جنبلاط في بنشعي «لتجديد العلاقات».. وحرب يدعو إلى إنهاء الشغور «بالأكثرية المطلقة»
المعلمون يتراجعون وبوصعب يرد: فاتَهُم القطار
كباش «التصحيح والإفادات» تابِع.. فبعدما احتفل طلاب لبنان وتبادلوا وأهاليهم فرحة التهاني بالنجاح في ضوء قرار وزارة التربية والتعليم العالي منحهم إفادات تخوّلهم الترفّع مدرسياً بالنسبة لشهادة المتوسط والالتحاق بالجامعات بالنسبة لشهادة الثانوي، قررت نقابة المعلمين أمس تصحيح الامتحانات الرسمية. وبينما رشحت معلومات تشير إلى اتجاه هيئة التنسيق النقابية إثر انعقاد جمعياتها العمومية اليوم نحو تبني قرار التراجع عن مقاطعة التصحيح، بدا وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب جازماً في رده على الموضوع قائلاً لـ«المستقبل»: عن أي تصحيح يتكلمون.. فاتَهُم القطار».
وإذ بررت نقابة المعلمين قرارها العودة عن مقاطعة التصحيح بأنه ينبع من حرصها «على مستوى الشهادة الرسمية والتربية والتعليم في لبنان»، مع تأكيدها «الاستمرار بكافة أشكال التحرك والتصعيد حتى إقرار سلسلة الرتب والرواتب»، كشف بوصعب في حديثه لـ«المستقبل» أنه أرسل أمس «خطابات رسمية للسفارات المعتمدة في لبنان تطلب منح الطلاب الراغبين بمتابعة تحصيلهم الجامعي في أي من دولهم تأشيرات دخول دراسية استناداً إلى إفادات النجاح الصادرة بموجب قرار وزارة التربية والتعليم العالي»، مذكّراً في هذا المجال بأنّ «وثيقة الترشيح للامتحانات الرسمية باتت تُعتبر رسمياً بمثابة إفادة نجاح لحامليها من طلاب شهادتي المتوسط والثانوي إلى حين قوننة هذا الموضوع في مجلس النواب».
وعن الفترة الزمنية المتوقعة في سبيل تحقيق هذه القوننة، أجاب بوصعب: «لطالما كانت الإفادات تُعتمد رسمياً حين تصدر من قبل وزارة التربية بينما قوننتها تتم في وقت لاحق»، وذكّر في هذا السياق بأنّ «الإفادات الصادرة عام 1975 تمت قوننتها في العام 1980 وتلك الصادرة عام 1987 تمت قوننتها في العام 1991»، مجدداً التأكيد في الوقت عينه أنّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بأنّ المجلس سيقونن إفادات العام الدراسي الحالي في أوّل جلسة تشريعية».
الدعوة للانتخابات
واليوم تلتئم الحكومة في جلسة استثنائية وسط ترقب ما إذا كانت الجلسة ستطرح موضوع دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات النيابية في ضوء انتهاء المهلة الدستورية لصدور مرسوم هذه الدعوة ونشره بالجريدة الرسمية أم أنّ طرح هذا الموضوع سيتم خلال الجلسة العادية للحكومة بعد غد الخميس.
مصادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أوضحت لـ«المستقبل» أنّ جدول أعمال جلسة اليوم محصور ببندين متعلقين بملفي النفايات الصلبة وتراخيص الكليات الجامعية، إلا أنها لم تستبعد في الوقت نفسه «إمكانية طرح مرسوم دعوة الهيئات الناخبة من خارج جدول الأعمال خلال جلسة اليوم».
حرب
رئاسياً، سعى وزير الاتصالات بطرس حرب إلى خرق جدار المراوحة الحاصلة في أزمة انتخابات رئاسة الجمهورية من خلال طرحه أمس مبادرة «لحل هذه الأزمة وإخراج البلاد من المأزق الدستوري الذي تتخبط به». فمن منطلق أنّ «القضية أصبحت مرتبطة ببقاء الجمهورية أو زوالها وباستمرار دور المسيحيين في الشرق وميثاقية السلطة في لبنان»، رأى حرب في مؤتمر صحافي أنّ «مقاربة موضوع الرئاسة الأولى يجب أن تتبدّل لأنّ وجود اللبنانيين أصبح في خطر داهم»، ودعا إلى «العودة للأصول والدستور وقواعد الديموقراطية الحقيقية» وانتخاب رئيس للجمهورية «بالأكثرية المطلقة التي تنص عليها المادة 49 في الدورات الانتخابية التي تلي الدورة الأولى التي جرت من دون نتيجة»، لافتاً الانتباه في هذا الإطار إلى أنّ «بطريرك الموارنة، الذي منع بموقفه المعارض إنتخاب رئيس في الدورة الأولى بالأكثرية المطلقة عام 2007، يؤيد اليوم بحرارة كبيرة إنتخاب الرئيس في الدورة الثانية، وما يليها، بنصاب الأكثرية المطلقة».
وفي معرض تحذيره من مغبة إجراء الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، نبّه حرب إلى أنّ «السلطة التشريعية على مشارف انتهاء فترة ولاية المجلس الحالية باتت مهددة بالسقوط لعدم جواز إنتخاب مجلس جديد في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية يُشرف على الانتخابات، ولأنّ الحكومة تُعتبر مستقيلة حكماً عند بدء ولاية مجلس النواب بينما لا يوجد رئيس يجري الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة وإصدار مراسيم تشكيلها، ما سيؤدي إلى خلو كل الرئاسات الدستورية وإلى سقوط كل المؤسسات والسلطات».
جنبلاط ـ فرنجية
وفي الغضون، إستكمل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط جولاته على القيادات السياسية فزار أمس رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي حيث استذكر «العلاقة التاريخية والمحطات المشتركة مع آل فرنجية»، وقال بعد اللقاء: «لقد اخترت بعد زيارتي العماد (ميشال) عون هذا المكان اليوم كي أجدد العلاقات»، مع تشديده على وجود «بعض التفاوت في بعض وجهات النظر وليس خلافاً سياسياً» بين الطرفين.
أما فرنجية، فوصف اللقاء بـ«الودي جداً» وأكد أنه يشارك جنبلاط «الهواجس نفسها والخوف على لبنان وعلى وجودنا كأقليات في المنطقة» بحسب تعبيره، وأضاف: مهما ساءت الظروف «لازم تضل العالم تحكي مع بعضها». وعن توقعاته بالنسبة لمآل الأوضاع في البلد، أجاب فرنجية: «ألله يعلم إلى أين تتجه الأمور».