العكس؟». وقال «للذين يعولون على تحوّل غزة إلى أشلاء فقط، فالمؤكد أن أشلاء الشهداء سترتد عليهم جميعاً وستحوّل العالم العربي برمته أشلاءً مقطعة، وعندئذٍ ستكون التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات وخارجة عن كل قيود السيطرة».
واعتبر جنبلاط في تصريح أمس، أن «الغرب لا يزال أسيراً للمحرقة النازيّة ويتلطى خلفها ليساوي الضحيّة بالجلاد متغاضيّاً عن الجريمة المركزية والأساسية التي تقف خلف كل ما جرى ويجري، ألا وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين».
وسأل: «أين هو موقف الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يتغاضى عن المحرقة الجديدة ضد الفلسطينيين متناسياً التراث القديم لهذا الحزب في العديد من المحطات؟». وقال: «أما اليمين الفرنسي، فهو على درجة من الغباء التي لا تُوصف. وكأن القنبلة الموقوتة التي تتمثل بالجاليات الإسلاميّة في البلدان الغربيّة لا تستحق الاهتمام من حكوماتها وهي قد تنفجر في وجهها في أي وقت نتيجة تراكم الحقد».
أما ألمانيّاً، فسأل جنبلاط: «ألم يحن الوقت للخروج من تلك العقدة التاريخيّة التي مثلتها المحرقة النازيّة ضد اليهود، وهي مدانة في كل الأحوال؟».
وسأل: «أين هي شعارات حقوق الإنسان التي ترفعها الإدارة الأميركية غب الطلب وفق سياساتها ومصالحها؟ إلى ماذا أفضت عشرات السفرات المكوكية الفارغة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي التي لم تتعد العراضة الإعلامية؟».
وزاد: «يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر محو كل تاريخ أسلافه وتراث الاتحاد السوفياتي في دعم القضيّة الفلسطينيّة، وهو يركز كل اهتماماته في كسب قضيّة خاسرة في أوكرانيا». وإيرانياً، اعتبر أنه «فجأة طغت حسابات البازار النووي على القضيّة التي كانت دائماً تؤكد وقوفها إلى جانبها، أي القضية الفلسطينية، وتم التغاضي عن المحرقة في غزة في الوقت الذي تتواصل فيه النقاشات النوويّة وغير النوويّة في فيينا».