IMLebanon

المقاومة: هكذا تعاطوا معنا في تموز!

جعجع تنبأ بالحرب.. والسنيورة رفع لواء الـ1559

المقاومة: هكذا تعاطوا معنا في تموز!

كل العالم اعترف بانتصار المقاومة في حرب تموز 2006، واسرائيل نفسها اعترفت بهزيمتها وثبتتها في تقرير لجنة فينوغراد وكذلك بإعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو «ان تلك الحرب اعادت اسرائيل اربعين سنة الى الوراء»، إلا لبنانيي «14 آذار» الذين لا يزالون حتى الآن يرفضون الاعتراف للمقاومة بهذا الانتصار، ويصرون على تحميل المقاومة مسؤولية اشعال الحرب وما نتج منها من دمار وخراب. فلماذا هذا الاصرار على إنكار الانتصار؟ ولماذا دفن الرؤوس في الرمال وإغماض العين عن كل الوقائع التي افرزتها تلك الحرب على لبنان واسرائيل؟

المشكلة، كما تراها المقاومة، تكمن في ان هذا الفريق لم يخضع نفسه لمراجعة مع الذات، او تقويما موضوعيا لما قام به خلال تلك الحرب او في السنوات التي تلتها، واقرب الطرق الى ذلك كان التسليم باقرار العدو نفسه بالهزيمة وبالتقارير الاسرائيلية المتتالية التي كشفت ان الحرب لم تكن ردا على عملية اسر الجنود الاسرائيليين، بل كانت مبيّتة لتغيير وجه لبنان وارتكاب اكبر مجزرة بحق المقاومة ومجتمعها.

وتتذكر المقاومة، كيف ان بعض هذا الفريق نفسه تنبأ بالحرب قبل شهر من وقوعها، وكلام سمير جعجع مسجل في محضر جلسة الحوار التي انعقدت في مجلس النواب في 8 حزيران 2006 وورد بعضه في «الصفحات المجهولة» من حرب تموز التي كشفها الرئيس نبيه بري ورواها الوزير علي حسن خليل، حيث قال جعجع ما حرفيته: «لم يعد سراً الحديث عن ضربة إسرائيلية قريبة، والنقاش في الأوساط العسكرية الاسرائيلية هو هل نضرب على البارد أم ننتظر حدثاً ما.. اعتقد أن العملية أصبحت بالجيبة حتى ولو كان معلوماً أنهم سيدفعون ثمناً ما…».

هذا الانكار، كما تراه المقاومة، هو تعبير مقنع عن هروب هذا الفريق من اعلان فشل الهدف المركزي بالنسبة اليه والذي لا يخفيه ويتمثل بانهاء المقاومة ونزع سلاحها. ليست «حرب تموز» وحدها هي التي ايقظت هذا الهدف، بل هو يعود الى اللحظة التي صعد فيها هذا الفريق الى السلطة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهي، في هذا السياق، تصدق الرئيس فؤاد السنيورة حينما يقول انه لو عاد به الزمن لقام بما قام به آنذاك. وثمة محطات عديدة كشفت فيها المكنونات وحكمها السعي الحثيث من قبل هذا الفريق لتحقيق هدف شل المقاومة ونزع سلاحها، تدرجت كما يلي:

الاولى، بعد فترة قصيرة من تولي السنيورة رئاسة الحكومة، حيث قال لوفد المنظمات الشبابية حرفيا: «انا آت لتنفيذ القرار 1559».

الثانية، حينما تم إلغاء عيد المقاومة والتحرير.

الثالثة، في القمة العربية في الخرطوم اواخر آذار 2006، اي قبل اربعة اشهر من عدوان تموز، حينما رفض السنيورة نفسه الاشادة بالمقاومة في البيان الختامي للقمة، واشتبك يومها مع الرئيس اميل لحود.

الرابعة، في بيان حكومة السنيورة التي تبرأت فيه من المقاومة بعد عملية الاسيرين.

الخامسة، في المفاوضات التي جرت خلال الحرب، والتي لخصها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بقوله: «لو أُعطي السنيورة وفريقه رقابنا لقصّوها. فقد حاولوا ان يوظفوا هذه الحرب لينتهوا من سلاح المقاومة وأكملوا بعد الحرب ولا زالوا، وبعض القيادات السياسية اللبنانية رفضت وقف إطلاق النار الا من ضمن تسوية شاملة، ومنهم السنيورة الذي قال إنه لا يريد وقف النار إلا ليحل موضوع مزارع شبعا والبنود (السبعة)». كما اصر هذا الفريق على طلب نشر قوات دولية تحت الفصل السابع جنوبي الليطاني.

ولهذا تتمة تبرزها صفحات حرب تموز كما كشفها بري ورواها خليل، حيث اوكل السيد نصر الله الى الوزير محمد فنيش ابلاغ حكومة السنيورة والتي كان مقررا لها ان تجتمع يوم الاحد 13 آب 2006 الآتي:

1 ـ إن مسّ السلاح مرفوض من قريب أو بعيد.

2 ـ إذا كنتم تريدون مشكلاً داخلياً فنحن لا نريده، ولكن إذا أصررتم فتحملوا المسؤولية.

3 ـ قرارنا هو عدم وجود أي مظهر مسلح وتسهيل مهمة دخول الجيش اللبناني وانتشاره وإلى جانب قوات «اليونيفيل».

السادسة، رفض السنيورة ادراج اي اشادة بالمقاومة في بيان وزراء الخارجية العرب في بيروت خلال الحرب.

السابعة، اعلان مقاطعة حوار ميشال سليمان ربطا بسلاح المقاومة.

المقاومة تقرأ الواقع على حقيقته، فهدف هذا الفريق محدد، وقد شعر في لحظة معينة بأن هذا الهدف صار قاب قوسين او ادنى من ان يتحقق، ولكن ذلك لم يحصل. ولذلك هي لن تتفاجأ ان كرر هؤلاء القيام بما سبق لهم ان قاموا به وفشلوا.

كما من الصعب على المقاومة ان تصدق، ومعها حلفاؤها وجمهورها، ان جهد حكومة السنيورة هو الذي منع اسرائيل من الانتصار. ففي هذا الكلام تنكّر للانتصار نفسه وللانجاز التاريخي الذي حققه لبنان. فأهلها ضحوا وسقط منهم شهداء. أما الدمار، فقد سارعت المقاومة الى احتوائه والتعويض على المتضررين، فما جاء من مساعدات لحكومة السنيورة كان يكفي لاعادة اعمار ما دمرته الحرب مرتين، لكنها حولتها الى زفت انتخابي. لقد كان الهدف الضغط على الناس وابتزازهم لتأليبهم على المقاومة.

تؤكد المقاومة انها لو لم تنتصر في تموز لكانت اسرائيل هي التي تحكم لبنان الآن، ولو لم تتدخل في سوريا لكنا ضمن دولة «الخلافة الداعشية» ولكان فريق «14 آذار» اول المبايعين لتلك الدولة.