IMLebanon

المنطقة تدفع اليوم تداعيات عودة الخميني الى إيران

يوما بعد يوم يتبيّـن أكثر ويتضح أكثر حجم المؤامرة… ليست المؤامرة التي يتبجح بها رئيس النظام السوري حامي الديموقراطية في العالم العربي والقائد الكبير في الحريات الشخصية والإعلامية والانتخابية وقول الحقيقة.

أعني بالمؤامرة هنا المؤامرة على الشعب العربي في كل مكان من العالم العربي:

مؤامرة على مصر، والحمدلله استطاع الرئيس الفريق عبدالفتاح السيسي أن ينتصر على الإخوان المسلمين ويحرّر الشعب المصري من عبودية الإخوان، طبعاً الخطأ الكبير الذي فضح مخطط الإخوان أنّهم كانوا فقط طالبي سلطة لا غير ولا أكثر ولا أقل… وكأنّ المشكلة في مصر هي مشكلة من يحكمها وليست ماذا يريد الشعب المصري!

أمّا المؤامرة الكبرى كما يسمّيها بشار رئيس النظام السوري الذي دمّر أكثر من نصف سوريا وشرّد نحو 70% من الشعب السوري… فهذه المؤامرة الكبرى التي يدّعيها بشار إنما هي من صنع حليفه الإيراني!

هل سأل بشار نفسه يوماً من الأيام: كيف جاء الإمام آية الله الخميني الى طهران عائداً من باريس، التي نقلوه إليها من العراق، ليكون تحت الأضواء الإعلامية الدولية؟

ولماذا منذ عودة الخميني بدأ الحديث في العالم العربي حول أنت شيعي وأنت سنّي… وهذه الحال لم تكن موجودة قبل مجيء آية الله الخميني؟!.

اليوم أصبحنا نعرف لماذا عاد الخميني الى إيران، عاد لينفذ مؤامرة الفتنة بين أهل السنّة والشيعة.

لا شك في أنّ مَن أعاد الخميني الى إيران يملك عقلاً جهنمياً… لأنّه قبل مجيء الخميني لم تكن توجد مشكلة بين أهل السنّة والشيعة، بل كانت الأمور تسير بشكل طبيعي من علاقات الأخوّة والوئام.

أوّل عمل قام به الإمام الخميني هو الحرب على العراق رافعاً راية «التشييع» تحت شعار تصدير الثورة… أيّة ثورة هذه التي أرادها الخميني؟

وبعد ثماني سنوات من الحرب أصبحت دولة العراق غارقة في الديون بمئات المليارات من الدولارات بينما كان يوجد في احتياط البنك المركزي 170 مليار دولار…

وكذلك، فإنّ إيران تحوّلت من دولة غنيّة تملك فائضاً بمئات المليارات الى دولة مديونة… كذلك كان هناك قرار بتخريب الجيش لتتسلم مكانه ميليشيا الحرس الثوري، التي هي تيّار ديني متطرّف لا يقبل أي عقل ولا يقرّ بالتفاهم… وأذكر هنا كيف أنّه بعد حصار دام 444 يوماً ضربه الحرس الثوري حول السفارة الاميركية في طهران وفور وصول الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغن الى الحكم فُضّ احتلال السفارة خلال دقائق خوفاً من تهديد ريغن.

اليوم، وبفضل ما زرعه آية الله الإمام الخميني من فتنة بين المسلمين، أصبحنا نعيش في عالم جديد خالٍ من أي شكل من أشكال المحبّة والتعايش بين الطوائف من مسلمين ومسيحيين ودروز وسائر مكوّنات هذه المنطقة من العالم التي هي مهدُ الديانات السماوية كلها.