IMLebanon

المشاورات المسيحية : استحالة التوافق بين الأقطاب الأربعة على اسم جامع

المشاورات المسيحية : استحالة التوافق بين الأقطاب الأربعة على اسم جامع

بري يتبنى «رفض هيئة التنسيق لتقرير لجنة السلسلة»: ظالم بحق الناس

حركة الاتصالات المسيحية بين الاقطاب الاربعة امين الجميل وميشال عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع، لم تحقق اي خرق جدي. واظهرت انها مثل «التنفيخ بحليب ساخن» لا تقدم ولا تؤخر، وان ما جرى ويجري ليس إلا عملية استعراضية فقط، وانه لا تغيير في المعادلة او بداية طرح جدي وتوافقي مقبول للقيادات الاربع. وهذا ما يؤكد ان الفراغ بات حتميا، وسيسكن قصر بعبدا ولا احد يعرف المدة اذا ارتضى اللبنانيون او القيادات المسيحية، بالتحديد «تدويل» الاستحقاق الرئاسي في لحظة هي الاصعب في تاريخ المنطقة منذ نكبة فلسطين عام 1948.

وعلم ان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي وسّع حركة نشاطه في اطار السعي لانجاز الاستحقاق، واجرى سلسلة اتصالات بعضها بعيد عن الاضواء وتحديدا بالرئيس نبيه بري وعدد من القيادات خارج الصف المسيحي، سعيا لامكانية انتخاب الرئيس قبل نهاية المهلة الدستورية، كما اجرى الراعي لقاءات مع الرئيس ميشال سليمان واستقبل الدكتور سمير جعجع، كما افادت المعلومات عن اتصالات بين الراعي والتيار الوطني الحر.

كذلك واصل الرئيس امين الجميل جولاته واتصالاته بشأن الاستحقاق وحاول تدوير الزوايا، لكن المشكلة ان الاقطاب الاربعة جميعهم مرشحون ولذلك فإن النائب سليمان فرنجية كان واضحا جدا مع الجميل وعبّر عن تشاؤمه من حصول الاستحقاق واكد: «ان لا 8 اذار ستنتخب مرشحا من 14 اذار ولا العكس، والانقسام كبير في البلد، ويجب العمل معا لانتخاب رئيس جديد، لكنني لا اخشى الفراغ». وقال للجميل «لن نخرج عن ترشيح العماد ميشال عون وهو من يقرر مصير المعركة الانتخابية». فيما شدد الجميل على انتخاب رئيس جديد قبل 25 ايار وإلا فان المستقبل سيكون مجهولا.

وفي موازاة ذلك، فقد اعلن الدكتور سمير جعجع انه يسحب ترشيحه من الانتخابات الرئاسية اذا تم التوافق على اسم شخصية ثانية من قوى 14 اذار، مؤكدا «انني لست من جماعة انا او لا احد، واي طرح جدي لرئيس جدي يحمل حدّا مقبولا من القناعات الموجودة في برنامجي فأنا مستعد لدرس الامر».

واشارت معلومات المتابعين لزيارة الرئيس امين الجميل، انه لم يتمكن من اقناع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية انه مرشح توافقي، لا بل العكس فانه سمع من العماد عون كلاما بأنه ما زال على قناعة بوصوله كرئيس توافقي الى سدة الرئاسة، فيما كان النائب سليمان فرنجية واضحا لجهة التأكيد على استمرار قوى 8 اذار بدعم العماد عون للرئاسة وهو الذي يقرر في هذا الاستحقاق.

واضافت المعلومات ايضا بأن الدكتور سمير جعجع اكد لمن التقاهم انه مستعد لدرس انسحابه لكن من حقه «الفيتو» على اي اسم للرئاسة لا يرضى عنه.

وتشير المعلومات ايضا الى ان هذا الامر يسري على العماد عون الذي اكد على حقه في اختيار اسم الرئيس المقبل بـ«الفيتو» على اي اسم قد يتم طرحه، علما ان الفيتوات المتبادلة من عون وجعجع طالت كل الاسماء المطروحة حاليا من العماد قهوجي الى جان عبيد وزياد بارود وغيرهم، ما يؤكد على ان التوافق مستحيل بين الاقطاب الموارنة الاربعة للوصول الى اسم «توافقي» حتى 25 ايار، وبالتالي هناك استحالة لعقد اجتماع للاقطاب الموارنة الاربعة قبل 25 ايار نتيجة التباعد في المواقف بين الدكتور جعجع والعماد عون والنائب سليمان فرنجية والرئيس الجميل حول الاستحقاق، حيث انتقد عون بشدة مواقف جعجع من الاستحقاق وترشحه فيما القوات اللبنانية في مجالسها توجه انتقادات عنيفة للعماد عون.

لذلك، تؤكد المعلومات ان الاتصالات المسيحية لم تحقق اي خرق والامور على حالها وليس هناك من افكار عملية جديدة او اي طرح عملي قابل للتحقيق. وتضيف المعلومات، ان الاتصالات بين الاقطاب الموارنة الاربعة والتي قادها الرئيس الجميل لم تصل الى نتيجة والمواقف متباعدة بينهم وهناك استحالة للتوصل الى اسم توافقي.

اما الرئيس نبيه بري فقال ردا على سؤال حول امكانية حصول الاستحقاق قبل 25 ايار «السؤال الذي يجب ان يطرح لماذا لم ينتخب الرئيس حتى الآن؟» وحول الكلام عن ان المجلس لا يستطيع التشريع بعد 25 ايار اذا لم ينتخب رئيس الجمهورية قال «ان الصلاحيات التشريعية للمجلس النيابي هي منفصلة عن انتخاب الرئيس»، موضحا انه في حال تعذر انتخاب رئيس الجمهورية قبل 25 ايار، فسيدعو بالتوازي الى جلسات لانتخاب الرئيس وجلسات اخرى تشريعية.

ولفت الى ان هناك اصواتا بدأت «ترمي» لتعطيل دور المجلس النيابي والعمل بتجربة ما بعد استقالة حكومة ميقاتي «لكنني بقيت ادعو للجلسات ويعلم الجميع ماذا حصل». واشار الى ان بعض اعضاء هيئة مكتب المجلس خالفوا القرار الذي اتخذته الهيئة آنذاك.

واضاف بري: تعلمون اني وجهت دعوة لجلسة تشريعية لمناقشة هذا الامر الاربعاء في 14 الجاري ولجلسة اخرى لانتخاب الرئيس يوم الخميس في 15 منه، وسأبقى اوجه الدعوات، مشيرا الى مهلة العشرة ايام الاخيرة من المهلة الدستورية لم تعد ذات قيمة لانني استخدمت صلاحياتي في توجيه الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية.

اما لجهة نصاب الثلثين لجلسات انتخاب الرئيس فأكد بري ان هذا الموضوع تجاوزناه ولم يعد قابلا للنقاش وهيئة المجلس اساسا اقرته.

اما النائب وليد جنبلاط، فأعلن قبل زيارته الرئيس امين الجميل في بكفيا لبحث موضوع الاستحقاق الرئاسي، انه متمسك بمرشح جبهة النضال الوطني النائب هنري حلو واكد ان الامور معقدة بالنسبة للاستحقاق نتيجة الانقسام بين كتلتي 8 و14 اذار.

واكد جنبلاط ان نصاب الثلثين اساسي بالاستحقاق ولا يمكن الركون الى النصف زائدا واحدا.

المطران مظلوم: لرئيس منفتح على الجميع

رأى النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ان «على رئيس الجمهورية الجديد ان يكون منتميا الى بيئة معينة ويمثل المكون المنتمي اليه ومقبولا من المكون المسيحي». ولفت مظلوم في حديث تلفزيوني، الى «اننا نبغي رئيسا لا يستحي حاضره من ماضيه وان يكون قادرا على الانفتاح على كل المكونات اللبنانية، ويتعاون مع الجميع وجامعا للبنانيين».

سلسلة الرتب والرواتب واضراب «التنسيق»

اما بشأن سلسلة الرتب والرواتب فقال الرئيس نبيه بري انه عكف في الساعات الماضية على درس السلسلة ومشاريع الحكومة واللجنة النيابية الاخيرة واللجان المشتركة وايضا ملاحظات هيئة التنسيق النقابية والهيئات الاقتصادية. وقال «لمست في مشروع اللجنة النيابية الفرعية ظلما بحق الناس وليس بحق المستفيدين من السلسلة فقط». ملاحظا ان زيادة ضريبة الـ T.V.A من 10 الى 11% ساوت بين الاغنياء والفقراء وطاولت حتى المواد الغذائية الاساسية وقال «ان كل ذلك سيناقش امام الهيئة العامة للمجلس يوم الاربعاء المقبل».

حنا غريب لـ«الديار» سنصعّد التحركات

على صعيد اخر، رفعت هيئة التنسيق النقابية التعديلات على مشروع اللجنة النيابية التي شكلها مجلس النواب الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتي تؤكد على زيادة الـ121 في المئة على سلاسل الرواتب بعد ان تم تجريد هذه النسبة الى 10 في المئة للاساتذة والمعلمين اضافة الى غلاء المعيشة وبعد ان تدنت قيمة رواتب الموظفين من 55% في السبعينات الى اقل من 23 في المئة.

ويؤكد رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب لـ«الديار» «ان الايرادات المقدرة للمواد الضريبية المقترحة في مشروع اللجنة النيابية ساوت بأثرها على الفئات الشعبية بنسبة 50 في المئة وعلى الفئات الميسورة بذات النسبة (الجدول على الصفحة 18)، مثلا رفع معدل الضريبة على القيمة المضافة او الجمارك المقدرة بـ300 مليار ليرة ستكون كلها على الفئات الشعبية بينما لا اثر لها على الفئات الميسورة».

واعتبر الغريب ان الايرادات المقدرة بـ1742.2 مليار ليرة ستدفع الفئات الشعبية 847.2 مليار ليرة فيما الفئات الميسورة ستدفع 895 مليار ليرة اي ان اللجنة النيابية ساوت بين الفئات الشعبية والميسورة.

ويؤكد غريب على ان الانفجار الاجتماعي الذي حدده في 14 ايار سيؤدي الى نزول المواطنين والموظفين والعمال الى الشارع لان ايرادات السلسلة يمكن ان تؤمن من المرفأ والمطار والهدر المعلن في المشاريع الحكومية والفساد المستشري، «سرقوا من جيوبنا ولم يدفعوا لنا حقوقنا».

ويضيف غريب: على الرغم من عدم اقرار السلسلة، فقد باشروا بجمع الاموال وقرروا زيادة الاقساط المدرسية واصفا ما جرى حتى الان بالمجزرة والكارثة، ومن الضروري ان ينزل الناس الى الشارع لمنع هذه المجزرة ولكي يحصل الموظفون والاساتذة على حقوقهم.

وقد شل اضراب هيئة التنسيق المدارس الرسمية والثانويات والقطاع العام، وعقدت جمعيات عمومية. كما اوصت هيئة التنسيق النقابية في مؤتمر صحافي بعدم اجراء الامتحانات الرسمية من ألفها الى يائها في حال استمرار النشاط في عدم الالتزام بالتعهدات من قبل المسؤولين الرسميين، داعية الى يوم غضب سلمي وحضاري يوم الاربعاء المقبل في 14 ايار موعد انعقاد الجلسة التشريعية والتظاهر في الحادية عشرة من امام جمعية المصارف وسط بيروت الى امام المجلس النيابي.

واكدت الهيئة ان الاستعدادات بدأت لانجاح هذا اليوم وتحويله الى «انتفاضة اجتماعية».