IMLebanon

المطلوب عملية جراحية واسعة» عرسال صورة «مكبرة» واكثر خطورة من عبرا

إطلالة قائد الجيش حملت الرسائل المعبرة.. ودقت ناقوس الخطر في عرسال «الجراحات الموضعية لا تنفع

المطلوب عملية جراحية واسعة» عرسال صورة «مكبرة» واكثر خطورة من عبرا

والجيش لن يرضخ

خلاصة ما يمكن استنتاجه من معركة عرسال التي اندلعت فجأة، ان ما كان مخفياً ظهر على حقيقته وان التحذيرات عن خطر «داعش» ونفوذه وقوته في البلدة العرسالية التي صار عدد النازحين اليها من مناطق القتال السورية يفوق باضعاف عدد سكانها الأصليين، وان ما كان مخفياً ومستتراً وظهر هو خروج المسلحين من بين السكان وتحديداً من مخيمات النازحين السوريين، فيما قدمت مجموعات محددة على الدراجات النارية للمؤازرة من المناطق الجبلية او الجرود العرسالية.

وما ظهر ايضاً تقول مصادر متابعة للملف الامني ان توقيف الارهابي جمعة من قبل مخابرات الجيش ليس وحده السبب الكافي لاندلاع الحرب او السبب المباشر لها، ذلك ان تحركات التكفيريين كانت تعد العدة للهجوم على عرسال كما اكد قائد الجيش ولكنها كانت تنتظر ساعة الصفر وبدون شك فان توقيف جمعة ساهم في تسريع تلك العملية وتغيير توقيتها بدون ان تتغير أهدافها وما تخطط له المجموعات الإرهابية من سيناريوهات لضرب الجيش واحتجاز رهائن عسكريين ومدنيين لمبادلتهم بالموقوفين ألإسلاميين في سجن رومية وللسيطرة على عرسال وإعلان إمارتها الإسلامية .

اما وقد حصل ما حصل في عرسال فان التساؤلات التي تطرح في كل الاوساط، الى اين ستصل الأمور وهل ستكون العملية العسكرية محدودة وقصيرة يسترجع خلالها الجيش ما فقده من مواقع عسكرية ام انها ستكمل حتى القضاء على كل الإرهابيين المتواجدين في عرسال وتنظيف مخيمات النازحين من عناصر داعش المتغللين بين النازحين واستكمال المعركة الى المناطق الجبلية الوعرة والى الجرود والجبال ؟

وهل ان الجيش الذي كان مكبلاً بالقرار السياسي ويحتاج الى الغطاء اللازم لذلك صار متاحاً له هذا القرار ومتوفراً بعدما سقط له ما سقط من شهداء في عنصر المباغتة في الهجوم عليه، وبعدما ثبت مرة جديدة ان الجيش بعد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت الحواجز العسكرية صار هدفاً اساسياً لمجموعات داعش الذي اعلن الحرب عليه، بدليل ان الثكنات العسكرية في كل المناطق اللبنانية تشهد إجراءات استثنائية، ام سيكون الموضوع صورة طبق الأصل عن الحوادث والتجارب السابقة التي قد لا تصل الى الحسم الفاعل والنهائي نتيجة التدخلات السياسية والمخاوف من تفجير الفتن المذهبية ؟

تقول المصادر ان ما يجري اليوم لا يقبل التراجع او التساهل فيه او إجراء تسويات وحلول مؤقتة، فعرسال تحولت الى بؤر امنية خاضعة لإرهاب «داعش» الذي يرغب بتحويلها الى إمارة إسلامية، ومن هنا فان أنصاف الحلول لا تنفع ولا الجراحات الموضعية، فالمطلوب استئصال الورم الإرهابي الخبيث بعملية واسعة النطاق من جسم عرسال ولو كان ذلك سيأتي على حساب أعضاء في جسم الضحية التي انتشر فيها الورم الخطير فما حصل كان مرسوماً ومخططاً له من وقت طويل ولكن توقيف جمعة تضيف المصادر كشف كل الاوراق وسرّع في حصوله تماماً كما جرى في احداث عبرا حيث كانت تتم مراقبة مجموعة احمد الأسير عن بعد دون ان تعطى للقيادة العسكرية اوامر بالتدخل والحسم الى ان وقعت الواقعة وحصل الاعتداء على العسكريين الذي استتبع في حينها توافر كل الدعم وتأمين الغطاء السياسي للجيش الذي ضرب ألأسيريين بعد ان سقط ما سقط له من شهداء في تلك المواجهة . والمواجهة اليوم تتكرر مع فارق كبير بان معركة عرسال واسعة النطاق الجغرافي واكثر خطورة بكثير مع انتقال آلاف المسلحين الداعشيين الى الأراضي اللبنانية وبعدما صارت الصورة المؤكدة ان لبنان سيتحول الى ساحة تشبه ساحات المعارك الكبرى في المناطق السورية .

وبدون شك تؤكد المصادر ان الحسم العسكري سيكون صعباً ومعقداً ومكلفاً للأهالي بسبب تغلغل المسلحين فيما بينهم ومحاصرة السكان واتخاذهم دروعاً بشرية من قبل المسلحين، ولكن لا يمكن وفق المصادر التراجع الى الوراء او الرضوخ والاستسلام للأمر الواقع الذي يفرضه المسلحون ولعل سقوط الضحايا اليوم من مدنيين وعسكريين افضل من ترك عرسال تتحول الى إمارة اسلامية كما يريدها المسلحون لفرض شروطهم وسيطرتهم وقوانينهم . وعلى ما يبدو فان المؤسسة العسكرية حصلت على الضوء الأخضر متأخرة كما تقول المصادر بعدما سقط من سقط وتعاظم نفوذ المسلحين في المنطقة العرسالية، وعلى ما يبدو ايضاً ان تيار المستقبل الذي أخطأ في بداية الأحداث كما فعل في عبرا أعاد تصويب البوصلة من خلال دعم الحريري للجيش اللبناني بعدما كانت تصريحات بعض نواب المستقبل المستقبليين أشعلت الرأي العام، فالواضح كما تقول المصادر ان زعيم المستقبل تم وضعه في صورة خطورة الأحداث وبان الجيش متروك ويحتاج الى القرار السياسي طالما انه سبق للحريري ان أعلن ان المستقبل لن يوفر البيئة الحاضنة للارهاب أو ان على الجميع ان يتحمل المسؤولية فيما الجيش يقدم شهداءه والأثمان الباهظة وفي ظل الخوف من انتقال الخطر الداعشي وتمدده الى مناطق اخرى تتوفر له فيها فرص القتال وتشكل بيئات مناسبة له .