IMLebanon

المهلة إلى تآكل وجلسات بلا نصاب / الحريري وباسيل: اتفاق على منع الفراغ

لأن تآكل المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بدأ يثقل مناخ الاستحقاق الدستوري الاول، ستكون اطاحة النصاب القانوني للجلسة الانتخابية الثانية التي يعقدها مجلس النواب ظهر اليوم أشد وطأة على المشهد السياسي والانتخابي من الجلسة الاولى قبل اسبوع ولو تكرر السيناريو نفسه.
ذلك ان المعادلة التي يراد لها ان تتحكم بالجلسات الانتخابية حتى اشعار آخر تستند الى إبقاء تطيير النصاب بمثابة الورقة البيضاء لدى فريق 8 آذار إلى حين بت موضوع ترشح العماد ميشال عون، بما يعني ان نواب كتل “التغيير والاصلاح” و”حزب الله” والبعث والقومي لن يدخلوا اليوم قاعة الجلسات لتطيير النصاب، فيما يقتصر الحضور من هذا الفريق على كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري. اما الحضور الكثيف لنواب كتل 14 آذار و”جبهة النضال الوطني” والمستقلين، فلن يكفي لانعقاد الجلسة المرشحة للتأجيل حتماً.
وعشية الجلسة، برز موقف “كتلة المستقبل” التي أكدت ان “من حق أي مرشح ان يعلن ترشيحه والمجال مفتوح اليوم لفوز من يحصل على الغالبية المحددة لأصوات النواب”، لكنها كررت أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هو مرشح قوى 14 آذار، داعية النواب الى الاقتراع له. وعلمت “النهار” ان الرئيس فؤاد السنيورة رأس امس اجتماعاً لمكونات 14 آذار تخلله تأكيد الموقف المعلن بحضور جلسة الانتخاب اليوم والاقتراع لمرشح هذه المكونات رئيس حزب “القوات اللبنانية”. كما تخلل اللقاء بحث في موضوع سلسلة الرتب والرواتب عشية انهاء اللجنة المكلفة اعداد دراسة عن شكلها النهائي.
وفي اتصال لـ”النهار” برئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط افاد ان اعضاء كتلته سيشاركون في الجلسة وقال: “رايحين وسنحضر”. ولم يشأ أن يكشف ما حملته زيارة الوزير وائل ابو فاعور للمملكة العربية السعودية.
كما علمت “النهار” ان الجلسة النيابية اليوم لا يمكن تعديل جدول اعمالها المحصور ببند انتخاب رئيس للجمهورية وتالياً لا يمكن تطيير نصابها عندما يكون امر الانتخاب مطروحا ومن ثم تحويل الجلسة لاحقا الى البحث في موضوع الصحافة كما يسعى الى ذلك “حزب الله”. لذلك، من المرجح ان يتحول هذا النشاط المتعلق بالصحافة الى غرفة الاعلام في مجلس النواب.

برّي
كذلك أكد الرئيس بري امام زواره انه سيشارك وكتلته النيابية في جلسة اليوم “تأكيدا لكلامي بأني أول من يدخل وآخر من يخرج. وبعد نصف ساعة اذا لم يكتمل النصاب سأرفع الجلسة الى موعد آخر”. واضاف: “انا قلق اذا لم يكتمل النصاب، ﻷنه بعد اسبوعين نصبح على مقربة بضعة ايام من 25 أيار، مما يعني انني لا استطيع الاكتفاء بتحديد المواعيد بل سأقوم بتحرك واجراء الاتصالات من اجل الاستحقاق”. وأشار الى ان لا توافق بعد على الرئيس.
وسئل هل وصلك شيء من اجتماعات باريس بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، فأجاب: “اذا حصل تقدم او اتفاق بين الطرفين فان ذلك يستغرق وقتاً لاظهاره بغية ان يتولى كل طرف شرح ما حصل لحلفائه، ولكن لا شيء ملموساً حتى الآن”.
وسئل هل من تحرك خارجي حيال الاستحقاق، فأجاب: “موقفي الذي قلته للسفراء هو الحرص على لبننة الاستحقاق. وان بعض المواقف التي تصلني من الخارج مباشرة أو غير مباشرة تؤيد هذا التوجه وهذا أمر جيد. وتبلغت وسمعت من الاميركيين ان موقفهم من الاستحقاق انهم ليسوا مع مرشح معين ولا يضعون فيتو على اي مرشح ومع اجراء الاستحقاق في موعده”.
وعلمت “النهار” ان رئيس المجلس سيستقبل قريبا السفير الاميركي ديفيد هيل.
وخلص بري الى انه سينتظر جلسة او جلستين على ان تتلاحق الجلسات “ولن اقدر بعدها ان اسكت”.

الحريري وباسيل
في غضون ذلك، أفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الرئيس الحريري التقى الوزير باسيل ظهر امس الى غداء وفي اجتماع طويل للبحث في آخر التطورات على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
وكان الحريري وصل مساء الاثنين الى باريس من الرياض، فيما وصل باسيل الى العاصمة الفرنسية الاثنين من روما.
وقالت مصادر مقربة من الرئيس الحريري “إن اجواء الغداء كانت جيدة وكان الاجتماع طبعا للتشاور في الاستحقاق الرئاسي”. وأوضحت “ان الفكرة الاساسية من وراء هذا اللقاء هي الاتفاق على ضرورة منع حصول فراغ وضرورة استكمال وتوسيع الاتصالات على جميع الافرقاء لضمان اجراء الاستحقاق الرئاسي”. وأضافت: “أجرى الطرفان تقويماً لتجربة التعاون بينهما منذ بداية الحوار على الحكومة، وصولا الى المحطات التي مرت منذ تشكيل الحكومة”. وكان لقاء الحريري والجنرال عون في باريس اثمر تفاهماً بينهما سهل ولادة الحكومة. واشارت المصادر الى “ان الطرفين اتفقا على استكمال المشاورات بينهما”.
وبعد ذلك غادر باسيل باريس عائدا الى بيروت.
ومن المتوقع ان يصل الى فرنسا البطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي للمشاركة في عشاء دعت اليه المطرانية المارونية في فرنسا لجمع التبرعات لبناء مركز للمطرانية في ضاحية باريس.

واشنطن
ومن واشنطن نقل مراسل “النهار” هشام ملحم عن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفيرة آن باترسون ان “اللبنانيين قادرون، وعليهم ان يختاروا قادتهم بانفسهم، والانتخابات الرئاسية والنيابية المقبلة توفر الفرص لكي يحققوا ذلك”. وقالت في احتفال اقامته مساء الاثنين في احدى قاعات الكونغرس منظمات لبنانية في الذكرى التاسعة لـ”ثورة الارز”: “نحن نحضهم على يمضوا قدما، وفقا للدستور اللبناني، في المواعيد المحددة، ومن دون اي تدخل خارجي”.
وبعدما نوهت باترسون بالمبادئ التي دفعت اللبنانيين الى التخلص من الاحتلال السوري العسكري والعنف السياسي السائد آنذاك في البلاد، عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه، أضافت ان “بعض اشباح 2005 قد عادت وياللأسف. وعبر “حزب الله” من لبنان للقتال في الحرب الاهلية السورية نيابة عن نظام الاسد وضد اتفاق جميع الاطراف اللبنانيين في اعلان بعبدا”. ولاحظت ان “الحرب الاهلية السورية قد اوجدت ازمة لاجئين في لبنان، وجذبت الارهابيين من سوريا الى لبنان”.
وجددت باترسون دعوتها جميع الاطراف اللبنانيين “الى احترام المبادئ الواردة في اعلان بعبدا واتفاق الطائف وقراري مجلس الامن 1559 و1701، ونحن نعمل مع اصدقاء لبنان الدوليين وخصوصاً فريق الدعم الدولي لتوفير الدعم العملي لتعزيز دعوة الشعب اللبناني الى انهاء التدخل في النزاعات الدولية، وانهاء حلقة العنف…”.

اضرابات وأمن
الى ذلك اتسمت تظاهرة هيئة التنسيق النقابية أمس بكثافة لافتة اذ شارك فيها حشد كبير في خط سيرها من أمام مصرف لبنان الى ساحة رياض الصلح. وأعلن رئيس الهيئة تصعيد التحرك في مواجهة التقرير الذي ستضعه اللجنة النيابية المكلفة اعادة النظر في سلسلة الرتب والرواتب. كما ان الاتحاد العمالي العام ينفذ اليوم اضراباً واعتصاماً في ساحة رياض الصلح متزامناً مع جلسة مجلس النواب.
أما على الصعيد الامني، فسجل انجازان أمس لقوى الامن الداخلي، اذ تمكنت أولاً من تنفيذ عملية أمنية في مبنى الاحداث في سجن رومية حيث سيطرت عصابة من ثلاثة سجناء على المبنى وعملت على فرض خوات وترويج مخدرات، وانتهت العملية الامنية بتوقيف المطلوبين الثلاثة. كما تمكنت قوى الامن الداخلي من توقيف أحد أكبر تجار المخدرات ومروجيها عبر شبكة في بيروت وجبل لبنان وهو مطلوب باكثر من 56 مذكرة توقيف وخلاصة احكام.